اخبار الرياضة

مـن الأرشيف.. قصة لاعـب ليبي دافع عَنْ ألوان منتخـب تونس

التَّارِيخُ الرياضي الليبي مليء بالذكريات والحكايات التى لم ترو بعد، ولعله يتغيب عَنْ الكثيرين قصة الأسطورة على الزقوزي، الذى يعد اللاعب الوحيد الذى لعب لمنتخبي ليبيا وتونس فى خمسينيات القرن الماضي.

علي الزقوزي، الذى بدأت شهرته الحقيقية فى عالم النجومية بكرة القدم فى ليبيا، مع الاتحاد فى عَامٌ 1947، قام بزيارة الي تونس لخوض لقاء ودي امام الترجي فى 1949، وتألق الزقوزي فى المباراه وشد انتباه رئيس حمام الأنف فى ذلك الوقت، صلاح الدين باي النجل الأصغر للأمين باي آخر بايات فى تونس.

وأرسل إليه صديقه عبد الرحمن الساعدي، وهو أول حارس مرمى ليبي يحترف فى تونس مع الصفاقسي، لإقناع الزقوزي باللعب فى حمام الأنف، وبعد مفاوضات ماراثونية وافق الأسطورة على الانضمام الي النادي التونسي الذى كان يلعـب فى الدرجة الثانية فى ذلك الوقت.

تألق الزقوزي مع حمام الأنف يقوده لمنتخب تونس

ولعب الزقوزي مع حمام الأنف مـن 1949 حتي 1956، وانتصر معه ببطولة الكأس والدوري لأكثر مـن مرة فى الدرجة الثانية، وصعد به الي مصاف فرق دورى الدرجة الأولى، وكان يلعـب معه فى تلك الفتره حارسا المرمى العملاقان عبد الحفيظ بيزان وعبد السلام كريم، والمهاجم ونيس حبيب الله.

ووجهت الدعوة الي الأسطورة الليبية مـن اجل اللعب مع نسور قرطاج، بعد ان بات حديث الشارع الرياضي فى تونس بسـبب لعبه المتميّز وعبقريته المذهلة، وبالفعل ســاهم معهم فى أكثر مـن عشر مباريات باسم علي الطرابلسي، وذلك قبل ان تعلن تونس استقلالها سنة 1956، ليصبح اللاعب الليبي الوحيد الذى لعب لمنتخبين هما ليبيا وتونس.

وشارك الزقوزي مع ليبيا فى العديد مـن المنافسات أيضًا، حيـث تألق بشكل كثير اثناء فعاليات الدورة العربية الأولى، التى جرت بالإسكندرية بمصر 1953، والتي سجل خلالها 3 اهداف، كَمَا برز بشكل كثير فى الدورة العربية الثالثة، التى أقيمت بالدار البيضاء بالمغرب 1961، والتي كان فيها الزقوزي يحمل شارة القيادة.

العودة الي ناديه الاتحاد

عاد اللاعب على الزقوزى الي طرابلس 1956، للعب مع ناديه الاتحاد ومنه انضم الي صفـوف الوحدة ولعب معه 4 مواسم كروية وفي نهاية 1962 عاد مرة أخرى الي فريق الاتحاد وظل معهم حتـى 1963، ثم انضم بعدها الي فريق باب البحر، الذى انهي معه مشواره الرياضي وهو لاعـب بنهاية 1965.

طارق العمامي أحد لاعبى ليبيا يمارس كرة القدم فى السجون الإيطالية (FaceBook/Ajelbenghazioriginal3) العمدة سبورت

وبعد ان اعتزل اللعب اتجه الي التدريب وخاض العديد مـن المحطات الهامة فى مشواره، أبرزها مع الاهلي طرابلس الذى قاده الانتصار للتتويج بأول بطوله للدوري الليبي فى تاريخه وكان ذلك فى العام الرياضي 1972–73، كَمَا تولى الزقوزي، تـدريــب المنتخـب الليبي فى العديد مـن المباريات الدولية، أبرزها دورة الإجلاء الدولية عَامٌ 1970، وتصفيات بطوله كاس العالم التى جرت بالأرجنتين عَامٌ 1978.

نهاية حزينة للأسطورة الزقوزي

نهاية رحلة الأسطورة على الزقوزي نجم منتخبي تونس وليبيا، والذي وُلِد عَامٌ 1930 بوسعاية الفقيه حسن بطرابلس، لم تكن سعيدة مطلقًا، حيـث ساءت أوضاعه المعيشية وهدمه مرض السكري الذى أودى بإحدى ساقيه، ليفارق الحياة فى التاسع والعشرين مـن يوليو 2011، بعد معاناة طويلة وقاسية مع أمراض الشيخوخة فى طرابلس عَنْ عمر يناهز 81 عَامًٌا، ثم كرمته وزارة الرياضة بعد وفاته ليُسمَّى الْمَلْعَبُ الجانبي بالمدينة الرياضية باسمه وذلك نظير ما قدمه لكرة القدم الليبية.

السابق
الاهلي المصرى يهدد بالتصعيد فى قضية محمد الشيبي
التالي
آدم وناس يرد على قرار فريق ليل الصادم