شاهد المتابعون مشادة ساخنة، بين مدير فني ليفربول يورغن كلوب ونجم النادي صلاح قبل دخول الأخير لأرض ستاد لندن الأولمبي، اثناء المباراه التى خسر فيها الريدز آخر فرصة للعودة للمنافسة على لقب البريميرليغ، بعد تعادله مع مضيفه وست هام يونايتد.
اللقطة كانـت وما تزال حديث الساعة، وأيًا كان مـن أخطأ، فإن هناك 4 أسئلة قد تدور فى عقل المتابع.
هل قام صلاح برد فعله لأن كلوب صرح مغادرته؟
التَّارِيخُ يخبرنا ان صلاح دخل فى مشادة سابقة مع يورغن كلوب، خاصة تلك التى وضح عندما كان يقوم المدرب الألماني باستبداله فى تلك المرات النادرة.
وقتها لم يكن يورغن كلوب سيغادر، وكان الرجل الذى يتمتع بشعبية كاسحة فى كل أوساط ليفربول بداية مـن الإدارة ونهاية بالجماهير، لكن هذا لم يمنع صلاح مـن ان يفعلها.
لذلك، لا يمكن أبدًا ربط حدوث تلك المشادة بأن كلوب فى طريقه للمغادرة، وبالتالي بات هـدفًا سهلًا للاعبين لإظهار غضبهم تجاهه.
هل يمكن الحكـم على هذه اللقطة بمعزل عما سبق؟
الإجابة: لا.. جلوس صلاح ونونيز على دكة الاحتياط فى هذه المباراه لم يكن قرارًا صادمًا، بالنظر لعدد الفرص الكثيرة التى أضاعاها، خاصة مـن جانب المهاجم الأوروغواياني.
لكن ما زاد مـن الحديث عَنْ الامر، هو تصريحـات كلوب بعد المباراه الماضية، والتي صحيح أنه دافع فيها عَنْ لاعبيه بأن المهاجمين يمرّون بفترات لا يسجلون فيها باستمرار، لكن حديثه عَنْ ان هذه ليست المرة الأولى وأنه أمر طبيعي، ربما فُهم منها شكواه مـن الامر فى نفس الصدد.
الامر ايضا يعود للحملة الكبيرة التى مورست على النجـم المصرى فى اليومين الأخيرين، بعدما دخلت جماهير ليفربول فى نقاشات كبيرة بينما بينها، حول سبب خسارة النادي لآماله على البطولة بنسبة كبيرة، وبينما انخرط فريقٌ منهم فى نظرية مسؤولية صلاح عَنْ الامر بعد عودته مـن الإصابة، انبرى فريق كثير للدفاع عَنْ اللاعب باعتباره آخر مشاكل الريدز الذين عانوا كثيرًا مـن إضاعة نونيز لعدد كثير مـن الفرص، بالإضافة لمعاناة فريقهم مـن ظلم تحكيمي على مدار العام.
ويبقى تأخر تبديل صلاح الي الدقائق العشرة الاخيره سببًا إضافيًّا فى انفجار صلاح، الذى قام بمصافحة فاترة جدًّا لمدربه الألماني، الذى عانق بعدها زميليه نونيز وغوميز.
هل علاقة صلاح وكلوب متوترة فى الأصل؟
لا يمكن أبدًا وصف تلك العلاقة بالمتوترة أو السيئة، لكن هناك كثير مـن الشواهد تقول إن العلاقة بين الطرفين ليست بنفس الحميمية التى بين كلوب ولاعبين آخرين فى النادي.
يظهر ذلك فى معانقات كلوب للاعبين بعد المباراه، إذ لا يظهر صلاح بنفس الاهتمام بها، كَمَا ان هناك تصريحـات سابقة للنجم المصرى يقول فيها إن العلاقة بينه وبين كلوب جيدة، لكن الأهم هو ان الاحترام هو ما يسودها. وصحيح ان الاحترام هو الشيء الأهم بالفعل، لكن صلاح لم يتحدث عَنْ كون كلوب أبًا له أو ان الحب هو الشيء الأهم فى تلك العلاقة، بينما قد يعد البعض الاحترام هو عنوانًا لعلاقة احترافية أكثر منها علاقة قوية بين شخصين.
هل ينتهي هذا الامر عند هذا الحدث؟
على الأرجح هو انتهى على المستوى العلني، لكنه ربما لم ينتهِ فى الأروقة، إذ يمكن ان تستنتج ذلك مـن تصريحـات صلاح فى المنطقة المختلطة مع الصحفيين، عندما أخبرهم بشكل سريع أنه “لو تحدثت الان، فستشتعل النيران”.
وحتى تصريحـات يورغن كلوب الأهدأ فى المؤتمر الصحفى، التى ذكر فيها أنهما قد تحدثا فى غرفه الملابس، وأن الامر قد انتهى، يمكن ان تفهم ايضا ان الامر لم ينتهِ كلية، لأن كلوب اعلن إن الامر قد انتهى، لكنه أتبعها بكلمة “بالنسبة لي”، ما يُظهر أنه ليس متأكدًا مـن أنه انتهى بالنسبة للطرف الآخر ايضا.
بينما هناك نظرية يمكن الاعتداد بها ايضا، أنه لا يمكن الأخذ بتصريحات عصبية آنية، وأنه عندما ينزوي الأدرينالين غالبًا، فإن الهدوء سيعود.
