اخبار الرياضة

تحليل| أرتيتا لم يقم بتبديلات لهذا السبب وتوتنهام كان رتيبا!

عاد أرسنال بقيادة مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا مـن ستاد توتنهام هوتسبير بفوزٍ غالٍ بثلاثة اهداف مقابل هدفين ليتجاوز الغانرز عقدة صعبة ويُصدِّر الضغط الي ملاحقه الضاري مانشستر سيتي الذى يمتلك مصيره بيديه حتـى الان.

فـوز الضيوف تحوّل مـن اكتساح لغريمهم فى قلب ملعبه بثلاثة اهداف نظيفة فى الشوط الاول الي انتصارٍ بشق الأنفس بعدما أخطأ حارس الغانرز رايا؛ ليسجل توتنهام هدفه الافتتاحي، ثم يعاود التسجيل مـن علامة الجـزاء بعد خطأ مـن ديكلان رايس لتشتعل المباراه؛ لكن دفاع أرسنال صمد حتـى النهايه رغم كثرة الطرق فى الدقائق الاخيره.

شوطٌ كالحلم!

لم يكن أشد المتفائلين يترقب ان يخرج أرسنال بين شوطي المباراه متقدمًا فى النتيجة بثلاثة اهداف نظيفة، خاصةً مع تَسْجِيلٌ توتنهام هـدف التعادل قبل ان يلغيه الحكـم مايكل أوليفر بداعي التسلل على فان دي فين.

قبلها كان أرسنال يتبع طريقةًا فى الركلات الركنية اثناء عليه طوال المباراه وصدّر به الرعب لجماهير السبيرز مع كل ركلة ركنية للضيوف. تُلعب الكرة على القائم القريب مـن بوكايو ساكا أو ديكلان رايس؛ لكنها تُلعب بطيئة ساقطة لتجعل مسألة إخراج الكرة أصعب مع هذه الكثافة للاعبي أرسنال فى تلك المنطقة، ليأتي المخالفة على يد هويبرغ الذى حاول إخراج ركنية ساكا لكنه وضع الكرة فى شبـاك فريقه بالخطأ.

ضغط هائل مـن أرتيتا يخنق توتنهام

منذ تلك اللحظة أصبح أرسنال أشد صرامة فى طريقة لعبه؛ إذ فرض ميكيل أرتيتا ضغطًا عاليًا بشكل مكثف على عناصر توتنهام لمنعهم مـن تجاوز الـ60 ياردة الأولى بشكل سلس غير مُجهد، لكن بمجرد ان تتحول الكرة الي نصف ستاد أرسنال، يتبع أرتيتا دفاعيًا بنهج 4-4-2 بمهام واضحة لكل لاعـب.

يتبادل كاي هافيرتز ومارتن أوديغارد مسألة رقابة لاعـب الارتكاز هويبرغ، بينما ينشغل الثانى بالضغط على قلب الدفـاع حامل الكرة طبقًا للجانب الذى توجد فيه الكرة، بينما كانـت ثنائية ديكلان رايس وتوماس بارتي على خطٍ واحدٍ كافية لمنع اى خطورة لتوتنهام مـن التعمق غير تاركين اى مجال لجيمس ماديسون للتنفس.

بينما كانـت الأدوار المركبة واضحة لجناحي وظهيري الغانرز. يقترب كل ظهير مـن جناح توتنهام ولا يترك له المساحة للانطلاق بسرعة بينما لعب ساكا وتروسار دورًا مهمًا فى التحول للاعبي وسـط أحيانًا عندما يخرج رايس أو بارتي على الأطراف. قد يبدو لك هذا الوصف بديهيًا لكن الحرفية الشديدة والالتزام الصارم فى تطبيقه دون مخالفات تقريبًا كان يستدعي ذكره.

انتظر أرسنال فُرصه؛ لتلوح له عَنْ بواسطة بوكايو ساكا الذى تلاعب بسهولة ببن ديفيز الذى بدا ساذجًا للغاية فى محاولته لإيقاف الجناح الانجليزي الذى أطلق الكرة فى الشباك بينما عادت الركنيات القصيرة القاتلة لأرسنال ليسجل منها كاي هافيرتز الهدف الثالث ويصنع الفارق هجوميًا فى بلورة للمباراة المميزة دفاعيًا التى قدمها.

