قبل موعد المواجهة الجماهيرية الكبيرة بأسبوع وربما أكثر، يزداد الحديث عَنْ كلاسيكو كرة القدم الأردنية الذى يجمع الوحدات والفيصلي وهما الأكثر حَصَدًا للألقاب المحليه والأعلى جماهيرية، وأكثر مـن دعـم على مر التَّارِيخُ صفـوف منتخـب النشامى بالنجوم.
غداً السبت، يستقبل الوحدات منافسه التقليدي الفيصلي على ستاد عمان الدولى فى الجولة الخامسه مـن بطوله الدورى الأردني للمحترفين، وهي قمه تطل بحسابات جديدة لكل منهما، فالخسارة فى تقاليد جماهيرهما مرفوضة، سواء كان هناك أمل فى المنافسة على البطولة أو لم يكن، فهي فى نظرهما مباراة بحجم بطوله خاصة.
وتوصف عادة مواجهه الوحدات والفيصلي بقمة الهرم والاهتمام، فالجماهير تعيش حالة مـن القلق والترقب قبل أيام مـن موعد بدء اللقـاء، والاهتمام بتفاصيل وتبعيات القمة الكروية يكون قبل وأثناء وبعد هذا التحدي المشوّق، وباختصار: الأردن لا ينام فى ليلة الكلاسيكو، فالجميع ينتظر بفارغ الصبر بداية صافرة البداية.
ويخوض الناديان المواجهة وهما ليسا بأفضل أحوالهما الفنية، حيـث جردهما الاحتراف الخارجي ونادي الحسين إربد مـن معظم نجومهما المؤثرة، لكن عند موعد القمة يتغير كل شيء، فيغيب المنطق، وتحضر المفاجآت، فليس شرطًا ان يفوز الأفضل أو يخسر الأسوأ، وهي قمه تقوم على حسابات معقدةً مقرونة بالندية والإثارة.
ويدخل الوحدات المواجهة وهو فى المركـز الثانى برصيـد 7 نقاط جمعها مـن 3 لقاءات، حيـث يمتلك لقاء مؤجلاً، بينما يعتلي الصدارة الاهلي برصيـد 13 نقطه مـن 5 لقاءات، بينما يستقر الفيصلي رابعًا بـ 6 نقاط مـن “4” لقاءات.
الوحدات والفيصلي.. الفـوز أو تسليم الراية بالنسبة للزعيم
تشكل مواجهه الغد هاجسًا كثيرًا لمنظومة فريق الفيصلي بإدارته وجهازه الفنى ولاعبيه وجماهيره، فالفريق يبحث عَنْ تعويض ما فاته مـن نقاط بعد بداية غير ملبية للطموحات، حيـث حَصَد النادي 6 نقاط فى 4 لقاءات واستنزف ايضا 6 نقاط.
واستنزاف فريق الفيصلي لـ 6 نقاط فى بداية مشواره بالالقاب الأهم وهو الطامح باستعادة البطولة، يعد أمرًا قاسيًا بالنسبة إليه، وعليه فإنه سيبذل كل جهد ممكن فى سبيل اعلن النقاط الثلاث بهدف العودة للمسار الصحيح والبقاء فى أجواء المنافسة على البطولة.
ويدرك الفيصلي ان تعادله ربما لا يكون ملبيًّا للطموح، لكنه يعد أقل وطأة مـن الخسارة، لكن فى حال خسر وانتصر الوحدات، فإن الفوارق بينه وبين المرشحين للمنافسة على البطولة ستتوسع بشكل كثير، ومن هنا تكمن اهميه اللقـاء بين الوحدات والفيصلي بالنسبة للزعيم.
ويبدو حافز الفيصلي الانتصار أكبر مـن منافسه، لانه لا مجال أمامه لخسارة المزيد مـن النقاط، وبالتالي مصالحة جماهيره الغاضبة تكون سريعة وأسهل فى حال الفـوز على منافسه التقليدي “المارد الأخضر”.
وكان الفيصلي استهل مشواره فى بطوله الدورى بالتعادل مع معان 0-0 والسلط 1-1، وانتصر على شباب الأردن 3-2 ثم تعـادل مع الاهلي 1-1.
