اخبار الرياضة

ريال مدريد صمد امام مانشستر سيتي فنال جائزته!

نجح ريال مدريد فى عبور عقدة كبرى فى بواسطة التتويج بلقب دورى أبطال أوروبا، وذلك بعدما هزم مانشستر سيتي بركلات الجزاء بعد التعادل (1-1) فى مباراة الاتحاد و(4-4) فى مجموع المباراتين ليتأهل الي نصف نهائى بطوله الانديه الأهم على مستوى العالم ويواصل رحلته نحو البطولة الخامس عشر فى تاريخه.

بتلك النتيجة انتقم “الميرينغي” مـن هزيمته فى العام الماضي امام نفس النادي وعلى نفس الْمَلْعَبُ، وشتان ما بين سيناريوهي المباراتين، حيـث كانـت مباراة اليـوم كالمعركة الدامية طوال 120 دقيقة، وإن شئنا الدقة طوال 210 دقائق!

أنشيلوتي جاء ليدافع .. ليدافع جيدًا!

المباراه كانـت متكافئة بطريقة فلسفية. هناك فريق يعرف كيف يهاجم جيدًا وهناك فريق يتقن كيف يدافع، لذلك بقيت الامور متزنة. السيتي يحاصر ريال مدريد لكنه يعجز عَنْ صناعة المزيد مـن الفرص لكن الخطورة لا تنعدم، وريال مدريد يقدم أداءً دفاعيًا كثيرًا.

نعم أنشيلوتي جاء ليدافع.. لكن هذا لا يعيبه، فما يعيبه فقط هو ألا يدافع جيدًا. باستثناء كرة إيرلينغ هالاند التى اصطدمت بالعارضة لم تكن هناك فرصة محققة لمانشستر سيتي، فحتى هـدف السيتي لم يأتِ مـن فرصة محققة بل كفّر بها كيفن دي بروين عَنْ كثير مـن القرارات الخاطئة التى قام بها دَاخِلٌ منطقه الجـزاء، لا تناقض هنا بين تألقه خارجها وعدم تركيزه داخلها.

لكن كيف دافع أنشيلوتي جيدًا؟ لم يمنح المدير الفنى الإيطالي جاك غريليش وفيل فودين الفرصة كثيرًا للتنفس بعدما صعّد الظهيرين داني كارفاخال وفيرلاند ميندي ليضغطا مبكرًا عليهما، بينما عدا بعض الاستثناءات التى جاء فيها كارفاخال متأخرًا ليضطر الي مقابلة سرعة غريليش.

لكن أنشيلوتي لم يفته ان خروج ظهيريه بشكل متطرف مـن شأنه ان يصنع ثغرة واضحة بين كل ظهير وقلب دفاع، فكانت التعليمات واضحة بأن يتمركز فيديريكو فالفيردي امام اى محاولة لتوغل برناردو سيلفا بين كارفاخال وأنطونيو روديغر، بينما كان يتناوب أكثر مـن لاعـب على القيام بنفس الدور فى الجبهة الاخرى بين رودريغو تارة وتوني كروس تارة وإدواردو كامافينغا تارة، وهذا التبديل ربما سمح ببعض تلك التوغلات التى رأيناها مـن دي بروين فى هذه المنطقة.

لكن لماذا قام أنشيلوتي بهذا التحريك للظهيرين بدلًا مـن وضع فالفيردي ورودريغو امام جناحي السيتي؟ أغلب الظن ان هذا التمركز منح الفرصة لفالفيردي ومن يناظره فى الجانب الآخر للارتداد لسد الفراغات فى عمق الوسـط وقت عودة الكرة الي قلب الْمَلْعَبُ.

هذا الامر لم يكن يمكن دون تضحيات بدنية مـن ثلاثي هجـوم “رأس الحربة” ريال مدريد الذى ركض كثيرًا خلف الكرة فى محاولة لمنع مشاركة دفاع مانشستر سيتي فى العملية الهجومية فى الثلث الأخير والعبث بأوراق المعادلة العددية فى كل منطقه مـن مناطق الْمَلْعَبُ.

