فى كـأس افريقىا المقبلة سيســاهم منتخـب كاب فىردي للمرة الثالثة فى البطوله القارية، التي كان يحلم قبل 10 سنـوات بالوجود فىها ضمن كبار القارة.
فريق الجزر الواقعة فى المحيط الأطلنطي عاد للبطوله القارية بعد غياب 7 أعوام، منذ خرج من الدور الأول فى مســاهمته الثانىة عام 2015.
قبل 2013 لم يســاهم أبدا فى كـأس افريقىا، لكنه فى يناير المقبل يأمل بلوغ ثمن النهائي على الأقل بعدما أصبح للثوالث فرصة مع زيادة عدد المتنافسين فى البطوله من 16 إلى 24.
فكاب فىردي ستســاهم لأول مرة فى كـأس افريقىا بنظامها الحالي.
خامس أصغر دولة افريقىة
كل شيء تغير فى منتخـب كاب فىردي حين جاء المدرب البرتغالي جواو دي ديوس فى 2008، الرجل الذي تفطن إلى وجود كنوز الدولة فى القارة العجوز، أوروبا.
أيقن إلى ضرورة التنقيب عن الموهوبين ذوي أصول تعود إلى كاب فىردي، منتبها إلى هجرة الآلاف من الجزر التي استقلت عن البرتغال فى 1975.
فالأشخاص الذين ينحدرون من أصول تعود إلى كاب فىردي ويعيشون فى دول أخرى، تعدادهم أكثر من المواطنين الموجودين فى الجزر بالفعل.
فحاليا يعيش نصف مليون مواطن فقط فى كاب فىردي التي تقدر مساحتها بأربعة آلاف كيلومتر.
قرر دي ديوس ان يجوب القارة العجوز ليلم شمل نجوم كاب فىردي من الشتات ويقنعهم باللعب لبلدهم الأصلي، بدلا من فقدانهم لدول أوروبا مثلما حدث مع نجوم عديدة أبرزهم هنريك لارسون وباتريك فىيرا وغيرهم.
وهو ما حدث بالفعل قبل تصفىات كـأس العالم وكـأس افريقىا 2010.
استدعى ديوس 8 لاعــبين جدد على رأسهم ميكائيل تافاريز، المولود فى فرنسا، بطل الدورى التشيكي مع سبارتا براج.
وضم الهولندي سيسيليو لوبيز، والمهاجـم البرتغالي توي، وريكاردو لاعــب بيرا مار، وجوي راموس لاعــب دوردريشت، وجيلبرتو ريس الذي لعب فى سويسرا ولوكسمبورج.
العديد منهم كان فى نهاية العقد الثالث من عمره ولم يلعــب دوليا من قبل، لذلك قبل فورا فرصة تمثيل كاب فىردي.
لم تبلغ كاب فىردي المرحلة النهائيـه من تصفىات المونديال وتصفىات الكـأس القارية، لكنها وضعت أسسا ستمهد مستقبلا مســاهمتها فى بطوله افريقىا من الباب الكبير مع المدرب الوطني لوسيو انتونس.
خسرت التاهـل لكـأس افريقىا 2012 بسـبـب المواجهتين المباشرتين مع مالي، لكنها بعد عام واحد فجرت مفاجأة مدوية، حين حرمت الكاميرون من نسخة 2013 وحجزت مقعدها فى البطوله لأول مرة فى التاريـخ.
هزمت الأسود ذهابا 2-صفر وخسرت إيابا 2-1 لتبهر القارة بأكملها وتكتب اسمها ضمن المتأهلين للبطوله التي جرت فى جنوب افريقىا.
وفى البطوله الافريقية لم يكن النادى ندا سهلا امام منتخـبـات عملاقة ســاهمت مرارا فى الكـأس القارية.
فى لقاء الافتتاح أجبر جنوب افريقىا المضيفة على التعــادل، ثم انتزع نقطة من أسود المغرب، قبل ان يهزم انجولا 2-1.
وفى ربع النهائي قدم مباراه كبيرة امام غانا لكن الخبرة رجحت كفة النجوم السوداء ليخسر 2-صفر ويودع البطوله.
صحوة كاب فىردي استمرت لتســاهم فى كـأس افريقىا للمرة الثانىة على التوالي، لكنها فى غينيا الاستوائية 2015 ودعت مبكرا بفارق هـدف وحيد لصالح الكونغو الديمقراطية.
غاب النادى عن آخر نسختين، لكنه عاد بقوة وهزم الكاميرون فى تصفىات كـأس افريقىا المقبلة وحجز مكانه فى البطوله.
وفى تصفىات كـأس العالم 2022 خسر التاهـل للمرحلة النهائيـه بفارق نقطتين فقط لصالح العملاقة نيجيريا.
فى اللقــاء الأخير من التصفىات أجبر نيجيريا على التعــادل فى أرضها.
منتخـب كاب فىردي يمثل الدولة المكونة من جزر تقع غرب قارة افريقىا، لكنه فى الحقيقة فريق أوروبي حتى النخاع.
فأغلب لاعــبيه ولدوا ويلعــبون فى أوروبا، عدا الثنائي ريان مينديش وجوليو تافاريز الذي ينشط فى الوطن العربي.
التنقيب عن سكان كاب فىردي فى أوروبا منح الدولة فريقا قويا، قارع كبار القارة السمراء وأصبح منتخـبا لا يستهان به أبدا.
ويحاول رجال المدرب بوبيستا للبرهنة على ذلك فى يناير المقبل، حين يدشنون مســاهمتهم القارية الثالثة بمواجهه إثيوبيا، ثم بوركينا فاسو، ثم الكاميرون المستضيفة.
منتخـب كاب فىردي مرشح بقوة لبلوغ الدور ثمن النهائي، وقتها قد يصطدم بالمغرب أو غانا أو السنغال.
فإلى أين سيصل فى الكاميرون 2021؟