وقاد الفيصلي فى أول لقاءين المدرب احمد هايل، وفي اللقـاء الثالث قاده بشكل مؤقت مؤيد أبو كشك، وفي اللقـاء الرابع قاده المدير الفنى الجديـد السوري رأفت محمد.
وأكد رأفت محمد مدير فني الفيصلي فى تصريحـات صحفية بعد التعادل مؤخرًا مع الاهلي، أنه سيعمل بكل جهد لإعادة النادي للمسار الصحيح، وهو يدرك فى قرارة نفسه ان الخسارة امام الوحدات غَدًا السبت قد تسرّع فى رحيله.
الوحدات يستعيد الثقة ويحذر مـن سابقة تاريخية
رغم ان الوحدات استنزف نقطتين فى 3 لقاءات، حيـث فرط بفوز بمتناول اليد امام مغير السرحان فخرج أمامه فى النهايه متعادلاً، إلا ان الرصيد النقطي لديه يعد افضل مـن منافسه الفيصلي، وبخاصة أنه لا يزال يمتلك لقاءً مؤجلاً مـن الجولة الرابعة، بسـبب مشاركته فى دورى أبطال آسيا 2.
ولم يكن الوحدات مقنعًا مـن الناحية الفنية فى بطوله الدورى، بل إن بعض جماهير الوحدات طالبت بضرورة الإسراع فى تسريح المدير الفنى رأفت علي، وبخاصة بعد التعادل القاتل امام مغير السرحان.
والتقط فريق الوحدات شيئًا مـن الأنفاس، وتجرع ثقة كان أحوج ما يكون اليها قبل موعد الكلاسيكو، عندما استهل مشواره فى دورى أبطال آسيا 2 بتحقيق فـوز على سباهان أصفهان الإيراني 2-1.
فـوز الوحدات على سباهان سيكون له مردود إيجابي على أداء ومعنويات النادي والجهاز الفنى فى مواجهه الغد، وهو لن يرضى بديلاً عَنْ الفـوز، لأن الخسارة امام المنافس التقليدي قد تبعثر الأوراق وتفقد النادي ثقة الجماهير.
فى مواجهه الوحدات والفيصلي يتسلح “المارد الأخضر” بجماهيره، فالمباراة تلعب بملعبه وسيتحصل على ما نسبته 75% مـن مدرجات الْمَلْعَبُ، والبقية ستذهب لمنافسه الفيصلي.
ويوقن الوحدات ان فوزه على الفيصلي سبيله الوحيد للمضي قدمًا نحو المنافسة على البطولة، وبخاصة أنه عجز عَنْ استعادة لقب الدورى لثلاثة مواسم متتالية، ولن ترضى جماهيره بغياب هذا البطولة الغالي لموسم رابع، قد يكون أشبه بسابقة تاريخية فى مسيرته منذ تطبيق عصر الاحتراف.
ويخطط الوحدات الانتصار على الفيصلي وفي لقائه المؤجل، لانه لو فعل ذلك سيتساوى بالرصيد ويشارك الاهلي قمة الترتيب.
فـوز وحيد يفصل بين الوحدات والفيصلي
تعد مباراة غد السبت المواجهة رقم 94 التى ستجمع قطبي الكرة الأردنية الوحدات والفيصلي على امتداد بطوله الدورى الأردني، الذى انطلق أول مرة عَامٌ 1944.
وبالعودة الي التَّارِيخُ، فإن الوحدات لا يزال يتفوق بعدد الانتصارات على منافسه، حيـث فاز فى 34 مباراة مقابل 33 مباراة، وتعادلا 26 مرة.
ومن هنا، فإن الوحدات يحاول الانتصار فى مواجهه الغد لتوسيع فارق عَدَّدَ الانتصارات، بينما يسعي الفيصلي لتحقيق الفـوز لمعادلة رقم منافسه، وهذه الحسابات ستخلق حافزًا آخر للقطبين، عمليات بحثًا عَنْ انتصار جديد.