اخبار الرياضة

ظاهرة التعصب الرياضي.. كارثة تهدد استقرار الكرة الليبية

تشهد الرياضة الليبية منذ اعوام طويلة ظاهرة حقيقة، تهدد بدرجة كبيرة استقرار الكرة الليبية والنهوض بها إلي الأمام، وخاصة مع الظهور الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وانتشار منصاتها، والتي أصبحت لتصفية الحسابات وتبادل التهم بين الجماهير المنافسة مـن دون حسيب ولا رقيب.

ظاهرة التعصب الرياضي غيرت مفهوم المبادئ النبيلة للمنافسة الشريفة، وتسببت بشكل كثير اليـوم فى اتساع الهوة والشرخ بين الأصحاب والزملاء، وأدت الي أحداث الشغب التى شهدتها الكرة الليبية فى السنوات الاخيره، حيـث شاهدت الملاعب امام كاميرات التلفزيون اشتباكًا بالأيدي وشتم الحكام وقذفهم بالأحجار أو التعدي عليهم.

موقع “العمدة نيوز” رصد آراء بعض المتابعين للمشهد الكروي فى ليبيا، مـن اجل معرفة أسباب انتشار ظاهرة التعصب، وبحثت معهم كيفية السبيل للقضاء على هذه الظاهرة أو الحد مـن انتشارها.

التعصب يسيطر على الكرة الليبية

يقول عادل قنابة رئيس القسم الرياضي بصحيفة الصباح الليبية، فى حديث خص به موقع “العمدة نيوز“: “دخل التعصب فى الكرة الليبية قبل اعوام مضت وحتى العام الحالي منعرجًا جديدًا، حيـث أصبح المتعصبون يجاهرون بتعصبهم لأنديتهم بل ويفتخرون فى ذلك، وللأسف لم تهتـم الدولة ولا اتحاد الكرة بإيجاد خطة لنبذ التعصب فى كرة القدم، أو لسن قوانين امام التعصب الذى أصبح منتشرًا فى وسائل الإعلام الرسمية المتنوعة وفي الانديه الرياضية”.

وتابع: “شخصيًّا، حذرت مرارًا وتكرارًا مـن التعصب، وسعيت لإيجاد طريقة ما لوقف انتشار التعصب الذى بات فعلًا يهدد الكرة الليبية بصورة أقوى مـن اى وقت مضى، وأخشى ان يكون التعصب قنبلة موقوتة تنفجر فى اى لحظة، وقد يسبب مآسي كبيرة”.

منتخـب ليبيا لكرة الصالات حصل على المركـز الثالث فى بطوله امم أفريقيا بالمغرب العمدة سبورت

وأضاف: “فى ليبيا الجميع يعشق كرة القدم، وأصبح عشق الجمهور الرياضي لأندية يفوق الجنون، وكثيرًا ما تأذى رؤساء أندية وإعلاميون وحكام وحتى مسؤولون مـن هذا التعصب، الذى أصبح تعصبًا أعمى مـن اجل فـوز بالمباراة أو برأي فى موضوع معين”.

وانهي تصريحه: “مـن هذا المنبر أدعو الدولة مـن اثناء وزارة الرياضة الي الدعوة لنبذ التعصب ومحاربته وتشديد القوانين، وفي نفس الوقت أطالب اتحاد الكرة بضرورة إلزام الانديه بتشكيل روابط حقيقية للمشجعين ومتابعتهم”.

الإعلام الرياضي لعب دورًا كثيرًا فى تفشي ظاهرة التعصب

واتهم  الصحفى نور الدين المشاي الإعلام الرياضي فى ليبيا بأنه سبب لانتشار ظاهرة التعصب، قائلاً: “يمكن القول بأن الإعلام الرياضي فى ليبيا لعب دورًا كثيرًا فى تفشي هذه الظاهرة، فهو كان وما يزال يعمل على تغذيتها بشكل مباشر وغير مباشر، مـن اثناء بعض المواقع والصحف والبرامج الرياضية”.

وتابع: “تطور الامر وأخذ منحنى خطيرًا جدًّا، مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث أصبح التواصل بشكل مباشر ما بين الجمهور والصحفي والمذيع والمسؤول الرياضي، وأضحى تأثير الرَّأْي العام يؤثر فى خط التحرير لهذه المؤسسات الإعلامية”.

وأضاف: “لا ننسى دور بعض المراكز الإعلامية لبعض الانديه المعروفة فى السنوات الاخيره، وعملها على شق الصف الرياضي وبث الفتن وتأليب الجماهير، والشواهد على ذلك كثيرة لا تعد ولا تحصى”.

الشاعري: التعصب الرياضي جاء حتـى الي رؤساء الانديه

ويقول عادل الشاعري، لاعـب الأخضر السابق عَنْ ظاهرة التعصب الرياضي: “للأسف الشديد التعصب الرياضي تسبب فى الأونة الاخيره فى التعبئة والحقد بين مختلف الجماهير، وتغلغلت فى الأوساط الرياضية وأسهمت فى رسم الشكل القبيح للدوري الليبي، وإذا استمر التعصب أكثر سوف يتسبب فى إيقاف المنافسه فى البلاد عاجلًا أو آجلًا”.

عادل الشارعي لاعـب الأخضر الليبي السابق (العمدة نيوز)

وتابع: “لقد جاء الامر الي حد ان رؤساء بعض الانديه واللاعبين، يقومون عبر منصات التواصل الاجتماعي مـن اثناء تصريحاتهم باستفزاز الفرق المنافسة، بكلام يزيد مـن التعصب بين الجماهير، ويجب ان يعلم الجميع أنها مجرد مباراة، ويجب على الجميع تقبل الخسارة قبل الفـوز”.

وحيد صالح يطلق مبادرة  عبر “العمدة نيوز” للحد مـن ظاهرة التعصب

ودعا الحكـم الدولى السابق وحيد صالح عبر “العمدة نيوز“، بإقامة مؤتمر عَامٌ فى ليبيا للحد مـن ظاهرة التعصب الرياضي، قائلاً: “أدعو مـن اثناء منصتكم كل عقلاء الرياضة فى البلاد الي تنظيم مؤتمر رياضى، يقام بمبادرة مني شخصيًّا للحد مـن التعصب الرياضي، يتم مـن خلاله استدعاء كل الشرائح الرياضية، بمن فيهم رؤساء روابط جماهير الانديه الرياضية وأيضا الألتراس، مـن اجل وضع حد لظاهرة التعصب الرياضية”.

ويبقى على الاتحاد الليبي لكرة القدم تفعيل مبدأ العقاب والغرامات المالية بشكل أكبر، وتطبيقها على جماهير مختلف الانديه، ومنع مـن يتسبب فى إثارة الجمهور مـن دخول الملاعب، وفي المقابل يجب ان تعلم رابطات جماهير الانديه الرياضية ان دورها الاول هو محاربة هذه الظاهرة، لأنها تقـدم صورة مسيئة عَنْ الكرة الليبية.

السابق
الترجي يحظى باستقبال جماهيري كثير لدى عودته الي تونس
التالي
بايرن ميونخ يجتاز فرانكفورت بثنائية ويؤكد جاهزيته للريال