بعد موسـمٍ ماضٍ مليء بالجنون بين الفريقين، كان التوقيت مع المزيد مـن المباريات المجنونة بين فياريال وبرشلونة، كانـت اليـوم بعدما انتصر الأخير بـخمسة اهداف على الغواصات الصفراء فى مباراة مثيرة ومشوقة، حافلة بالتقلبات ومليئة بالفرص الضائعة التى كان مـن الممكن ان تقلب الامور، لكن رجال المدرب هانز فليك حسموا الامور، ثم زاد مـن الغلة ليعوض خسارة موناكو.
وواصل برشلونه على نفس المنوال فى كل المباريات التى يخوضها، نهج هجومي واضح مع تقديم الأولوية للهجوم على حساب التأمين الدفاعي، حتـى وإن كان امام فريق لطالما صنع مشاكل دفاعية كبيرة لمنافسيه كفياريال.
بابلو توري هدية جميلة مـن فليك
لم يفكر فليك فى خيار الدفع بكاسادو وإريك غارسيا الي جوار بعضهما البعض، مع وضع بيدري فى مكان أولمو المصاب، مفضّلًا الدفع بابلو توري منذ البداية، مانحًا إياه الثقة فى مباراة ليست بالسهلة، لكن العائد مـن الإعارة الي جيرونا كان على التوقيت، ليضيف للبارسا ويصنع هـدفًا مهمًّا لروبرت ليفاندوفسكي بفضل تمريرة ممتازة.
لكن بقى لامين يامال هو مصدر الخطورة الأكبر فى الصفوف الكتالونية، مهارات يامال كبيرة جدًّا، لكن المدهش فيه فعلًا هو عقليته ورؤيته وهدوؤه فى الْمَلْعَبُ. يامال هادئ حتـى عندما يتعرض للضربات العنيفة مـن المنافسين، كَمَا ان تفكيره المتواصل لصالح النادي أمر لا غبار عليه، ويُستثنى مـن ذلك اللقطات التى يجد منفذًا لإبراز قدراته، كَمَا فعل مثلًا مع تلك التسديدة المذهلة التى أطلقها لترتطم بالقائم.
كانـت الامور تشير الي ان النقاط فى الجيب، وأن كتيبة المدرب فليك بعد أداء مميز تقـدم به فى النتيجة، قريبة مـن تحقيق فـوزٍ كثير، لكن مـن يعرف تاريخ فياريال ومبارياته مع الكبار كان يعلم ان الامور لم تنتهِ بعد.
فياريال ينتفض
قدمت الغواصات الصفراء نصف ساعة مبهرة ما بين آخر ربع ساعة فى الشوط الاول وأول ربع ساعة فى الشوط الثانى. لم ينتظر النادي ليسجل الهدف الاول حتـى ينتفض، بل آمن بحظوظه وبدأ فى سبر أغوار دفاعات برشلونه التى لا تتمتع بالقوة الكافية مـن الأساس، ليُبدع أليكس باينا ويقدم نيكولاس بيبي واحده مـن افضل مبارياته على الإطلاق.
كان لاعبو فياريال قادرين على التخلص مـن ضغط فريق فليك بمجرد الوصول لنصف الْمَلْعَبُ، ومن ثم وصول الكرة الي اللاعبـين الأكثر مهارة فى الغواصات سواء باريخو أو باينا، أو الي مـن يتحركان بحرية ييريمي بينو ونيكولاس بيبي.
تبلورت عودة فياريال الي المباراه بفعل هـدف جميل بعد تمريرة مـن باينا الي بيبي ضربت مصيدة التسلل، قبل ان يمررها الإيفواري الي أيوزي بيريز الذى وضعها بسهولة فى مرمى تير شتيغن، الذى أنقذ بعد ذلك هـدفًا محققًا بنفس الشكل تقريبًا، لم يكن فيها بيريز الي جوار بيبي فآثر الأخير التصرف وحده لكن انفراده الصريح تدخل معه تير شتيغن بصعوبة، ليمنح جماهير البارسا قبلة الوداع قبل الذهاب الي المستشفى بعد اصابه لا تبدو وأنها تشي بالخير.
لا يوجد تناقض بين أسف وقلق جماهير برشلونه على اصابه تير شتيغن وبين غضبهم مـن مستواه، فهم فى نهاية الامر كانوا يطالبون بحارس جديد وليس ان يجلس شتيغن بديلًا لبينيا.
الحارس البديل لبرشلونة كان بطلًا لإنقاذ فرصة ضوء وابل مـن الفرص التى شنها فياريال على برشلونه فى الشوط الثانى، الذى شهد ربع ساعته الأولى هدفين لأصحاب الأرض ألغيا بفارق تفاصيل صغيرة، وكذلك رأسية مـن القصير بينو اصطدمت بالعارضة، لكن كان واضحًا ان برشلونه يعاني وفياريال قريب جدًّا مـن التسجيل، وأن البارسا لا يعرف كثيرًا عَنْ الدفـاع مع هانز فليك الذى وقف ككثيرٍ مـن مدربي الليغا مـن كل الفرق عاجزين عَنْ إيقاف المد الأصفر فى لا سيراميكا.
هـدف فك الاشتباك ثم سيرك للمتعة
كان ضروريًّا ان يسجل رجال المدرب فليك هـدفًا ثالثًا بعد ان بدا وأن هـدف فياريال قادم لا محالة، ليظهر بابلو تورّي مرة اخري ويرد الهدية لمدربه، ليسدد الكرة فتصطدم بالدافع وتسكن مرمى الغواصات التى حاولت المقاومة رغم صعود النتيجة، لكن غاب الانتباه عنها دَاخِلٌ منطقه الجـزاء.
هنا جاء موعد برشلونه ليجهز على منافسه، فسجل رافينيا هـدفًا رابعًا ليؤكد أنه أصبح علامة صعبة فى التشكيلة الكتالونية التى كان قائدها بعد اصابه شتيغن، ومنحته الشارة المزيد مـن الثقة والسعادة حسبما اعلن بعد المباراه.
لكن لتلغي أثر اى مقاومة للغواصات، كان لابد مـن لمحة بديعة آية فى الدقة والروعة مـن لامين يامال، الذى لعب تمريرة بخارج القدم مـن مسافة بعيدة جدًّا، مُرسلًا رافينيا الي انفراد سجل منه مجددًا، لتسحق كتيبة المدرب فليك المقاومة الصفراء، ويواصل تصدر الليغا بالعلامة الكاملة بعد مباراة لا تعبر نتيجتها عَنْ سيرها، فهي لم تكن مباراة مـن طرف واحد.