تتجه الأنظار، غَدًا الجمعة، صوب عاصمة السعوديه الرياض، حيـث تأتي قمه الكرة العربية والمصرية بين الاهلي، بقيادة نجوم كبار يتقدمهم الفلسطيني وسام أبو علي والزمالك بقيادة احمد سيّد زيزو، فى كاس السوبر الأفريقي 2024.
ويعد المارد الأحمر بطل دورى أبطال أفريقيا فى العام الماضي، بينما حَقَّق الزمالـك لقب كاس الكونفيدرالية الأفريقية فى العام نفسه، وهذه هى المرة الثانية التى يتقابلان فى السوبر القاري بعد عَامٌ 1994 عندما فاز الزمالـك بالالقاب بفضل هـدف أيمن منصور القاتل.
الاهلي هو النادي الأكثر تتويجًا بلقب السوبر الأفريقي برصيـد 8 بطولات، ويليه غريمه الزمالـك برصيـد 4 بطولات، وهذه هى المرة الثانية على التوالي التى يُقام فيها اللقـاء فى السعوديه بعد العام الماضي، اثناء انتصر اتحاد الجزائر على المارد الأحمر بنتيجة 1-0.
وسام أبو علي الورقة التى تهدد الزمالـك
فى مباراة الغد تبرز عدة أوراق حاسمة لدى كلا الفريقين، وفي الاهلي سيكون وسام أبو علي هو الورقة الأهم لمارسيل كولر لحسم المباراه، بعد ان قدم المهاجم الفلسطيني مستويات خارقة منذ انضمامه الي النادي فى يناير/ كانون الثانى الماضي.
ورغم أنه خَاض نصف موسـم فقط مع المارد الأحمر، أنهى المهاجم الفلسطيني الدورى المصرى العام الماضي على رأس لائحة الهدافين له بـ18 هـدفًا فى 19 مباراة، وكان حاسمًا لدرجة أنه سجل 18 هـدفًا مـن 24 تسديدة فقط على المرمى.
معنى ذلك ان هناك 6 تسديدات فقط لوسام أبو علي نجح حراس المرمى فى التصدى لها، بدقة تسديد وصلت الي 60%، وهي افضل دقة تسديد فى الدورى المصرى.
ما مصدر خطورة وسام أبو علي؟
أبو علي ليس المهاجم الذى يشارك فى اللعب ويمرر ويستقبل الكرات، لدرجة أنه فى مباراة بلدية المحلة العام الماضي على ستاد القاهره، وهي أول مباراة له فى الدورى المصرى سجل هدفين مـن دون ان يُمرر اى تمريرة صحيحة لزملائه، والتمريرة الوحيدة التى قام بها لم ينجح فيها فى أكثر مـن ساعة مـن اللعب.
يمرر النجـم الفلسطيني فى المتوسط 7 تمريرات فقط لزملائه فى المباراه الواحدة، استنادًا لأرقام العام الماضي فى الدورى المصرى، لكن خطورته تكمن فى حركته وقدرته على مباغتة الدفاعات وتحديدًا قلبي الدفـاع.
فى كرة القدم الحديثة ومع توفر البيانات وانتشارها، يلجأ المهاجمون للعب على المدافع الأقل قوة فى دفاع الخصم، والابتعاد عَنْ المدافع المميز، لكن وسام أبو علي يلجأ لحيلة أخرى، وهي اللعب دائمًا بين قلبي الدفـاع، والوقوف بينهما وجعل كل مدافـع يتساءل عمن ينبغي ان يراقب اللاعب هو أم زميله.
إن لم يحدث هذا الشيء، فوسام أبو علي كَمَا توضح الصور أعلاه يقوم بحركة أخرى تسمى فى كرة القدم (Run in behind)، وهو أنه يبدأ فى ظهر المدافع، ويخترق المساحة بين الثنائي الدفاعي، ويطلب الكرة، فى المساحة مستغلاً سرعته.
بالنظر لخريطة حركة وسام أبو علي ومناطق لمسه الكرة فى الدورى المصرى، سنجد بوضوح أنه يسقط للخلف كثيرًا، ليس مـن اجل المشاركة فى اللعب، بل مـن اجل التحرك بهذا الشكل، وهي ابرز سماته.
وجود ظهيرين هجوميين مثل محمد هاني أو عمر كمال عبد الواحد على اليمين، ويحيى عطية الله على اليسار يفتحان الْمَلْعَبُ، ومع وجود أجنحة مثل حسين الشحات وبيرسي تاو، ووجود اثنين مـن لاعبى الوسـط المساندين (فى المركـز 8) أكرم توفيق وإمام عاشور، يجعل دفاع اى خصم “يتوسع”، ومن هنا تظهر المساحات التى يلجأ وسام أبو علي للتحرك فيها وطلب الكرة.