قدم المنتخـب القطري شوطا أولاً بدا مثاليًا امام نَظِيرِه الإيراني فى اللقـاء الذى جرى على ستاد راشد فى مدينة دبي الإماراتية فى رابع جولات المجموعة الأولى مـن المرحله الثالثة للتصفيات المؤهلة الي مونديال 2026 فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، لكن نهاية مثيرة للجدل كُتبت لهذه المواجهة بسـبب ماركيز لوبيز.
المنتخـب القطري انهار فى الشوط الثانى، وقبل خسارة بدت ثقيلة بأربعة اهداف لهدف، ستلقي حتمًا بظلالها سلبًا على وضعية العنابي فى المجموعة أولًا، قبل ان تثقل كاهل اللاعبـين الذين شعروا بأنهم قدموا نصف مباراة راقية، لكنهم افتقدوا الي ادارة فنية مـن خارج الخطوط للحفاظ على ما قدموه فى الشوط الاول.
المنتخـب القطري تقـدم بالنتيجة بهدف راقٍ عبر المعز علي، ثم تعـادل المنتخـب الإيراني مـن أول هجمة منظمة عبر رأسية نجم روما السابق ولاعب شباب الاهلي دبي الحالي سردار أزمون، وجاء تأكيد جودة ما قدمه العنابي فى الشوط الاول عبر رأسية بوعلام خوخي التى وقف الحظ أمامها عندما ارتدت مـن العارضة لتحرم المنتخـب القطري مـن التقدم بالنتيجة.
الي هنا بدت الامور طبيعية، لكن ما جرى بعد ذلك وتحديدًا فى الشوط الثانى، يستحق الوقوف عنده مطولًا خصوصًا على مستوى تعامل الجهـاز الفنى بقيادة المدرب الإسباني ماركيز لوبيز مع التفاصيل.. لسنا هنا بصدد تحميل المدرب خطأ بدا غير مقبول مـن الحارس مشعل برشم -الأفضل فى كاس آسيا الاخيره- الذى اصطدم بزميله لوكاس مينديز مهديًا سردار كرة هـدف تقـدم إيراني على طبق مـن ذهب.. لكننا نقصد التعامل بينما بعد ذلك.
تغييرات ماركيز لوبيز أفرغت الوسـط وكشفت الخط الخلفي
تدخلات المدرب ماركيز لوبيز فى الشوط الثانى لم تكن منطقية بالمرة، فالتغيير الاول الذى تم فى الدقيقه (58) بخروج إدميلسون سيكون مبررًا حال كان اللاعب مصابًا فقط.
الطامة كانـت فى التبديلين اللذين أجراهما بعد ذلك وشكّلا الضربة القاصمة للمنتخب القطري، حيـث خروج احمد فتحي مـن عمق دفاع المنتخـب مقابل مشاركة ابراهيم الحسن وفق أدوار مختلفة، وذلك فى الدقيقه 58 وهي ذات الدقيقه التى شهدت مشاركة إسماعيل محمد بديلًا لطارق سلمان. وبخروج احمد فتحي تم تفريغ عمق وسـط ميدان المنتخـب القطري بالكامل، بينما قللت الانطلاقات عبر الأطراف مـن الحماية الدفاعية للخط الخلفي الذى بات مكشوفًا.
ومع كل هجمة مرتدة إيرانية ثمة خطر وفرصة هـدف محقق، مع التذكير بالهدفين الذين تم إلغاؤهما لكل مـن رضا جهانبخش فى الدقيقه 82 وعلي قرباني فى الدقيقه 90 +1، وذلك قبل الهدف الرابع لمحمد موهيبي فى الدقيقه 90+8، اى ان النتيجة كان يمكن ان تكون أكبر مـن ذلك.
التأهل المباشر بات صعبًا ويحتاج الي المزيد!
يمكن القول –بمنطق ما تم رصده حتـى الان– ان التأهل المباشر للمنتخب القطري بات محل شك ولا نقول إنه مستحيل، لكنه يريد الي المزيد مـن العمل مـن اجل تصحيح المزيد مـن الأخطاء الفنية التى ارتكبها ماركيز لوبيز فى قادم المواجهات التى وجب ألا يتم خلالها التفريط بأي نقطه.
المنتخـب القطري بقيادة ماركيز لوبيز بات الان على بُعد ست نقاط كاملة عَنْ المركزين الاول والثاني المؤهلين مباشرةً عَنْ المجموعة الي كاس العالم، وهذا الفارق طبعًا عَنْ المنافسين المباشرين –أوزبكستان وإيران- اللذين قطعا شوطًا كثيرًا وباتا ينطلقان بأوفر الحظوظ فى سباق الوصول الي المقعدين المباشرين.
الصعوبة تكمن فى ان المواجهة القادمة ستكون مفصلية ومصيرية بحق، عندما يستقبل المنتخـب القطري نَظِيرِه الأوزبكي فى الدوحة يـوم 14 نوفمبر القادم، وبالتالي فإن اى نتيجه غير الفـوز، ستجعل بالفعل عملية التأهل المباشر مستحيلة، خصوصًا إذا حَقَّق المنتخـب الإيراني الفـوز المتوقع على كوريا الشمالية، ما يعني ان إيران وأوزبكستان سيصلان الي النقطة 13، ويتجمد رصيد العنابي عند النقطة 4 نقاط، وبالتالي فإن اى تحرك تصحيحي ربما يكن وقته قد حان الان وليس غَدًا.