الدوري الانجليزي

محمد الننى: تعلمت عقلية الفـوز فى الاهلي.. إذا فزنا بسباعية كنا نُعاقَب

لا ينكر المصرى محمد الننى المحترف بصفـوف آرسنال الإنجليزى كيف سابرز الاهلى فى بناء عقليته القتالية والتنافسية مـن اجل حَصَد الالقاب، وكيف شكّل ذلك جزءً كثيرًا مـن شخصيته مـنذ بداية مسيرته فى كرة القـدم.

يمكن تلخيص مصادر إلهام محمد الننى الرئيسية بيسر الي حد ما، الرغبة فى الفـوز، وذكرى والدته الراحلة التى ضحت بالمزيد لمساعدته على تحقيق حلمه فى ان يصبح لاعـب كرة قدم محترف.

فى هذه المقابلة الوحيدة التى أجراها مع الموقـع الرَسْمِيٌّ لآرسنال، اعلن الننى عَنْ كل ما يلهمه على أساس يـومي، وكيف شكلت اىامه الاولى عقلية الفـوز.

“سأصبح لاعـب كرة قدم مـنذ ولادتي”

بدأ محمد الننى الحديث قائلًا: “مـنذ اللحظة التى ولدت فىها، حرفىًا فى ذلك اليـوم أخبر والدي الجميع انني سأصبح لاعـب كرة قدم، قررت أمي وأبي فى ذلك اليـوم ما سأكون عليه، إنه أمر مضحك، كيف عرفوا؟ ربما كان لديهم شعور قوي، وكانه قدري”.

واضاف: “لقد أرادوا مـني ان أصبح لاعـب كرة قدم مـنذ اليـوم الاول، وعَنْدما كبرت، أحببت ذلك، ولكن كيف عرفوا ذلك؟ لانه فى بعض الأحيان قد يريد والديك فى ان تصبح طبيبًا، ولكن إذا كنت لا تشعر بذلك، لا يمكن فعل ذلك، نفس الشيء مع كرة القـدم، إذا كنت لا تحبها عَنْدما تكبر، فلا يمكن ان تصبح لاعـب كرة قدم”.

المصرى شدد: “لا يمكنهم إجبارك على القيام بذلك، لكنني أحببت الامر وشعرت به دائمًا، وأردت القيام بذلك”.

ويتابع لاعـب آرسنال: “كان والدي لاعـب كرة قدم، وبسـبب والدي كانـت عائلتي بأكملها تلعب كرة القـدم فى الشارع، كل عائلتي تحب كرة القـدم كثيرًا”.

الننى يفىد: “عَنْدما كنت أكبر – الشيء الوحيد الذى أراه كل يـوم هو كرة القـدم، راىت والدي يلعـب فى فريقه، وكنت أذهب أحيانًا للمشاهده، وعَنْدما لا أشاهد، كان يأخذني الي الملاعـب للعب، عَنْدما كنت أكبر، كان كل شيء فى حياتي هو كرة القـدم”.

لم يمض وقت طويل حتـى بدأ شغف محمد الشاب بكرة القـدم يظهر نفسه كموهبة واضحة اىضًا، ويوضح لاعـب الوسـط: “بدأت اللعب عَنْدما كنت فى الثالثة مـن عمري”.

وأكمل: “عَنْدما بدأت فى ركل الكره، اعلن الجميع – والدي وأصدقائه – إنني مختلف، حتـى عَنْدما كنت فى الثالثة مـن عمري، كان لدي تسديدة قوية حقًا، وعادة فى هذا العمر لا يمكن ركل الكره بشكل جيد، لكني كنت ألعب كرة قدم حقيقية، وكان الناس يقولون فى ذلك الوقت إنني سأصبح لاعـب كرة قدم جيد”.

“تعلمت عقلية الفـوز مـن الاهلى” 

وأستبطاقة حمراء: “بدأت اىضًا فى نادٍ كثير فى مصر، الاهلى، مما جعلني اعتقد انني أريد دائمًا اللعب فى المستوى الأعلى، لقد تحدثت حياتي حقا لانني بدأت فى نادٍ كثير، تعلمت ان يكون لدي عقلية الفـوز مـنذ صغري، كان هذا ما عرفته مـنذ ان بدأت اللعب لأول مرة”.

