تقـدم رأفت علي المدير الفنى للوحدات على امتداد اليومين الماضيين، لانتقادات لاذعة مـن جماهير النادي، بعد التعادل الايجابي مع الغريم التقليدي الفيصلي 1-1 فى الجولة الخامسه لبطولة دورى المحترفين الأردني.
وجاءت هذه الانتقادات التى وصلت الي درجة المطالبة برحيله، قبل أيام قليلة مـن موعد مواجهه الشارقة الإماراتي والمقررة يـوم الاول مـن أكتوبر/ تشرين الاول القادم فى ثاني جولاته فى دورى أبطال آسيا 2.
وأصبح رأفت علي تحت ضغوط نفسية كبيرة، فهو تقـدم للانتقادات قبل ذلك لوضعه بهاء فيصل على الدكة، وقبلها لخلافه مع اللاعب محمد أبو رزق “بوغبا”، والذي تمت إعارته فى النهايه لفريق السلط، ليترك انطباعًا سيئًا لدى الجماهير.
ويسلط العمدة نيوز الضوء على مسيرة رأفت علي مع النادي، وهل يستحق فعلاً كل هذه القسوة مـن جماهير طالما تغنت باسمه عندما كان لاعـبًا ولقبته بـ”بيكاسو”؟
تجديد الثقة ببيكاسو
قررت ادارة فريق الوحدات قبل بداية العام الحالي تجديد عـقد المدرب رأفت علي لموسم إضافي، بعد ان كان تولى الهامة فى منتصف العام الماضي، كمحاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه آنذاك، جراء انتكاسات عصفت بفريق كرة القدم على مستوى النتائج والأداء.
وتوج رأفت علي جهوده فى إحراز لقب كاس الأردن، بعد الفـوز فى المباراه النهائيه على الحسين إربد “بطل الدورى” بنتيجة 2-1، ليؤهل الفـوز بالالقاب فريق الوحدات للمشاركة فى دورى أبطال آسيا 2.
وقاد رأفت علي فريق الوحدات فى 4 مباريات ببطولة الدورى، حيـث فاز النادي فى مباراتين على الصريح 4-1 ومعان 2-1، وتعادل مع مغير السرحان والفيصلي 1-1.
وتأتي انتقادات جماهير الوحدات على اعتبار أنها لم تقتنع حتـى الان بمستوى النادي فنيًّا، فضلًا عَنْ استنزافه لـ4 نقاط مـن تعادلين، والتعادلان تحققا بما يسمى بـ”شوط المدربين”، حيـث تقـدم الوحدات امام مغير السرحان والفيصلي بهدف السبق، لكنه فى النهايه خرج متعادلاً.
وفي بطوله الدرع، قاد رأفت علي الوحدات فى مباراتين حتـى الان، ففاز على معان 3-1 وخسر امام الحسين إربد 1-3. بينما فى دورى أبطال آسيا 2، تغلب فريق الوحدات فى أرضه وبين جماهيره على سباهان أصفهان الإيراني بنتيجة 2-1.
ووفقاً لما سبق، فإن رأفت علي قاد الوحدات مع بداية العام الحالي فى 7 مباريات، فاز بـ 4، وتعادل فى اثنتين، وخسر فى واحده. وسجل فريق الوحدات اثناء المباريات الـسبع 14 هـدفًا، واستقبلت شباكه 9 اهداف، مع الإشارة الي ان ثمة خللًا دفاعيًّا واضحًا بالفريق، لم تتم معالجته اثناء مدة الصفقات الصيفية.
غضب مـن جماهير الوحدات بعد التعادل مع الفيصلي
وترى جماهير الوحدات ان رأفت علي أخطأ فى قراءة المباراه الاخيره امام الفيصلي، ولم يتعامل معها بالشكل الصحيح، حيـث تقـدم فريقه بهدف السبق فى الدقيقه 41، لكنه فى الشوط الثانى قام بسحب اللاعب المزعج والأخطر على دفاع الفيصلي مهند سمرين فى الدقيقه 57، وبعدها انكمش اللاعبون فى المناطق الدفاعية وسلموا الْمَلْعَبُ للمنافس، والذي نجح فى الإمساك بزمام المباراه وواصل هجومه الهادر، ليتوِّجه بتسجيل التعادل فى الدقيقه 78، ولو كان هناك المزيد مـن الوقت فى المباراه لربما خرج الفيصلي فائزًا.
هذا المخالفة الذى كان بالإمكان تفاديه، لا يمكن ان يكون ذريعة لجماهير الوحدات للمطالبة برحيل رأفت علي، فعلم التدريب قائم على الاجتهاد، وتارة تنجح الخطة والأسلوب وتارة لا تنجح، لكن الخلاصة ان رأفت لم يخسر امام الفيصلي وهذا شيء جيد، وكذلك فإن الأدوات المتاحة تبدو محدودة، وبخاصة فى اثناء الغياب الغامض للاعب صالح راتب عَنْ قمه الكلاسيكو.
وتدرك جماهير الوحدات ان فريقها يعاني أصلاً مـن محدودية قدرات اللاعبـين، فهم ليسوا مـن نجوم النخبة، وتحديدًا بعد رحيل أنس العوضات ومهند أبو طه ومحمد أبو زريق، لكنها تبدو محقة فى انتقادها المرتبط بنوعية المحترفين الأجانب الذين استقطبهم النادي، فلجنة التعاقدات التى شُكِّلت لهذا الغرض لم تكن موفقة.
وكان الأفضل لرأفت علي ألا يرضى بأي محترف أجنبي بمستوى متواضع، فالفريق يعاني مـن ضعف واضح فى قدراته الهجومية والدفاعية، والمحترفون الأجانب لا يمثلون الحل إلا إذا كانوا على مستوى جيد.
الإخفاق بملف المحترفين.. مسؤولية مشتركة
وفي ضوء ما سبق، يرى عَدَّدَ مـن المتابعين ان جماهير الوحدات تبدو محقة فى جانب انتقاداتها المستمرة للمحترفين الأجانب، وغير محقة فى الجانب الآخر الخاص بطريقة تعامل المدرب مع مباراة الفيصلي.
وينبغي هنا الاتفاق على نقطه واحده، وهي ان تشكيل النادي منذ البداية كان خاطئًا وبحاجة لإعادة نظر، ويالتالي يُسجَّل على مجلس الإدارة ولجنة التعاقدات والمدرب رأفت علي أنهم تأخروا بمعالجة الإخفاق بإدارة ملف المحترفين، وكان يفضل التعامل معه بجدية ومسؤولية أكبر، لانه يصل أو يخفض مـن قدرات النادي الطامح لاستعادة لقب الدورى، بعد ان غاب عَنْ خزائنه فى المواسم الثلاثة الماضية بصورة لم تعتدها جماهير “المارد الأخضر”.