اخبار الرياضة

الاسطورة الجديد | اخبار | بلماضي يتحدى شحاتة.. الجزائر بين المجد وكابوس 1992

مراد فهمي (مصر) – أموين بيبانزولو (الكونغو) – فريد أوسام دودو (غانا) – عبد الحميد كرمالي (الجزائر) – يو مارسيال (كوت ديفوار) – كلايف باركر (جنوب افريقىا) – محمود الجوهري (مصر) – ستيفن كيشي (نيجيريا) – جمال بلماضي (الجزائر).

فى كـأس امم افريقىا التي لطالما انتصر بها الأجانب وخصوصا الفرنسيون، هذه لائحة الشرف للمدير فنيين الوطنيين الذين انتصروا بالالقاب لمرة واحدة مع منتخـب بلادهم، والتي انضم إليها بلماضي مؤخرا فى القاهره عام 2019.

وعلى مر تعاقب هؤلاء الأجانب من مجري إلى يوغوسلافى إلى ألماني وحتى الهولندي والبلجيكي، رجل واحد فقط بين الأجانب نجح فى تحقيق البطولة مرتين، وهو الفرنسي هيرفى رونار مع منتخـبين مختلفىن: زامبيا 2012 وكوت ديفوار 2015، ولكن ليس على التوالي.

بين جميع المدربين الأفارقة لم يكُن هناك سوى رجلين حصلا البطولة مرتين على التوالي: تشارلز جيامفى مع غانا عامي 1963 و1965، وبطبيعة الحال حسن شحاتة أسطورة منتخـب مصر. (طالع المزيد من التفاصيل عن مدير فني غانا)

الوصول إلى 3 الاسطورة الجديد أمر لم يحصله إلا نفس الرجلين، حيث عاد جيامفى واضاف لقبه الثالث مع غانا عام 1982، بعد 17 عاما على لقبه الثانى، إلا ان المعادلة الأصعب فى القارة السمراء تظل “المعلم” شحاتة، صاحب ثلاثية 2006 و2008 و2010 على التوالي.

والسؤال مباشرة كما يتم تداوله مؤخرا: من الافضل؟ جيل مصر بين 2006 و2010 بقيادة حسن شحاتة؟ أم جيل الجزائر الحالي بقيادة جمال بلماضي؟

لا يزال امامك الكثير

بداية هذه المقارنة غير عادلة سواء على صعيد الإنجازات أو الفترة الزمنية، فمشروع شحاتة بدأ فى نوفمبر 2004 وانتهى فى يونيو 2011، قرابة 7 أعوام بالمقارنة مع حقبة بلماضي التي اجتازت عامها الثالث قبل 4 أشهر، حيث بدأت فى أغسطس 2018.

المحصلة هي 3 الاسطورة الجديد قارية على التوالي مقابل لقب وحيد. الجزائر مع بلماضي لم تلعب سوى نسخة واحدة وتستعد للعب الثانىة الآن، ما يعني ان طرح السؤال ذاته مبكر للغاية.

النقطة الأسوأ لجيل شحاتة التاريـخي هي الفشل فى التاهـل إلى كـأس العالم، وكان هذا على يد الجزائر بطبيعة الحال، لا أحد ينسى ليلة أم درمان، بينما يملك جيل بلماضي فرصة تحقيق هذا الإنجاز فى مارس القادم، ولكن حتى الآن، هذا لم يحدث بعد.

بذلك يبقى أكبر دافع للمقارنة هو سلسلة الماتشات الدولىة بلا خسارة للمنتخـب الجزائري الأول.. جيل حسن شحاتة لا يملك شيئا مشابها، حيث خاض 86 مباراه، حصل أثناءها 52 انتصارا و16 تعــادلا و18 خسارة، ولكن فارق الاحتكاك هو ما لا يقبل المقارنة.