واصل الننى حديثه عَنْ بداياته فى الاهلي: “انا لا أمزح، لكن فى الاهلى إذا فزنا 7-0 فقط، أقسم انه سيكون هناك عقاب لنا، لانهم يطالبونا دائمًا بالمزيد، حتـى فى فرق الشباب، 7-0 لم تكن كافىة، وتلك البيئة خلقت شيئًا فى دَاخِلٌي، حتـى بعد تحقيق فـوز كثير، سيقولون “كان مـن الممكن ان تفـوز بأكثر مـن ذلك، لماذا لم تفعل ذلك؟” هذا عَنْدما كان عمري حوالى ست أو سبع اعوام، وهذا خلق عقلية كثيرة بدَاخِلٌي”.

تلك العقلية القاسية، الإرادة الانتصار، وفى الواقع الإكراه على اللعب مـن اجل الْجَوَائِزُ والالقاب اثناءت عالقة معه مـنذ ذلك الاثناء.

بعد ان قضى مدة تـدريــبه فى كرة القـدم المصرىة، انضـم الننى الي فريق بازل فى الدورى السويسري الممتاز فى عَامٌ 2013، وعمره 20 عَامًٌا، وانتصر بلقب الدورى فى كل مـن المواسم الأربعة التى قضاها فى النادي، قبل ان ينتقل الي آرسنال فى أوائل عَامٌ 2016، وانتصر بكاس الاتحاد الإنجليزى، والوصول الي نهائىات الكاس فى كل مـن الموسـمين القادمين، كونه يعمليات بحث عَنْ الالقاب، والمـنافسة على القمه فى اى دورى يلعـب فىه، هو جزء رئيسي مـن دوافعه اليـومية.

يقول: “لقد بدأت فى نادٍ كثير جدًا فى مصر، وكنت فخورًا بنسبه 100 فى المائة بان أكون فى نادٍ كثير مثل الاهلي، وقد ألهمـني ذلك، لا يزال يلهمـني الان”.

ويفىد الننى: “ألعب مع أحد افضل الانديه فى العالم، وأحيانًا عَنْدما أرى الشارة، أرى اسمي على القميص، فهذا يجعلني أتوقف وأفكر، أشعر بالفخر، هذا ما حلمت به عَنْدما كنت صغيرا وانا هنا الان، ألعب فى أحد افضل الانديه فى العالم هو أمر لا يصدق بالنسبه لي”.

ويؤكد المصرى: “إنه أمر مضحك لانني قلت لنفسي دائمًا إنني لا أستطيع اللعب لفريق لا يقاتل دائمًا مـن اجل الالقاب، طوال مسيرتي، وعلى اى مستوى لعبته، كنت دائمًا فى فريق يمكنه القتال مـن اجل الالقاب، أحتاج ذلك لإلهامي وتحفىزي”.

وأشار لاعـب آرسنال: “بعض الانديه الأصغر تسعد بالبقاء فى الدورى، أو لا تقاتل مـن اجل الالقاب، لا يمكنني فعل ذلك، أعَنْي حقًا انني لا أستطيع فعل ذلك، أحتاج الي الحافز للعب مـن اجل الفـوز”.

وشدد: “كان الامر دائمًا على هذا النحو، مهما كان المستوى الذى لعبت به، عَنْدما لعبت فى سويسرا، كنت فى بازل وفزنا بالدورى 4 مرات، اعلن لي وكيل أعمالي فى بعض النقاط “هذا النادي مهتم بك” وأود ان أقول لا، لا يمكنني الذهاب، حتـى لو كان نادٍ أكبر فى مكان آخر، فانا بحاجة للعب حيـث نكافح مـن اجل الالقاب، أريد ان أفـوز، أريد ان أفـوز بشيء ما، مجرد اللعب مـن اجل البقاء فى الدورى لا يكفى”.

طالع | صلاح والننى ينعيان ضحايا كنيسة أبو سيفىن

واسترسل: “كان الامر نفسه عَنْدما خرجت على سبيل الإعارة قبل 3 اعوام، كان لدي المزيد مـن الخيارات مـن اندية مختلفة – بعضها فى إنجلترا والبعض الآخر فى إيطاليا – لكن لم يلعـب اى مـنهم لاى شيء، لذلك عَنْدما جاء بشيكتاش، وراىت انهم أحد افضل الانديه فى تركيا، ويلعـبون دائمًا للدورى والكؤوس، قلت نعم، سأذهب الي هناك، انا بحاجة الي هذا الدافع، انا مستوحى مـن الفـوز، حتـى عَنْدما ألعب مع أطفالي! انا بحاجة الي تلك المـنافسة”.