مانشستر سيتي استرخى ثم توتر ثم تنفس الصعداء

لم يتعامل مانشستر سيتي مع المباراه باستهتار، لكنه كان أقل شراسة فى مسألة الضغط فى بدايات المباراه على عناصر ريال مدريد الذين استغلوا اللحظات الزائدة القليلة التى مُنحت لهم للعب كرات ساقطة خلف دفاع مانشستر سيتي المتقدم لثلاثي هجـوم “رأس الحربة” ريال مدريد والتي مـن إحداها جاء الهدف بعد ارتداد كرة ملعوبة لجود بيلينغهام الذى ضرب الدفـاع ثم كرر فينيسيوس جونيور نفس اللعبة ليمنح رودريغو هديته الغالية.

بداية تعامل السيتي مع التأخر كان بالهدوء ومحاولة إدراك ان الوقت ما يزال طويلًا، لكن مع جودة إغلاق ريال مدريد لمناطقه فى أغلب فترات المباراه بدأ التوتر فى الازدياد والأرجل فى التلكؤ والتلعثم والتوتر.

اللاعب الوحيد الذى حاول كسر هذا الحصن المدريدي كان جاك غريليش الذى ازدادت مبادراته الفردية فكان لا يتأخر كثيرًا فى كل مرة تأتيه الفرصة ببعض المساحة للانفراد بكارفاخال ليحاول التسديد فى واحده تصدى لها أندريه لونين.

هـدف السيتي جاء بعد دقائق طويلة مـن محاولة الطرق على الأسوار المدريدية فى محاولة لانتظار المخالفة، وعندما جاء المخالفة لم يدخر دي بروين وسعًا فى معاقبة ريال مدريد بنفس الطريقة التى يفعلها الميرينغي مع منافسيه.. التسجيل مـن أول فرصة.

مـن مباراة مانشستر سيتي وضيفه ريال مدريد (Getty) الاسطورة

بعد هذا الهدف أصبح السيتي افضل كثيرًا فصارت التمريرات أجرأ وأسرع وبدأ تبديل غوارديولا بإشراك جيريمي دوكو فى الإتيان بثماره مع تراجع المردود البدني لكارفاخال ثم انتهاء مباراته بالإصابة مع عدم قدرته على تقديم نفس الثبات البدني الذى يقدمه ميندي الأكثر شبابًا والذي اضطر غوارديولا على إثره لإدخال فودين للعمق أملًا فى الاستفادة منه بشكل افضل.

الحسم كان متاحًا

الحسم فى الوقت الأصلي وحتى الإضافي كان متاحًا لكلا الفريقين. دي بروين أضاع فرصة العمر للتسجيل مجددًا بعد دقائق مـن هدفه، بينما أضاع ريال مدريد أكثر مـن لقطة بنفس طريقة ضرب التسلل، لكن لسببٍ أو لآخر تلكأ الممرر فالفيردي كان أو فينيسيوس فى التمرير للمستقبل الذى ينتظر خاليًا تمامًا مـن الرقابة ليخرج إيدرسون تارة لمقابلة عرضية فالفيردي، ويندفع ووكر بأقصى ما عنده فى تارة أخرى ليمنع تمريرة فينيسيوس الي الزاوية العمياء التى ينتظر فيها بيلينغهام.

غوارديولا شعر بهذا التأرجح فى الشوط الاول الإضافي ليقرر التضحية بعدة عناصر عملية فى تشكيلته دون ان يعبأ بركلات الجزاء ليدفع بماتيو كوفاتشيتش وجون ستونز وجوليان ألفاريز حتـى وإن كان يتطلب هذا إخراج دي بروين ومانويل أكانجي وهالاند ليصير النادي أكثر حيوية لكنها كانـت مقامرة كبيرة بالتخلي عَنْ لاعـب واحد على الأقل متمرس فى ركلات الجزاء.

المباراه تخبرك لماذا اعتبر المزيد مـن المتابعين ان الفائز بها سيكون الأقرب للتتويج بدوري أبطال أوروبا، فقد كانـت موقعة قوية متكافئة عجز فيها اى فريق عَنْ تحقيق التفوق الكامل أو حتـى الجزئي فقد كانـت الامور متاحة للحسم لكليهما فى كثيرٍ مـن الأوقات حتـى وإن اختلفت الطريقة.

السابق
القنوات الناقلة لمباراة قطر والأردن فى كاس آسيا تحت 23 سنة
التالي
المتهم الاول فى خروج أرسنال امام بايرن ميونخ!