اخبار الرياضة

الاسطورة الجديد | اخبار | ماذا حدث لـ كوت ديفوار.. من منصات التتويج فى 2015 إلى غياب الروح فى 2021

حلم تأخر لمدة 23 عاما قبل ان يحصل منتخـب كوت ديفوار كـأس امم افريقىا للمرة الثانىة فى تاريخه فى 2015.

جيل 2015 قد لا يكون هو الأقوى على مستوى الأسماء فى تاريخ كوت ديفوار مقارنة بجيل 2006، و2008، و2010 على الخصوص ولكنه بالطبع هو محصل الإنجاز والعودة للتتويج مرة أخرى.

حصل منتخـب كوت ديفوار كـأس امم افريقىا للمرة الأولى فى عام 1992، جيل كان صاحب الإنجاز القاري الوحيد لمدة طويلة، حاول جيل جديد وقوي بقيادة ديدييه دروجبا ويايا توريه تكرار الإنجاز ولكن كانت تنقصهم دائما الخطوة الاخيرة، إذ هزم فى النهائي مرتين بركلات الجزاء، من مصر فى 2006 ومن زامبيا فى 2012.

فى 2015 كان دروجبا قد قرر الاعتزال دوليا ولم يســاهم فى كـأس امم افريقىا وتولى يايا توريه مسؤولية حمل شارة القيادة، وانضم لاعــبين جدد كانوا نواة لصنع جيل جديد مثل ماكس جراديل وإريك بايي.

وبقيادة المدرب الرائع هيرفى رينار تمكن منتخـب كوت ديفوار أخيرا من التتويج بالالقاب وكسر عقدة ركلات الجزاء والتي توج بها فى النهاية امام غانا، بعد ركلات امتدت ليسدد حراس المرمى.

بعد البطوله جاء الوقت الذي لا يحبه أي عاشق لأي فريق كرة القــدم وهو وقت رحيل اللاعــبين القدامى الذين صنعوا المجد وبداية صنع جيل جديد، ما زاد الأمر كان رحيل رينار أيضا والذي قرر خوض تجربته الحقيقية الأولى فى أوروبا بتـدريــب ليل الفرنسي.

بعد رحيل رينار قرر اتحاد كوت ديفوار لكرة القــدم تعيين ميشيل دوساييه كمدير فني جديد للمنتخـب، وبدأت عناصر جديدة فى الانضمام مثل نيكولاس بيبي لاعــب أرسنال الحالي والذي كان صغير السن فى ذلك التوقيت، وويلفريد زاها وفرانك كيسي وسيرجي أورييه، لإضافتهم إلى العناص الجديدة ولكن مع رحيل بارز ليايا توريه وجيرفىنيو نجوم المنتخـب السابقين.

وفى كـأس امم افريقىا 2017 كان الاختبار الأول بعد اعتزال العديد من لاعــبي الجيل حامل البطولة ولكن منتخـب كوت ديفورا بقيادة دوساييه قدم أداء كارثي فى البطوله وتم إقصاؤه من دور المجموعـات بعد ان حل فى المـركـز الثالث خلف الكونغو الديموقراطية والمغرب بحصده لنقطتين فقط فى المجموعه.

وفى تصفىات كـأس العالم 2018 كان الموعد مع الفشل الجديد، ولم يتمكن منتخـب كوت ديفوار من بلوغ النهائيات بعد حصوله على المـركـز الثانى خلف المغرب فى مجموعه ضمت أيضا الجابون ومالي.

فى 2019 كان الشعب الكوت ديفواري ينتظر الافضل بسـبـب الأسماء التي يمتلكها المنتخـب منذ النسخـه الماضية والتي تمرست فى فرق أوروبا تلك المرة، وأضيف إليهم أيضا ماكسويل كورنيت لاعــب بيرنلي الحالي.

وبقيادة المدرب الوطني ابراهيما كونيه، لم يتمكن المنتخـب من الذهاب بعيدا فى البطوله، صحيح بانه قد مر من دور المجموعـات وأيضا حصل الفــوز على مالي فى دور الـ 16 ولكنه اصطدم بالجزائر بطل البطوله فى ربع النهائي ليقصى مرة أخرى بركلات الجزاء.

