اخبار الرياضة

هل يكون زياد التلمساني “قائد الثورة” فى الكرة التونسية؟

تدخل قائمة زياد التلمساني والمرشّح الآخر جلال تقية المنعرج الحاسم، قبل دخول معترك المنافسة الأخير فى الانتخابات المخصصة لشغل مقعد الرئاسة فى الاتحاد التونسي لكرة القدم.

وستُقام الانتخابات يـوم 11 مايو/ أيار القادم، لمعرفة هوية الربان الجديـد للكرة التونسية، الذى مـن المتوقع ان يخلف وديع الجريء، الذى لم يكمل ولايته بسـبب إيداعه السجن مـن طرف السلطات المحليه للتحقيق معه، فى ملفات ترتبط بطريقة تسييره الاتحاد اثناء السنوات الماضية.

ومع إقصاء المرشح واصف جليّل مـن سباق الانتخابات، وقرار اللجنة الوطنيه للاستئناف بإرجاع قائمتي التلمساني وتقيّة الي هيئة الانتخابات لإعادة النظر فى شرعية القائمتين، فإنّ نجم الترجي السابق، ما يزال ينطلق بحظوظ أوفر لحيازة المنصب الأهم فى الكرة التونسية، فماذا يمكن ان يقدّم التلمساني فى حال الجزم بفوزه؟

مـن يكون زياد التلمساني ؟

يعدّ التلمساني سليل عائلة كروية عريقة، فوالده عبد المجيد التلمساني، الدولى التونسي السابق، الذى توفّي فى 8 يوليو/ تموز 2020 عَنْ عمر 82 عَامًٌا، هو الهداف التاريخي لنادي الترجي، كَمَا انّه صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف فى موسـم رياضى واحد (32 هـدفًا) فى موسـم 1958-1959، والذي لم يتم تحطيمه حتـى الان.

زياد التلمساني، سار على درب أبيه، وتألق مع فريق “باب سويقة” اثناء تسعينات القرن الماضي، ووقّع اثناء فترتين منفصلتين معه 57 هـدفًا فى 166 مباراة، كَمَا خَاض بين ذلك تجربتين احترافيتين مع كل مـن فيتوريا غيمارايش البرتغالي (36 هـدفًا فى 102 مباراة) وفيسيل كوبي الياباني (29 هـدفًا فى 60 مباراة)، مـن دون ان ننسى حمله قميص “نسور قرطاج” لثماني اعوام، حيـث سجّل 4 اهداف فى 20 مباراة دولية.

ولعلّ ما يميّز التلمساني الابن، صاحب الـ60 عَامًٌا، عَنْ باقي لاعبى جيله فى تونس، أنه صاحب مستوى تعليمي وأكاديمي مرموق، استثمره ليصبح رجل أعمال ناجحًا، وصاحب شركة متخصصة فى مجال الاتصالات أنشئت منذ عَامٌ 2002، وما تزال مستمرة الي اليـوم.

الرجل الأنسب لقيادة “ثورة”

تعد شريحة واسعة مـن الشارع الرياضي التونسي انّ الخصال التى يتمتع بها زياد التلمساني مـن تاريخ كروي ومستوى أكاديمي، وشبكة علاقات قوية فى الداخل والخارج، تمنحه الأفضلية لقيادة “ثورة” تصحيح جذرية، مقارنة بالمترشح الآخر جلال تقية أو حتـى بوجود واصف جليّل قبل انسحابه مـن السباق.

وبعيدًا عَنْ الغوص فى التفاصيل القانونية المتعلقة ببعض البنود “البالية”، التى لم تُنقّح منذ اعوام فى قوانين الترشح لكرسي الاتحاد، فإنّ المقارنة لا تبدو جَائِزَةٌ لا سيما مـن حيـث التَّارِيخُ الكروي والدراية العميقة بقضايا الكرة التونسية، وهي مـن الأسباب التى دفعت بالمكاتب الجامعية السابقة للاتحاد، الي إبعاد نجوم الصف الاول فى تونس عَنْ المشهد.

زياد التلمساني بين إجماع الجماهير ودعم أقطاب الكرة

على الرغم مـن انّ التلمساني هو ابن الترجي أبًا عَنْ جد، فإنّ ذلك لم يمنع حتـى جماهير الانديه التونسية المتعصبة فى أغلب الاستطلاعات، مـن الإجماع على أحقيته بقيادة الاتحاد التونسي، ولعلّ ذلك يرجع للأمر الاساسى، المتمثل فى أخلاقه العالية ومواقفه المعتدلة تجاه جميع جماهير الانديه الكبرى الاخرى، ولا سيما النادي الافريقى والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي.

كَمَا انّ لـ”نظافة اليد” والسمعة الحسنة بين أوساط الرياضيين، دخل فى “تزكية” إضافية للمرشح زياد التلمساني الذى يحظى بدعم ابرز أقطاب ونجوم الكرة فى تونس، حتـى ممّن لا ينتمون الي قائمته الانتخابية مـن الجيلين القديم والجديد، على غرار الأسطورة طارق ذياب وزميله السابق فى المنتخـب حاتم الطرابلسي وغيرهم.

وجوه غير مستهلكة.. تقطع مع الماضي

ولعلّ مـن ابرز ما يمنح قائمة زياد التلمساني “مشروعية” جماهيرية أكبر مقارنة بمنافسيه (تقية حاليًّا أو جليّل قبل الانسحاب)، هو تقديم وجوه جديدة متنوعة تحظى بالثقة وحب الجمهور الرياضي، على غرار خالد بدرة (مدافـع الترجي لاحقًا)، وفوزي الرويسي (مهاجـم الافريقى السابق)، وخالد فاضل (حارس الافريقى والصفاقسي السابق)، ورياض البوعزيزي (نجم وسـط النجـم الساحلي السابق).

زياد التلسماني المترشح فى انتخابات الاتحاد التونسي لكرة القدم (Facebook/FTF) العمدة سبورت

ولعلّ ما نجح به زياد التلمساني وفشل فيه البقية ممّن سبقوه، هو استعمال شعار “أهل مكة أدرى بشعابها”، ومنح النجوم السابقين وأهل الرياضة مفاتيح العودة الي الواجهة للعب دورهم الحيوي، فى إرجاع الكرة التونسية الي مدارها الصحيح، بعد كم الإخفاقات المتتالية مؤخرًا، ولا سيما المشاركة الاخيره فى كاس امم أفريقيا بكوت ديفوار، والتي اختتمت بانتكاسة الخروج مـن الدور الاول، وهو ما لم يحدث منذ 11 عَامًٌا.

أضف الي ذلك الواقع المريض للكرة التونسية محلّيًّا، الذى يجسّده تقهقر مستوى الدورى المحلي و”عشوائية” نظام البطولة، واندثار الإنجازات القارية للأندية، (باستثناء الترجي الذى يحارب وحيدًا)، ومشاكل قطاع التحكيم، وغيرها مـن مكامن الخور، التى تمنّي الجماهير التونسية النفس معالجتها بشكل عاجل استعدادًا لما هو قادم مـن استحقاقات، والتي سيكون أقربها سباق التأهل الي مونديال 2026.

السابق
جود بيلينغهام المتمرد على أفكار أنشيلوتي!
التالي
الْكَافَّ سيفرض هذه العقوبات على اتحاد العاصمة