الننى ياعلن عَنْ نجله مالك وعقليته التنافسية

الننى لديه طفلان، ابن وابنة، رغم انه يقول إن ابنه مالك، مـن المرجح ان يتبع خطى والده – وجده – فى كرة القـدم، وعَنْدما يتعلق الامر بروح مالك التنافسية، يوضح الننى قائلًا: “فى الاسبوع الماضي كنت ألعب لعبة بلاي ستيشن مع ابني، إنه لا يزال صغيرًا، يجاء الي مـن العمر 9 اعوام، لذا بالطبع أترك له الفرصة أحيانًا، لكن هذه المرة اثناء يقول” أبي هذه المرة سأضربك، سأضربك!” حسنًا، هل نلعب بجدية هذه المرة؟ اعلن “نعم، سأفـوز”.

وأكمل الننى: “لذا جاء الى، عَنْدما كنت أتركه يفـوز، هذه المرة هزمته، لانه اثناء يقول إنها لعبة جادة، عمره 9 اعوام، لكني لا أحب ان أخسر! إذا استمتعَنْا، حسنًا، تركته يفـوز، لكن عَنْدما اعلن إنها مباراة جادة – ليست هناك فرصة، لكن لديه نفس العقلية مثلي إنه يلعـب كرة القـدم وقلت له لا يمكن أبدًا ان تكون سعيدًا إذا عدت الي المـنزل بعد خسارة مباراة، الامر يتعلق بالفـوز، لا يمكن ان تكون سعيدًا بالخسارة”.

وأشار: “إنه يحب كرة القـدم اىضًا، لقد حَقَّق فـوزا بجَائِزَةٌ افضل لاعـب فى الدورى الموسـم الماضي، إنه يلعـب فى الجناح الاىسر، أريده ان يكون فى الوسـط لكنه جيد جدًا فى الجناح ويسجل الاهداف”.

أصبح أطفال الننى وعائلته الأوسع مصدر إلهام لحياته اليـومية، لكن شخصًا واحدًا يهىمـن على أفكاره كلما احتاج الي دافع إضافى فى الأوقات الصعبة.

اقرأ اىضًا | ميرور: تبرع سخي مـن صلاح ينضـم لقائمة أعماله الخيرية بعد حريق كنيسة أبو سيفىن

كيف أثرت والدة الننى فى مسيرته الاحترافىة وألهمته للتنافس 

يقول: “أمي، توفىت مـنذ 15 عَامٌا، كانـت تؤمـن بي دائمًا، عَنْدما كنت طفلاً كنا نسافر مـن مسقط رأسي الي القاهره للذهاب للتـدريــب، هذه رحلة تستغرق ساعتين لانني لم أكن فى عائلة ثرية، لذلك لم يكن لدينا المال للذهاب بالسيارة، وتوجب علينا استخدام وسائل النقل العَامٌ”.

يكمل الننى حديثه: “لذلك كنا نستيقظ فى الساعة 4 صباحًا، نمشي فى الاثناءام لمدة 30 دقيقة، ثم ننتظر القطار، استغرق القطار ساعتين، ثم ننتظر الحافلة – بينما حافلة محددة يجب ان نستخدمها، إذا فاتتنا، فلن يكون لدينا اى بواسطةة للوصول الي التـدريــب”.

وتابع: “ثم سأذهب للتـدريــب، وأفعل الشيء نفسه فى بواسطةي الي المـنزل قمـنا بهذه الرحلة 3 مرات كل أسبوع، كان هذا عَنْدما كنت فى السادسة مـن عمري، لأتدرب فى كل مرة، كانـت أمي تفعل ذلك مـن اجلي، وايضا أختي الصغيرة ولدت لتوها، لذا انجبت والدتي طفلًا اىضًا لأخذه معها، 3 مرات فى الاسبوع كل أسبوع لم أاستطاع حتـى مـن الذهاب فى سيارة حصرية!”.

ويشدد الننى متذكرًا بدايته فى صغره: “كان ذلك صعبًا جدًا فى مصر، حصرية بالنسبه للمرأة، ثم بعد ان أخذتني للتـدريــب، كانـت تعود الي المـنزل وتنظفه وتطبخ لنا وتعتني بنا كانـت أمي مذهلة”.

تلك الذكريات مـن السفر الي معسكر الاهلي التـدريــبي فى القاهره هى التى حفزت الننى حتـى الان – بعد 24 عَامًٌا.

ويواصل: “الان، عَنْدما أقود سيارتي الي لندن كولني، وإذا كنت اعتقد انه مـن الصعب بالنسبه لي للحظة واحده فقط، أتذكر فقط ما كان على والدتي ان تفعله، وأدرك مدى يسر الامر بالنسبه لي الان، انا ممتن حقًا لما فعلته عائلتي مـن اجلي، وانا ممتن حقًا لكل شيء، أستخدم ذاكرتها لتلهمـني الان”.

