اخبار الرياضة

بين مانشستر سيتي وتوتنهام.. شعرة تفرق بين بناء اللعب والهوس!

سقط برايتون برباعية نظيفة امام ضيفه مانشستر سيتي الذى تخطى ليفربول وواصل مطاردة آرسنال على قمة الدورى الانجليزي الممتاز “البريميرليغ” مع تمتعه بأفضلية لعب مباراة أقل عَنْ “الغانرز”.

السيتي سيطر على المباراه بشكل شبه كلي، خاصة مع الأهداف السريعة التى قام بتسجيلها فى الشوط الاول والتي قضت نهائىًا على اى احتمالية مقاومة لرجال دي زيربي.

الهدف الاول جاء مـن هجمة منظمة لنادي مانشستر سيتي أنهاها كيفن دي بروين فى المرمى، بينما سجل فيل فودين الهدف الثانى مـن ركلة حرة مباشرة جاءت مـن خطأ غير موجود على دفاع برايتون، لكن الهدف الثالث جاء بعدما فقد دفاع برايتون الكرة دَاخِلٌ منطقه جزائه، ليجهز فودين عليهم بسرعة بعد ان أطلق الكرة فى الشباك.

كيف سُجّل هـدف مانشستر سيتي الثالث؟

هناك شعرة ما بين الخروج السلس للكرة لأي فريق وما بين السخف. الهدف الثالث لمانشستر سيتي كان هو السخف بعينه، فلا يمكن أبدًا وضع مثل هذه الأخطاء فى اطار بناء اللعب المقبول مـن الخلف.

اللقطة بدأت كأي خروج بالكرة فى مرحلة بناء اللعب لبرايتون، والتي تحمل قدرًا مقبولًا مـن المخاطرة أملًا فى جَائِزَةٌ عظيمة بتجاوز الضغط العالي الكبير المعروف به لاعبو السيتي بإيعاز مـن مدربهم بيب غوارديولا.

لكن ما حدث بعد ذلك هو إصرار غريب مـن لاعبى برايتون على خروج الكرة بنفس الطريقة، رغم وضوح الخطورة التى وصلت الي حد لا يمكن معه قبول خروجها بهذه الطريقة.

اللقطة البارزة عندما وصلت الكرة الي الظهير الأيسر باركو الذى انضم لداخل منطقه الجـزاء، ليلاحظ ان الضغط قد اشتد، فيعيد الكرة الي حارس مرماه فى وضعية ليست بالسهلة. 

هنا كان بإمكان الحارس ستيل ان يمرر الي لويس دانك على الجانب الأيمن، لكنه آثر ألا يمرر خوفًا مـن اصطدام الكرة ليموه بجسده متخلصًا مـن خوليان ألفاريز، قبل ان يقرر مضاعفة المخاطرة بالتمرير الي كارلوس كوباه وظهره لمرمى المنافس.

لكن كوباه تصرّف بشكل جيد بعدما تفادى بيرناردو سيلفا ومرر الي باركو، الذى لم يأبه بسقوط نظام الخروج بالكرة مـن أساسه، وأن الامر قد تحول لفوضى تامة بعد ان تبعثر تمركز لاعبى برايتون، ووصل الحال الي وجود خمسة لاعبين مـن مانشستر سيتي دَاخِلٌ منطقه جـزاء فريقه، لكن باركو أصر على ان يمرر مرة اخري بشكل مُخاطر جدًا الي كوباه، وهو أمر فطن إليه بيرناردو سيلفا ليقطع الكرة التى وصلت الي فودين، فلم يضيع الأخير الفرصة ليطلقها فى المرمى.

ما الفارق بين المخاطرة المقبولة والاستهتار؟

مفهوم تمامًا ان عملية بناء الكرة مـن الخلف لم يعد رفاهية فى كثير مـن الأحوال، فحجم ضغط المنافس يجعل خروج الكرة بشكل غير مدروس أو بشكل مباشر على الأرجح سيُفقدك إياها، ويعيدها الي مناطقك بأسرع مما تتصور.

لكن المشكلة الحقيقية فى ان هذا الامر يتم ابتذاله واستخدامه لابتزاز مـن ينتقدون المخاطرة المبالغ فيها، فهناك فارق بين المخاطرة المقبولة ووصول الامر الي حد السُّخف الذى يكلف النادي كثيرًا.

ولتوضيح الفارق فإن المخالفة مقبول، لكن الاستهتار وعدم القبول بالتخلي عَنْ حلم البناء مـن الخلف مهما كان كل شيء يصرخ بضرورة التخلص مـن الكرة سريعًا، هو أمر لابد مـن التفرقة بينهما.

دعنا نأخذ لقطة حدثت فى مباراة برايتون وتوتنهام لتوضيح ماذا يعني المخالفة المفهوم فى التمرير اثناء بناء اللعب، والذي ينتج عنه فرصة خطيرة للمنافس.

فى تلك اللقطة تخلى الظهير الأيسر إستوبينيان عَنْ فرصة ثمينة لإرسال كرة طويلة على الأطراف، ليقرر البدء بشكل أكثر تنظيمًا، فيمرر الي لاعـب الوسـط جيلمور الذى اتخذ قرارًا صحيحًا تمامًا بالتمرير الي آدم لالانا، الذى كان يُنتظر ان يمرر الي باسكال جروس الموجود فى مساحة رائعة تكفل شن هجمة خطيرة على توتنهام.

لكن تمريرة جيلمور تم تمريرها بشكل غير دقيق الي لالانا، لتمنح الفرصة الي كريستيان روميرو لقطعها وشن مرتدة للسبيرز، انتهت بتسديدة خطيرة مـن كولوسوفسكي تصدّى لها ستيل بصعوبة.

هنا يمكن وضع المخالفة فى الخروج بالكرة فى سياقه المفهوم. مخاطرة معقولة خُطفت فيها الكرة بسـبب تمريرة خاطئة مع تدخل بارع مـن المنافس، لكن اللقطة كلها لم تحمل خطورة كبيرة كان يجدر بلاعبي برايتون التخلص فيها مـن الكرة بأسرع وقتٍ ممكن، بعد ان ضاقت السبل وتعاظم الضغط وصار التمرير يحمل قدرًا هائلًا مـن الخطورة، لا يمكن معه تفادي كارثة ما يترتب على الوقوع فى المخالفة إن حدث.

الامر بشكل عَامٌ لا يقتصر على برايتون وحده، ففي بعض الأحيان يسيء الجمهور وأحيانًا اللاعبون الفارق بين المخاطرة المقبولة، وأن تتحول عملية الخروج السلس بالكرة الي هوس لا يمكن الفكاك منه أو القبول بالتخلي عنه، ولو فى هجمة وحيدة صارت فيها الامور شبه مستحيلة.

السابق
الي متى.. حوت آسيا عامر شفيع بلا مباراة اعتزال؟
التالي
جمال موسيالا يرفض التحول الي “ميسي” جديد مع بايرن ميونخ