اخبار الرياضة

الزمالـك يكتسح دريمز.. عندما تنظر الي المرآة!

جاء الي الزمالـك المصرى المباراه النهائيه لبطولة كاس الكونفيدرالية الأفريقية بعدما عوّض تعادله سلبيًا على أرضه باكتساح مضيفه دريمز الغاني بثلاثة اهداف نظيفة ليصل النادي القاهري الي نهائى البطولة التى حَقَّق لقبها فى عَامٌ 2019.

النادي الأكثر تتويجًا بالألقاب الأفريقية فى القرن العشرين قدّم مباراةً مثاليةً بعدما افتتح النتيجة سريعًا برأسية حمزة المثلوثي قبل ان يُجهز على المباراه عمليًا بهدف رائع مـن سامسون أكينيولا، ثم ضاعف مصطفى شلبي مـن الغلة فى الشوط الثانى بعد تمريرة سيف الجزيري.

عندما تنظر الي المرأة

ماذا ترى عندما تنظر الي المرآة؟ صورةً مثاليةً للواقع؛ لكن بالعكس. اليـوم كانـت مواجهه العودة صورةً شِبه مثالية لمواجهة الذهاب؛ لكن كل شيء فيها كان معكوسًا.

الزمالـك يصنع الفرص ذهابًا وإيابًا؛ لكن العكس هو ما حدث، فقد ضيع طنًا مـن الفرص ذهابًا؛ إلا أنه سجل مـن أغلب الفرص التى أتيحت له فى مباراة الليلة. حساـم عبد المجيد قدّم مباراة مثالية فى لقاء الذهاب؛ لكنه وقع فى المزيد مـن الأخطاء فى مباراة العودة، بينما كان مصطفى شلبي كارثيًا فى مباراة الذهاب قبل ان يقدم واحده مـن افضل مبارياته فى العودة!

“الزمالـك” دون ظهيرين حقيقيين فى الذهاب بينما فى العودة امتلك ظهيريه الأساسيين. الزمالـك دون نجمه احمد سيد زيزو ذهابًا لكنه استمتع بوجود عودةًا. دريمز غير قادر على صناعة فرص فى الذهاب لكنه صنعها فى العودة وأضاعها، لكن الأهم.. مصطفى الزناري ينفذ الركنيات ذهابًا وأحمد سيد زيزو ينفذها عودةًا!

وإن تجاوزنا التناقضات الضحلة، فيمكنك ان تلاحظ الفارق فى تناقل الزمالـك للكرات بين الذهاب والإياب. ذهابًا كان استحواذ الزمالـك سلبيًا فى كثيرٍ مـن الأوقات، بينما كان استحواذه إيجابيًا فى العودة وأكثر مباشرةً. لكن لا يسعك ان تتجاهل حقيقة مفادها ان دريمز كان أكثر اندفاعًا وأقل تحفظًا بمراحل وهو أمر كان يجعل الجميع متفائلًا بشأن قدرة الزمالـك على العودة، فالفريق الأبيض افضل كثيرًا .. احتاج وحسب الي ان يُخرِج منافسه مـن مناطقه وأن يبتسم التوفيق فى وجهه ولو قليلًا، بدلًا مـن ذلك العبوس المرعب فى مباراة الذهاب.

تكتيكات مختلفة مـن الزمالـك

ذهابًا لعب جوزيه غوميز بطريقة أشبه بالـ 4-3-3 لكنه اختار التكتيك المناسب فى العودة باللعب بطريقة 4-2-3-1 حيـث تمركز سامسون أكينيولا فى عمق الْمَلْعَبُ بعد ان أخلاه دريمز أخيرًا مـن متاريس الذهاب ليُظهر المهاجم البنيني مستوى ممتازًا على مستوى التسلم تحت الضغط والتعامل الذكي مع أرضية الْمَلْعَبُ السيئة وكذلك التفاني البدني فى مسألة الضغط على عناصر النادي الغاني.

اللعب بثنائي ارتكاز صريحين كان اختيار غوميز الذى كان هدفه إغلاق العمق امام هجمات دريمز وكذلك منع التسديدات مـن مسافات قريبة، وهو أمر نجح بشكل جيد لكن ليس بالطريقة المُثلى، بعدما ظهر زياد كمال بالشكل غير المأمول، ولو أنه أمر طبيعي للغاية بالنظر لاحتياج اللاعب وقتًا أطول بدلًا مـن مشاركته أساسيًا فى مباراة خارج الأراضي المصرية كان يُنتظر ان تكون عصيبة بسـبب نتيجه لقاء الذهاب.

التمركزات الهجومية لدريمز الغاني خلّفت مساحات شاسعة كانـت إغواءً للاعبي الزمالـك بلعب كرات طولية الي مصطفى شلبي وزيزو وأحيانًا الي سيف الجزيري الذى لم يتعامل بالشكل الأمثل مع هجمة خطيرة انتظر فيها كثيرًا ليسدد بينما كان عليه ان يتعامل مع اللقـاء بنفس الطريقة التى تعامل معها مهاجـم دريمز بواتنغ منساه عندما لمس الكرة برأسه ليضع جسده امام احمد فتوح لكنه أضاع الكرة.

تسيير هادئ للنهايات

منذ ان سجل الزمالـك الهدف الثالث كانـت الامور منتهية على المستوى الذهني للفريقين. الزمالـك أصبح أكثر هدوءً واسترخاءً بينما فقد دريمز بوصلة الهجمات التى صنع خطورة كبيرة مـن بعضها فى الشوط الاول لكن تدخلات عواد ورعونة أصحاب الأرض حالت دون هزهم لشباك العملاق القاهري.

مـن مباراة الزمالـك المصرى ودريمز الغاني فى عودة نصف نهائى كاس الكونفيدرالية (X / ZSCOfficial)

أخرج غوميز أكثر مـن لاعـب لإراحته مثل احمد فتوح الذى لا يعد ظهيرًا فقط بل هو طريقة لعب فى حد ذاته، فهو يمنح الزمالـك الهدوء والمهرب المستمر على الأطراف، وربما فقط إخراج غوميز لزياد كمال مبكرًا هو ما منعه مـن إراحة دونغا بينما كان تبديل سامسون خليطًا بين الراحة والتكريم ومنح سيف الجزيري فرصة التسجيل لكن المهاجم التونسي قد اكتفى بصناعة الهدف الثالث قبل ان يشترك ناصر منسي ويضيع فرصة ثمينة.

المباراه كانـت اختبارًا جيدًا للزمالك للعب تحت ضغط نتيجه الذهاب وفي أرضية سيئة وطقسًا قاسيًا؛ لكن مـن المؤكد ان النادي المصرى يدرك ان طبيعة المباراه النهائيه ستكون مختلفة تمامًا عَنْ مباراة انتصاره الكبير، ولو ان “زمالك جوزيه غوميز” بات يمنح جماهيره أملًا مشروعًا ومنطقيًا.
 

السابق
للمرة الثانية.. تعليق مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة
التالي
بن رحمة يعود للتسجيل ويهدي سان جيرمان لقب الدورى الفرنسي