توتنهام رتيب

لكن لا يمكن قط تجاهل الرتابة الواضحة فى طريقة لعب توتنهام والتي ساعدت فى تفاقم هذا الموقف. ثنائية هويبرغ وبنتانكور كانـت سيئة بشدة امام هكذا تمركز فى ثلث الْمَلْعَبُ الأخير. حاول بنتانكور ان يكون هو اللاعب المفاجئ لدفاعات أرسنال؛ لكن ذلك ترك هويبرغ وحيدًا فى مداورة الكرة بين اليمين واليسار ليزداد بطء السبيرز ويصبح متوقعًا.

وفي اثناء هذه الرتابة كان يُنتظر ان يكون كولوسيفسكي وفيرنر –ومن بعده جونسون- أكثر إبداعًا وارتجالية؛ لكن المباراه المميزة التى قدمها بن وايت وكذلك الاختيار الممتاز لأرتيتا بإشراك تومياسو قد أجهضا اى محاولة حقيقية لتجاوزهما إلا بينما ندر مـن جانب كولوسفسكي، كالكرة التى طالب فيها توتنهام بركلة جـزاء قبل هـدف أرسنال الثانى.

رتابة وسـط توتنهام كانـت واضحة للمدير الفنى بوستيكوغلو الذى فطن للأمر وأخرج اللاعبـين ليشرك بيسوما وبابي سار؛ لتتحسن عملية تدوير الكرة بين اليمين واليسار للسبيرز فى الشوط الثانى، كَمَا مارس روميرو دور بنتانكور فى الزيادة العددية دَاخِلٌ منطقه الجـزاء مع الاحتياج لزيادة المخاطرة.

وعمد المدير الفنى الأسترالي ايضا الي نقل جونسون الي الجانب الأيمن أحيانًا ليزيد مـن فعاليته ويبدأ السبيرز فى التغلغل مـن الجانب الأيسر لأرسنال فى بعض اللقطات وهو أمر تحرك معه أرتيتا بإشراك كيفيور فى الدقائق الاخيره، لكن كل هذا التحسن للسبيرز لم يكن ليُحدث أثرًا فعلًا لولا لقطة فارقة.

رايا يريد توابل!

لم تكن اللحظة الفارقة فى المباراه اى تحرك أو تكتيك أو تبديل قام به مدير فني توتنهام، بل كان خطأ حارس أرسنال رايا الفادح فى التمرير ما منح روميرو المتقدم الفرصة ليسجل هـدف فريقه الافتتاحي ليشتعل اللقـاء، ومنذ هذه اللحظة لم ينطفئ أبدًا، بل ازداد اشتعالًا بخطأ ساذج مـن ديكلان رايس منح به توتنهام فرصة تَسْجِيلٌ الهدف الثانى لتتحول الدقائق الاخيره مـن المباراه الي لغم جاهز للانفجار.

مـن مباراة توتنهام وأرسنال - الجولة 34 مـن الدورى الانجليزي 2023-2024 (X: arsenal)

مخالفات أرسنال فى الدقائق الاخيره ثم إهدار بعض المرتدات كانـت بمثابة الشيء الذى اعتادت جماهير الغانرز مشاهدته دائمًا فى اللحظات الحاسمة لفريقها، لكن رجلي النادي الأمينين فى الدفـاع تحملا عبء الدقائق الاخيره وصمدا مع قرار سليم لأرتيتا بعدم إجراء المزيد مـن التبديلات بعد ان نجح نظام لعبه فى أغلب المباراه وقدم أغلب لاعبيه مباراة شبه مثالية بينما لم يعد هناك مجال للنظام بل للفوضى فى الدقائق الاخيره.

فى النهايه كان لأرسنال ما أراد وخرج النادي فائزًا مـن مباراة كالحلم تحوّلت الي كابوس مع إيقاف التنفيذ ليستمر الغانرز فى الحفاظ على راية شمال لندن حمراء كَمَا كان الحال فى الدور الاول مع انتظار هفوةٍ لا أحد يعلم إن كانـت ستكون مـن السيتي أم لا.

السابق
جمال الشريف يتدخل لإنهاء أزمة فى الدورى الليبي!
التالي
تشافي يرسل تهديدًا “ضمنيًا” للاعبي برشلونه!