تستمر مسابقه دورى أبطال أوروبا فى تقديم المباريات المثيرة مساءا اليـوم الأربعاء، حيـث يقترح عودة الدور ربع النهائى مـن المنافسه الأشهر، مواجهتين خارج حدود التوقعات، تجمع الأولى مانشستر سيتي الانجليزي حامل البطولة، بضيفه ريال مدريد الإسباني، بينما ينزلّ فى الثانية أرسنال الانجليزي ضيفًا على بايرن ميونخ الألماني.
ويستقبل مانشستر سيتي منافسه ريال مدريد الاسباني حامل الرقم القياسي بعدد الالقاب فى دورى أبطال أوروبا (14 مرة)، على ستاد الاتحاد، أملًا فى تكرار موسمه الماضي المبهر، بينما سيكون بايرن ميونيخ مطالبًا بتخطي عقدة أرسنال سعيًا لإنقاذ موسمه.
ومن المنتظر ان تكون معركتا دورى أبطال أوروبا المرتقبتان على مسرحي “الاتحاد” و”أليانز أرينا” محتدمتين للغاية، ليس فى اثناء تقارب المستويات فحسب، وإنما أيضًا فى اثناء ما شهدته مباريات الثلاثاء، التى عرفت تقلّبات مشوّقة، سلبت أفضلية برشلونه (2-3) وأتلتيكو مدريد (2-1) ذهابًا، لتضعهما خارج البطولة بعد الخسارة امام كل مـن باريس سان جيرمان (1-4)، وبوروسيا دورتموند (4-2) فى العودة.
سيتي يحاول للإطاحة بالمنافس الأبرز فى مشوار دورى أبطال أوروبا
فى مانشستر، ستكون المواجهة أشبه بنهائي، بعد ان تعـادل الناديان 3-3 فى قمه صعبة ذهابًا بملعب “سانتياغو بيرنبايو”، حيـث تبقى كل الاحتمالات واردة عودةًا، بما فيها اللجوء الي شوطين إضافيين أو الاحتكام الي ركلات الجزاء، طالما انّ الفريقين يقدّمان مستوى رفيعًا ومتقاربًا.
وكان فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا قلب تأخره 1-2 الي تقـدم 3-2 فى لقاء الذهاب، قبل ان ينقذ الأوروغواياني فيديريكو فالفيردي الريال مـن الخسارة الأولى فى آخر 28 مباراة له على أرضه فى جميع المسابقات، بتسجيله هـدف التعادل مـن تسديدة رائعة “على الطاير”، قبل 11 دقيقة مـن نهاية الوقت الأصلي.
ولا شك انّ عملية مواصلة المشوار فى دورى أبطال أوروبا لن تكون سهلة لرجال الإيطالي كارلو أنشيلوتي امام النادي الانجليزي، الذى لم يسقط فى المنافسه القارية للمباراة الثانية والعشرين تواليًا، وتحديدًا منذ الخسارة امام عملاق إسبانيا 1-3 بعد التمديد فى أيار/ مايو 2022 فى عودة نصف النهائى.
كَمَا انّه لم يخسر على أرضه فى المنافسه منذ 30 مباراة، اى منذ العام 2018، كَمَا لم يخسر على أرضه فى 41 مباراة فى مختلف المسابقات منذ تشرين الثانى/ نوفمبر 2022.
وقال غوارديولا: “علينا ان نفوز بالمباراة ولكن لدينا أنصارنا هناك. نحن بحاجة إليهم جميعًا وإلى طاقتهم لمحاولة التغلب على ملوك هذه المنافسه. بمؤازرة جمهورنا فى مانشستر، سنفعل ذلك. لكن ريال مدريد سيسجل هـدفًا واحدًا، هذا أمر مؤكد”.
بدوره، علّق أنشيلوتي: “مـن الواضح أننا أردنا الدخول الي مباراة العودة مع أفضلية ما، لكنني اعتقد أننا بحاجة الي ان نكون راضين (الأداء فى مباراة الذهاب). لقد تنافسنا بشكل جيد للغاية، وإذا فعلنا ذلك مرة أخرى (فى مانشستر) فيمكننا التأهل”.
