تعرضت آمال ليفربول فى المنافسة على لقب الدورى الانجليزي الممتاز لضربة قوية بعد عرض مخيب آخر على ستاد أنفيلد للمباراة الثانية على التوالي وخسارة بنتيجة 1-0 امام كريستال بالاس.
وبعد الخسارة 3-0 فى الدورى الأوروبي امام أتالانتا يـوم الخميس الماضي، أصبح العام فى خطر التلاشي، فحتى أكثر العقول تشاؤمًا فى ميرسيسايد كانـت ستواجه صعوبة فى تصور ان أسبوع الريدز قد انتهى بالسوء الذى حدث.
لا تزال امام ليفربول ست مباريات أخرى فى الدورى الانجليزي لمواصلة المنافسة؛ لكن الفـوز فى كل تلك المباريات قد لا يكون كافيًا.
كانـت هذه أول خسارة لليفربول فى الدورى الانجليزي الممتاز على ستاد أنفيلد منذ أكتوبر 2022 امام ليدز، وخسر مباراتين متتاليتين فى جميع المسابقات للمرة الأولى منذ أبريل 2023.
ليفربول.. لن تسلم الجرّة فى كلّ مَرَّة
ليفربول لديه ميزة عملية هذا العام وهي قدرته على قلب النتائج، وهو أكثر الانديه فى الدورى الانجليزي الممتاز حصولاً على نقاط مـن موضع الخسارة.
كانـت تلك المرةَ الحاديةَ والعشرين فى 51 مباراة مـن العام الحالي التى يتأخر فيها “الحُمر” بالنتيجة، وقد استقبلوا الهدف الافتتاحي فى أربعٍ مـن آخر خمس مباريات فى الدورى.
لكن هذا النمط المتكرر لمباريات ليفربول لا يسلم فى كل مرة، ولن يستطيع الريدز فى كل مرة قلب النتيجة أو الحصول على النقاط مـن المباريات، خاصة مع إستقبال الأهداف بهذا الشكل.
لقد خَاض الريدز الان تسع مباريات بلا شبـاك نظيفة على أرضه فى الدورى الانجليزي الممتاز، وهي أطول مجموعه مـن نوعها له فى المنافسه (أيضًا 9 مباريات فى ديسمبر 1996 ومايو 1999).
كيف ضيع ليفربول تلك الفرص؟
لا يزال ليفربول بعيدًا عَنْ افضل مستوياته، لكن الفرص الضائعة فى الشوط الثانى كانـت غير مفهومة على الإطلاق، فإجمالي اهداف النادي المتوقعة فى هذه المباراه كان 2.87 – وهو أكبر عَدَّدَ لهم على الإطلاق (منذ موسـم 2010-11) فى مباراة بالدوري الانجليزي الممتاز لم يسجلوا فيها اى هـدف.
فى الواقع، كان هذا أكبر رقم مـن الأهداف المتوقعة دون تَسْجِيلٌ اى هـدف منذ مباراة برايتون امام نورويتش فى أبريل 2022 (2.87 هـدف متوقع أيضًا).
كانـت هناك أربع فرص محققة لأربعة لاعبين مختلفين وهم كورتيس جونز وداروين نونيز ومحمد صلاح وديوغو جوتا وكلهم أهدروها بطريقة غريبة.
عندما تخلى ليفربول عَنْ ساديو ماني وروبرتو فيرمينو، اللذين كانا يساهمن مع صلاح بالأهداف كان على إدارته التأكد مـن وجود لاعبين لديهم نفس الرصيد التهديفي دون الاعتماد على صلاح بمفرده.
روبرتسون.. النقطة المضيئة الوحيدة
افضل لاعـب فى ليفربول امام كريستال بالاس بفارق كثير عَنْ اى لاعـب آخر هو الظهير الأيسر أندي روبرتسون، حيـث كان يقود هجمات النادي ونجح فى إيقاف فاعلية أحد أخطر أجنحة كريستال بالاس مايكل أوليز.
فى أداء النادي المُتعَب الذى تخللته تمريرات فى غير محلها وتمركز ضالّ، ارتقى روبرتسون باستمرار فوق المستوى المتوسط الذى أحاط به وكان أداء الظهير الأيسر لليفربول مليئًا بالطاقة والحيوية بالتقدم الهجومي والعودة للدفاع.
لكن العمل الدفاعي الذى قام به اللاعب الإسكتلندي كان أشد اهميه، مع تقـدم كريستال بالاس بهدف واحد بالفعل، حيـث كان لدى روبرتسون الوعي والسرعة اللازمين للتغطية فى الخلف وإبعاد تسديدة جان فيليب ماتيتا مـن على خط المرمى.
بدا دائمًا الجانب الأيسر مـن ليفربول أشد ثقة مـن الجانب الأيمن، حيـث استهدف كريستال بالاس بشكل روتيني كونور برادلي وإبراهيما كوناتي بهجمات متدفقة على الجانب الأيمن.
ملخص مباراة ليفربول وكريستال بالاس 0-1
كريستال بالاس يحد مـن تأثير صلاح
فى مباراة أتالانتا ذكرنا ان مستوى صلاح بعد العودة مـن الإصابة ليس هو مستواه المعهود عنه بالمقارنة مع بداية العام أو المواسم الماضية.
كريستال بالاس تعامل مع صلاح عبر طريقتين، أولاً بقطع ممرات التمرير له مـن جهة ومواجهته مبكرًا وإجباره على السقوط دائمًا لطلب الكرة وهنا ابتعد صلاح كثيرًا عَنْ مناطق الخطورة التى يفضلها، خاصةً فى “منتصف المساحات”.
قدّم كريستال بالاس عرضًا دفاعيًا رائعًا بثلاثي الدفـاع وهو ما جعل صلاح يقابل اثنين دائمًا فى المواجهة، المدافع الذى أمامه جيفرسون ليرما، والجناح الظهير ميتشيل.
