سقط برشلونه للمرة الأولى هذا العام فى الدورى الإسباني، وذلك بعدما خسر امام مضيفه أوساسونا بأربعة اهداف مقابل هدفين فى مباراة دانت فيها الأفضلية بشكل واضح للفريق المستضيف ليخسر البرسا أول نقاط له محليًا مانحًا الفرصة للمطاردين للاقتراب منه مع نهاية الجولة.
وخاض البرسا المباراه بتشكيل أساسي يخلو مـن نجميه لامين يامال ورافينيا بالإضافة الي بالدي وكذلك قرر هانز فليك إراحة لاعـب الوسـط كاسادو عَنْ التشكيلة استعدادًا لمباراة يونغ بويز السويسري فى الجولة الثانية مـن دورى أبطال أوروبا.
وصحيح ان برشلونه لم يخسر فقط بسـبب إراحة بعضٍ مـن نجومه اثناء المباراه، فقد غطت الانتصارات على مشاكل دفاعية واضحة يعاني منها النادي، وتحدثنا عنها فى تحليلات سابقة اثناء مباراتي فياريال وخيتافي، إلا ان مبدأ المداورة كان عاملًا مؤثرًا فى شكل أسوأ شاهدناه للبرسا اثناء المباراه.
لماذا يجب المداورة فى برشلونه هذا العام؟
السؤال الذى يستدعي التفكير فيه فى الوقت الحالي وهو لِمَ المداورة؟ بعض التقارير تحدثت عَنْ ان لامين يامال كان يعاني مـن بعض الإزعاجات العضلية فى الأيام الماضية وربما يكون هذا هو سبب إراحته، لكن الاستغناء عَنْ مزيد مـن لاعبى التشكيلة الأساسية كان أمرًا غريبًا فى اثناء صعوبة المباراه امام منافس معروف بقوته على ملعبه إل سادار، وكذلك فى اثناء وجود مباراة أخرى كمباراة خيتافي كان يمكن إراحة بعض اللاعبـين فيها فى اثناء اقامتها على أرض البرسا.
لكن السبب الأهم والذي فتح مجالًا لتقريرنا هذا يكمن فى الشكل الجديـد لدوري الأبطال والذي يجدر به تغيير مفهوم المداورة بين مدربي الفرق الأوروبية الكبرى، إذ لم تعد خسارة مباراة أو التعادل فيها بالأمر الكارثي بالنظر لعدد المباريات الكبير الذى يمكن معه التعويض أولًا، كَمَا أنه -وهو السبب الأهم- هناك عَدَّدَ كثير جدًا مـن الفرق التى لن تتعرض لخطر الإقصاء، إذ يمكن لأي فريق يوجد فى الترتيب مـن الاول للرابع والعشرين المحافظة على فرصه فى التأهل.
وحسب قوانين دورى الأبطال الجديدة، فإن أول ثمانية فرق تتأهل مباشرة بينما تجرى مسابقه إقصائية إضافية بين الفرق مـن التاسع الي الرابع والعشرين ليتأهل مـن خلالها ثمانية فرق أخرى لتكوين دور الستة عشر مـن دورى الأبطال.
اى ان برشلونه فقط عليه تفادي الحضور بين آخر اثني عشر فريقًا فى الترتيب ليواصل السعي نحو الوصول الي أبعد مدى فى البطولة، ويُضاف الي البلوغرانا تحديدًا ان منافسهم القادم هو واحد مـن الفرق التى تبدو فى المتناول بالنظر لتواضع المنافسين السويسريين بشكل عَامٌ وكذلك إقامة المباراه على ستاد برشلونه.
وربما يجدر بمدربي الفرق الأوروبية الكبرى تغيير نظرتهم تجاه المداورة لعيون دورى الأبطال؛ فالحقيقة تقول إنه ربما يجدر بهم تحويل مسار المداورة الي إراحة اللاعبـين أحيانًا فى بعض مباريات الأبطال لعيون مباريات الدورى التى لا ترحم فيها المنافسة اثناء الوقت الحالي ويؤثر فيها الترتيب بشكل أكبر كثيرًا مقارنة بعدم وجود تأثير كثير لاحتلالك للمركز الثامن أو الاول، وفي أسوأ الأحوال لن يشكل فارقًا كثيرًا ان يأتي برشلونه على سبيل المثال المركـز التاسع أو المركـز الخامس عشر فى الترتيب.
فهل يمكن ان نرى تحدث هذا الفكر؟ خاصة بعدما دفع البرسا الثمن غاليًا، مانحًا قبلة الحياة لريال مدريد وأتلتيكو مدريد، قبل ديربيهما معًا، الذى صار أثمن ففيه إغراء تذليل الفارق مع المتصدر الكتالوني.