تجارب الجزائر الودية خارج حدود القارة أتت ضد المكسيك وكولومبيا فقط، بينما اقتصرت تحدياته الداخلية على مسيرته فى بطوله 2019، حيث واجه السنغال مرتين فى المجموعـات والنهائي، وواجه نيجيريا وكوت ديفوار فى طريقه إلى النهائي.

الظروف ليست كما هي فى ظل جائحة كورونـا بالطبع، وتنظيم الماتشات الودية القوية لم يعُد بنفس السهولة فى هذه الأيام، وحتى بطوله كـأس العالم للقارات ألغيت، كلها عوامل لم يكن بلماضي ورجاله سعداء الحظ بها، فمنتخـب مصر مع شحاتة أجاد انتقاء ودياته الكبرى، ولفت انظار العالم ليواجه بلجيكا وأوروجواي والبرتغال وإسبانىا والأرجنتين والسويد وإنجلترا، ناهيك عن ملحمة كـأس القارات التي أفسدتها مباراه الولايات المتحدة، بعد عرض عظيم امام البرازيل وفوز تاريخي على إيطاليا.

هذا المستوى من الاحتكاك الدولى قفز بمنتخـب مصر إلى الظهور فى تشكيلة الـ10 الأوائل بتصنيـف الاتحاد الدولى “فىفا”، حيث قفز إلى المـركـز العاشر فى فبراير 2010، قبل ان يصل إلى افضل مراكزه فى التاريـخ، المـركـز التاسع فى تصنيـف يوليو لنفس العام. على الناحية الأخرى أعلى تصنيـف للجزائر مع بلماضي هو تصنيـفه الحالي فى ديسمبر 2021 حيث يحتـل المـركـز التاسع والعشرين، بينما كان أعلى تصنيـف للجزائر فى التاريـخ هو تصنيـف أكتوبر 2014 حين احتل الخضر المـركـز الخامس عشر بعد المســاهمة الرائعة فى مونديال البرازيل.

حتى يكتمل الطريق

الحفاظ على البطولة القاري ليس أمرا بهذه السهولة نظرا لطبيعة الالقاب الإقصائية من ناحية، وقوة الملاحقة من ناحية أخرى، وعدم انتظام لاعــبي المنتخـبـات فى اللعب مع بعضهم البعض للوصول إلى مستوى تجانس مقارب لما يملكوه مع انديتهم من جهة ثالثة، وتغير مجريات الأمور فى اللعبة أثناء الفواصل الزمنية بين النسختين من جانب رابع.

النقطة الاخيرة تحديدا من السهل ملاحظتها فى تاريخ بطوله الامم الأوروبية “يورو” التي بدأت عام 1960، فبالنظر إلى إقامتها مرة واحدة كل 4 سنـوات، لم ينجح سوى فريق واحد فى الاحتفاظ بالالقاب لنسختين على التوالي، وتطلب الأمر جيلا ذهبيا خارقا لمنتخـب إسبانىا حتى يكتمل الأمر بين عامي 2008 و2012 مرورا بكـأس العالم فى المنتصف.

الأمر ليس سهلا فى بطوله افريقىا التي تقام كل عامين أيضا، فبعيدا عن المدربين، لا يوجد سوى 3 منتخـبـات نجحت فى الحصول على البطولة مرتين متتاليتين: فى البدء كان منتخـب غانا عامي 1963 و1965 مع جيامفى. غادر الرجل منصبه ورغم ذلك كان النجوم السوداء على مقربة من البطولة الثالث على التوالي، إلا ان هذه المحاولة تم إجهاضها على يد منتخـب “كونغو كينشاسا” (الكونغو الديمقراطية حاليا) بهـدف نظيف فى النهائي.

الثانى كان منتخـب الكاميرون مع مدير فنيين مختلفىن، أولهما الفرنسي بيير لوشانتيه عام 2000، وثانيهما الألماني وينفريد شايفر عام 2002، أما الثالث فبطبيعة الحال هو الجيل الذي تتحداه كتيبة بلماضي: ثلاثية مصر مع حسن شحاتة بين 2006 و2010.

