لم يكن الانتصار الذى حققه منتخـب قطر على قرغيزستان بثلاثة اهداف لهدف ضوء تصفيات مونديال 2026، المتغير الوحيد فى مسيرته اثناء الجولة الثالثة مـن بطولات المجموعة الأولى، لانه الفـوز الاول، بل يمكن القول إن زملاء أكرم عفيف تغيّروا شكلًا ومضمونًا.
صحيح انّ المدرب الإسباني، ماركيز لوبيز، ما زال مصرًّا على أنه غيّر بالأسماء فقط فى اثناء ظروف الغيابات والإصابات، مقابل الاحتفاظ بذات الفكر، لكننا سنعتبر هذا الطرح تواضعًا مـن الرجل، الذى لم يشأ ان يشير الي “كومة” مـن المستجدات الفنية، بدءًا مـن الرسم التكتيكي مرورًا بالأسلوب وصولًا الي التوظيف.. فى خطة بدت مختلفة تمامًا، تهدف الي الاستفادة مـن كل الأوراق الفاعلة التى يتوفر عليها المنتخـب.
اعتدنا مـن مدير فني منتخـب قطر ان يلعـب بثلاثة لاعبين فى العمق الدفاعي، مقابل اللعب بطرفي جنب (ظهيرين)، ومن ثم بثلاثة محاور ارتكاز (بذات المواصفات الدفاعية البحتة)، وبالتالي اللعب بلاعبين فقط فى المقدمة (أكرم والمعز) وفقًا لرسم 5-3-2، ومن ثم البحث عَنْ الحلول عبر الأروقة فقط.
كنا فى موقع العمدة نيوز قد أشرنا الي خيارين مطروحين للتعامل مع المباراه جاء الى الجهـاز الفنى.. الاول، ان يُبقي المدرب لوبيز على طريقته التقليدية بتعويض الغائبين واللعب بالطريقة التى اعتاد ان يلعـب بها، خصوصًا فى وجود ثلاثة محاور يؤدون ذات الدور الدفاعي البحت، امام ثلاثة مدافعين فى العمق وظهيرين يؤديان دورًا مزدوجًا، ما بين التقدم كأجنحة فى الإسناد والانضمام الي الخط الخلفي، ليكملا عـقد المدافعين الخمسة، وهي الطريقة التى لا تسمح سوى بوجود لاعبين فى الأمام وفقًا لرسم 5-3-2.https://www.youtube.com/watch?v=7eafUjT56fEوتطرّقنا الي ضرورة ان يغيّر منتخـب قطر النهج وإظهار جرأة هجومية، مـن اجل ان يمنح كل أوراق التفوق التى يملكها الفرصة، مـن دون التمسك بطريقة لم تُجد نفعًا دفاعيًّا، حيـث استقبل المنتخـب خمسة أهدف فى مباراتين، ولم تُجد هجوميًّا بقلة الفاعلية فى صناعة الفرص.. وعلى أرض الواقع، يبدو انّ ما أشرنا إليه قد تمّ!
منتخـب قطر يؤكد المستجدات.. فهل يتم تكريس النهج؟
ما تم رصده فى مباراة منتخـب قطر ونظيره القيرغيزي بدا مختلفًا كليًّا عَنْ لاحق المباريات مـن عدة أوجه، أولها اللعب بأربعة مدافعين مـن اثناء الاكتفاء بقلبي دفاع (خوخي بوعلام ولوكاس مينديز)، واللعب بظهرين تقليدين (إسماعيل محمد وعبد الكريم حسن)، ثم الاحتفاظ بلاعب ارتكاز وحيد يؤدي الدور الدفاعي (احمد فتحي)، الي جانب محور مزدوج بين الإسناد الهجومي والارتداد الدفاعي (عبد العزيز حاتم)، ثم اللعب بصانع لعب يؤدي دورًا هجوميًّا بحتًا (أكرم عفيف)، ثم منح الحرية لثلاثة لاعبين فى الأمام، وهم عبد الرحمن مصطفى (جناح أيمن)، وإدميلسون جونيور (جناح أيسر)، ثم المعز علي ليكون المهاجم المتحرك، مع الإشارة الي انّ عملية الارتداد للمواقع الخلفية تجعل الجميع مطالبًا بالدفاع.
مدير فني منتخـب قطر ماركيز لوبيز، نجح بامتياز فى الخيارات الجديدة، ولا يمكن بأي حال مـن الأحوال ان يكون مسؤولًا عَنْ تأخر التسجيل، فى اثناء عديد الفرص السانحة لهز الشباك التى صنعها “العنابي”، والتي بدأت منذ الدقيقه الثانية، ووصلت الي أربع فرص مع بداية الدقيقه 12 فقط… فالأمر هنا يتحمله اللاعبون فى التجسيم، لأن خطة المدرب أدت المطلوب وأوصلت المنتخـب الي ما يصبو إليه مـن تفوق فني، وهي الخطة التى استثمرت كل الأسلحة المتاحة بالطريقة الأمثل، مع الإشارة هنا الي ان كل لاعـب كان لديه دور دفاعي محدد.
السؤال المطروح حاليًّا هو القادم: هل سيكون بمقدور مدير فني منتخـب قطر الحفاظ على ذات الجرأة فى قادم المباريات؟ ولا نقصد اللعب بذات الأدوار فى مواجهه المنتخـب الإيراني المختلف تمامًا عَنْ قيرغيزستان حتـى فى حال الاحتفاظ بذات الأسماء.. بل اقتصار التغييرات على بعض الجزئيات التى تخص خوض مباراة خارج الأرض امام منتخـب مرشح للتأهل المباشر وتصدر المجموعة، بتقنين بعض الأدوار مـن دون التخلي عَنْ أسلحة رابحة، سيلجأ اليها المدرب حتمًا فى حال التأخر فى النتيجة.
ربما يكون منتخـب قطر امام خيار أنسب وهو اللعب امام إيران بذات الطريقة التى خَاض بها المنتخـب ثلث الساعة الأخير مـن مباراة قرغيزستان، وإبقاء الباب مفتوحًا امام إبداعات ثلاثي هجومي قادر على قلب المعطيات فى اى لحظة، مـن دون الرجوع الي المربع الاول الذى لم يُعط أكله امام الصغار.. فكيف سيكون الحال امام الكبار؟!