ويبحث النادي الملكي عَنْ الثأر مـن سيتي الذى أقصاه مـن نصف نهائى دورى أبطال أوروبا العام الماضي، اثناء تعادلا ذهابًا فى مدريد 1-1، قبل ان يحقق سيتي فـوزًا كاسحًا 4-0 عودةًا فى طريقه الى البطولة الاول فى تاريخه.
ويدخل الـ”سيتيزن” الي المواجهة مبتهجًا بانتزاعه قمة الدورى الانجليزي بفارق نقطتين مـن أرسنال وليفربول، بفوزه الساحق على لوتون تاون 5-1، وخسارة الأخيرين امام كريستال بالاس 0-1، وأستون فيلا 0-2، فبات أقرب الي إحراز البطولة للمرة السادسة فى آخر سبعة مواسم، معززًا حظوظه بتكرار إنجاز العام الماضي عندما حقّق ثلاثية تاريخية، بعد ان جاء الي النادي نصف نهائى مسابقه كاس إنجلترا، حيـث سيواجه تشيلسي السبت.
ويعوّل غوارديولا دائمًا على ترسانته المدججة باللاعبين وفي طليعتهم النرويجي إرلينغ هالاند، الذى واجه بعض الانتقادات فى الآونة الاخيره على خلفية غيابه عَنْ التهديف بمواجهة ريال، فى المباريات الثلاث الاخيره بين الجانبين.
مـن جهته، يأمل أنشيلوتي ان يتابع البرازيلي رودريغو نجاعته التهديفية بمواجهة سيتي، بعد ان سجّل هدفين ساهما فى الإطاحة بالفريق الانجليزي اثناء مواجهه الفريقين فى نصف نهائى المنافسه عَامٌ 2022، قبل ان يهز شباكه مجددًا الثلاثاء الماضي.
بايرن وفرصة الأمل الأخير لإنقاذ العام
وفي القمة الثانية لمسابقة دورى أبطال أوروبا لكرة القدم، يتمسّك بايرن ميونخ بخيط أمل رفيع، سعيًا للخروج بلقب هذا العام، عندما يقابل أرسنال المضطرب فى معقل “أليانز أرينا”.
وبعد تعادلهما ذهابًا 2-2 فى ستاد الإمارات، تبدو حظوظ الفريقين متساوية مـن اجل مواصلة مشوارهما القاري، لكنّ بايرن ميونخ يمني النفس بعدم الخروج خالي الوفاض، بعد ان هيمن على لقب الدورى الألماني فى المواسم الـ11 الاخيره، قبل ان يجرّده منه باير ليفركوزن رَسْمِيًٌّّا الأحد، بعدما تُوج بالالقاب الاول فى تاريخه قبل 5 مراحل مـن نهاية العام.
اما أرسنال فتتكرر مآسيه مع اقتراب نهاية كل موسـم، بعد ان خسر قمة الدورى المحلي بشكل دراماتيكي لمصلحة سيتي، رغم انّ معركة البطولة ما تزال مفتوحة، إلا انّ الخشية هو ان يتكرر سيناريو العام الماضي عندما فرّط به قبل مراحل قليلة لمصلحة سيتي أيضًا، بعد ان تصدر لفترات طويلة.
وحثّ المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا فريقه على عدم خسارة الشجاعة، وتحويل الانتباه الي مباراة الأربعاء فى ألمانيا، قائلاً: “إذا كنت تريد الفـوز بالبطولات، إذا كنت تريد ان تكون هناك فى دورى أبطال أوروبا عندما تكون لديك هذه اللحظات، فعليك ان تقف”.
مـن جهته، يحاول مدير فني بايرن، توماس توخيل، الي تكرار “روح الفـوز” بنسخة 2021 مع تشلسي. وأضاف المدرب الألماني: “تحصلنا على التعادل (ذهابًا)، لذا فإنّ الوضع واضح: الفائز يتأهل. نلعب على أرضنا، نحتاج الي هذا النوع مـن الأجواء الصاخبة مـن الجماهير، ونريد العزيمة والشغف والنوعية نفسها التى أظهرناها، حينها سنتأهل بالتأكيد”.