للوقوف على مدى صعوبة الدفـاع الثانى عن البطولة سنأخذ المثال من منتخـب الجزائر نفسه، قبل انطلاق مسيرة بلماضي الاحترافىة كلاعــب كرة قدم..

على أراضي الجزائر عام 1990 بقيادة الراحل عبد الحميد كرمالي، أو “شيخ المدربين الجزائريين” كما اشتهر، وفى وجود لاعــب انتصر بدورى أبطال أوروبا مع بورتو قبلها بثلاثة أعوام، الأسطورة رابح ماجر بالطبع، خاض محاربو الصحراء رحلة البحث عن البطولة الأول.

بداية مثالية وعلامة كاملة فى دور المجموعـات بالفــوز على نيجيريا 5-1 ثم كوت ديفوار 3-0 ثم مصر 2-0. تأهل قاد الخضر لمواجهه منتخـب السنغال والفــوز عليه فى نصف النهائي 2-1، قبل ان يلاقي منتخـب نيجيريا من جديد فى النهائي ويتغلب عليه بهـدف شريف وجاني.

بطبيعة الحال هيمن الجزائريون على كل الجوائز، فافضل لاعــب كان ماجر، والهداف كان جمال مناد، وتشكيل البطوله ضم 6 من الخضر مقابل 2 من زامبيا و1 لكل من كوت ديفوار والكاميرون ونيجيريا، حتى الهـدف العكسي الوحيد فى البطوله سجله عبد الحكيم سرار امام السنغال، وهو واحد من الهـدفىن الذين تلقاهما مرمى الجزائر طوال البطوله.

ولكن بعد عامين فى نسخة السنغال 1992 حين اتسعت الرقعة إلى 12 فريقا وتحولت الدور الأول إلى 4 مجموعـات ثلاثية الفرق، انقلب الحال 180 درجة، وسقط المنتخـب الجزائري على يد كوت ديفوار 3-0 ثم تعــادل مع الكونغو 1-1 ليتذيل المجموعه ويغادر بتشكيلة ضمت 5 من السداسي سالف الذكر الذي تواجد فى التشكيـل الافضل قبل عامين، وعلى رأسهم ماجر ومناد.

هذه هي العقبة التي يجب ان يمر منها بلماضي وجيله الحالي فى الكاميرون حتى يدخل هذا السجال التاريـخي بقوة ضد سائر الأجيال التاريـخية للقارة السمراء. صحيح ان التتويج سيكون صك التنافس الرسمى، ولكن الفشل به بحد ذاته لا يعني استبعاد هذا الجيل. خسارة النهائي أو نصف النهائي لن تسدل الستار على هذه الملاحقة، ولكن الخروج من دور المجموعـات؟ بالتأكيد ستختلف اللهجة.

لا توجد أي اختلافات صارخة بين القوام الاساسي للخضر فى 2019 واليـوم، ويملك المنتخـب صفا ثانيا مميزا وهو ما ظهر فى كـأس العرب بغياب محترفى أوروبا وبغياب بلماضي نفسه، وهو ما يعزز فرص الأفناك إن وجدوا أقدامهم وثبتوها سريعا، فى طريق ممهد للتأهل امام كوت ديفوار وسيراليون وغينيا الاستوائية، ليبدأ التحدي فى مجموعه تعني صدارتها الاصطدام بوصيف مجموعه مصر ونيجيريا وغينيا بيساو والسودان.

بالعودة للسؤال الرئيسي.. من الناحية الفنىة تجوز المقارنة، بل تميل كفة الجزائر كعناصر بمحترفىه فى شتى بقاع أوروبا عكس منتخـب مصر الذي تكون قوامه الرئيسي من المحليين، ولكن جيل تاريخي ضد جيل تاريخي؟ لا يزال الوقت مبكرا بعض الشيء.

السابق
اللجنة المنظمة لـ كـأس العالم للاندية ترد على احتمالية تاجيل البطوله
التالي
مصادر: ممثلو كوتينيو يطيرون إلى إنجلترا وسط تكهنات حول وجهته المقبلة