المصرى يستمر فى الحديث عَنْ والدته الراحلة: “أمي ليست معي الان، لكنني سأتذكر دائمًا ما فعلته مـن اجلي وأريد ان أصبح افضل ما يمكنني ان أكونه، ليس فقط مـن اجلي، ولكن لأمي، لقد آمـنت بي حقًا، وأحد الأسباب المزيدة لوجودي الي حيـث انا الان هو بسـببها”.

كان الننى يجاء الي مـن العمر 15 عَامًٌا فقط عَنْدما توفىت والدته، وكان عَامًٌا صعبًا بشكل حصري بالنسبه لعائلة الننى حيـث انه جاء فى نفس الوقت الذى انتهت فىه علاقته الطويلة مع الاهلي – فقط عَنْدما كان لاعـب الوسـط الشاب يفكر فى ذلك سرعان ما أصبح محترفًا.

عَامٌ صعب بين وفاة والدة الننى والرحيل عَنْ الاهلي

وعلّق: “نعم ماتت أمي فى نفس الوقت الذى بطاقة حمراءني فىه النادي الذى كنت فىه، كان نفس العَامٌ، لقد لعبت هناك لمدة 10 اعوام وكنت القائد هناك، ثم اعلن أحد المدربين إنهم لا يريدونني بعد الان، لقد قرروا انني لم أعد جيدًا بما يكفى، لذلك كان هذا عَامًٌا صعبًا للغاية بالنسبه لي، لأبي ايضا بالطبع، لقد مـنحني كل شيء لأكون لاعـب كرة قدم، لأكون حيـث كنت”.

يتابع الننى: “كان كل شيء يسير على ما يرام، لقد بنينا شيئًا رائعًا، ثم فجأة – فى ثانية واحده فقط – كان كل شيء على الأرض، هذا ما حدث لأبي عَنْدما أخبرته بما اعلنه النادي لي، أقسم ان عالمه تحطم، قلت له “أبي سأجعلك فخوراً بي”، لانني كنت أعرف ما قدمه، وما يعَنْيه بالنسبه له اىضًا كل السفر وكل شيء”.

وأصر: “كنت دائما أؤمـن وأريد ان أصبح لاعـب كرة قدم، لكن عَنْدما انتقلت الي ناد جديد، كانـت السنة الاولى صعبة للغاية، لقد لعبت مباراتين فقط فى ذلك العَامٌ، عَنْدما كان عمري 16 عَامًٌا، وفى ذلك العَامٌ قلت لأبي إنني أريد العودة الي المـنزل بدلًا مـن ذلك، اعلن والدي، كان هذا هو المقاولون، انتظر، وشاهد كيف ستسير الامور، وكان العَامٌ القادم هو العَامٌ الذى لعبت فىه كرة القـدم مع النادي الاول لقد غيرت حياتي، لانه سرعان ما انتقلت الي أوروبا عَنْدما وقعت لبازل”.

كل هذه التجارب الحياتية جعلت الننى، الذى جاء الي الثلاثين مـن العمر الشهر الماضي، الرجل الذى هو عليه اليـوم، وشكل مسيرته التى شهدت فـوزه بـخمسة الاسطورة الجديد كبرى، وربح ما يقرب مـن 100 مباراة دولية مع مـنتخب مصر، الان هو نفسه يلهم الجيل القادم، بدءًا مـن المـنزل مباشرةً، مع ابنه.

كيف يسابرز الننى فى تشكيل عقلية نجله مالك

يعلق الننى: “نعم، لكنني أخبره باستمرار باهمية العمل الجاد، حياته مختلفة تمامًا عما كانـت عليه عَنْدما كنت فى مثل عمره، أخبرته ان لا شيء يأتي بيسر، أخبره طوال الوقت إنني يجب ان انتظر قطارًا وحافلة لمجرد الذهاب الي التـدريــب أقول له إن عليه ان يعمل بجد”.

وأتم الننى الحديث: “لقد ولد فى سويسرا، لكنني أخذته الي مصر وعرفته على المكان الذى نشأت فىه وكيف كان الامر بالنسبه لي، وأقول له إن لا شيء يأتي مجانًا، عليك ان تعمل بجد وان تتحلى بالصبر، هذا ما يمـنحك عقلية الفـوز”.

السابق
عيد مرازيق: سواريش ماثناءوم مع الاهلي.. والزمالـك نجح فى استغلال أزمته
التالي
ابرزهم محمد مغربي وشوبير.. موسيماني يشيد بشباب الاهلي: محاربون