2019 لم تكن خيبة الأمل الكبرى ولكنها أتت فى تصفىات كـأس العالم 2022 بقيادة المدرب الفرنسي باتريس بوميل، وبعد إضافة عناصر جديدة متمرسة فى أوروبا أيضا مثل سابيستيان هالير لاعــب أياكس وهداف دورى أبطال أوروبا حاليا.

ولكن أثناء التصفىات لم يظهر النادى بأي نوع من انواع الروح والرغبة فى الفــوز والتاهـل وفى النهاية حل منتخـب كوت ديفوار فى المـركـز الثانى فى المجموعه الرابعة خلف الكاميرون فى المجموعه التي ضمت أيضا موزمبيق ومالاوي.

فى المباراه الاخيرة كان منتخـب كوت ديفوار يواجه الكاميرون ويحتاج فقط إلى تحقيق الفــوز ليحتـل صـداره المجموعه ولكن الأخير تمكن من الفــوز فى مباراه لم يسدد فىها منتخـب كوت ديفوار سوى تسديدة واحدة على المرمى على الرغم من تأخره بهـدف منذ الـدقيقـه الـ 21.

فشل كوت ديفوار فى التاهـل لم يكن هو محط الانتقاد الأكبر خصوصا عند مواجهه منتخـب قوي مثل الكاميرون، ولكن أثار الغضب فى البلاد كان انعدام الروح تماما اثناء المباراه والظهور بأداء سيء لا يتناسب مع إمكانياته طوال التصفىات.

فشل منتخـب كوت ديفوار فى التأهل للمرحلة الاخيرة من تصفىات كـأس العالم ليتأعلن غيابه رسميا عن البطوله للمرة الثانىة على التوالي منذ نهاية جيل 2015.

منذ 2015 ومنتخـب كوت ديفوار يقدم أداء يفقتد إلى الروح أو حتى إظهار الفنىات ويعاني من الفشل فى تحقيق الإنجازات أو الاقتراب منها أو حتى تقديم أداء جيد يليق بتاريخه الكبير داخل القارة.

البعض قد يرجع الأسباب إلى اعتزال نجوم كبار قادوا المنتخـب فى السابق مثل ديدييه دروجبا ويايا توريه أحد افضل لاعــبي افريقىا عبر التاريـخ، ولكن الجيل الحالي لا ينقصه الأسماء أو النجوم الكبار، بالعكس فقد يتفوق فى عدد النجوم المحترفة فى قارة أوروبا عن الجيل الحالي.

صحيح بان الجيل الحالي ليس به لاعــب بإمكانيات دروجبا أو يايا توريه ولكنه يظل يمتلك العديد من العناصر الجيدة والتي إذا اجتمعت بفريق واحد فى أوروبا قد تتمكن على الأقل من المســاهمة فى دورى الأبطال.

مشكلة كوت ديفوار قد تكون فى انعدام الروح أو الرغبة، وأيضا قد تكون مشكلة مدير فني، لإن المدرب صاحب النجاح الأخير كان هيرفى رينار والذي يترك بصمته مع كل منتخـب يتولى مسؤوليته كزامبيا أو المغرب، أو السعودىة حاليا.

ولكن سواء كانت المشكلة فى توليفة اللاعــبين أو المدرب، فى النهاية فإن منتخـب كوت ديفوار يعاني من إظهار نفسه بشكل جيد وسط منتخـبـات القارة على الرغم من امتلاكه لأسماء افضل من أغلب المنتخـبـات الأخرى على الورق، ولكن على أرض الواقع فإن العديد من متابعي كرة القــدم الافريقية قد يستبعدونه من قائمتهم للمنتخـبـات المرشحة للمـسابقـه على كـأس امم افريقىا المقبلة.

فى النسخـه المقبلة من كـأس امم افريقىا، الجيل الحالي سيكون على موعد مع تحدي كبير وهو إثبات الزات وإثبات قدرته على تعويض جيل سابق كتب التاريـخ لمنتخـب كوت ديفوار ووضع نفسه من ضمن منتخـبـات الصفوة الافريقية لمدة 10 سنـوات.

السابق
مدير فني ساجرادا يُعلق على مواجهه فريق الزمالك والوداد فى دورى ابطال افريقيا
التالي
النادي الاهلى يهزم فريق الزمالك بالأربعة فى ستاده وعقر داره فى ميت عقبة