سجل ممثلو الكرة القطرية الأربعة ظهورًا قاريًّا محتشمًا، أثار المزيد مـن القلق فى الشارع الكروي المحلي حول إمكانية الوجود الفاعل فى الأدوار المتقدمة للمنافسات الآسيوية، بعد غياب عَنْ مشهد التتويج منذ العام 2011، عندما توج السد بلقبه الثانى فى دورى أبطال آسيا.
وربما يكون السد الوحيد الذى استطاع ان يحقق نتيجه إيجابية مـن بين ممثلي الكرة القطرية بعدما تعـادل مع العين الإماراتي خارج الديار بهدف لمثله فى بداية النسخه الجديدة مـن دورى أبطال آسيا للنخبة، فى وقت سقط فيه الغرافة امام الاستقلال الإيراني فى طهران بثلاثية نظيفة فى ذات بطوله النخبة، بينما لم يكن الريان أحسن حالًا وهو يخسر على أرضه باستاد احمد بن علي امام الهلال السعودي بثلاثة اهداف لهدف، اما الوكرة فقد قدم مستوى متواضعًا جدًّا امام تراكتور الإيراني وخسر هو الآخر بثلاثية نظيفة فى بداية مشوار دورى أبطال آسيا 2.
موقع العمدة نيوز يضع بين يدي المتابعين ما قدمه ممثلو الكرة القطرية فى مختلف المنافسات القارية عبر بطولتي دورى أبطال آسيا للنخبة، وبطولة دورى أبطال آسيا 2.
السد.. الأفضل بين ممثلي الكرة القطرية
رغم ان منسوب التفاؤل كان الأقل، قبيل رحلة السد الي مدينة العين الإماراتية، لكن “الزعيم” أثبت أنه يمتلك شخصية طالما تفرد بها عَنْ كل ممثلي الكرة القطرية تجعله قادرًا على فرض واقع مغاير امام منافسه مهما ثقل وزنه، ذلك ان النادي السداوي استطاع ان يضع الظهور المحلي غير المقنع امام أم صلال جانبًا، ويستعيد الهيبة امام حامل لقب النسخه الاخيره مـن دورى أبطال آسيا، خصوصًا فى الشوط الاول الذى قدم فيه مستوى راقيًا وسجل تقـدمًا مستحقًّا.
واذا كان جل المراقبين والمتابعين قد أشادوا بالأداء الكبير الذى قدمه السد فى الشوط الاول امام حشود جماهير العين، بجرأة كبيرة منحته التفوق لعبًا ونتيجة، لكنّ ثمة إجماعًا على ان المدرب الإسباني فليكيس سانشيز لم يدر الشوط الثانى بذات الْجَوْدَةُ، بعدما اختار المبالغة فى التراجع والتخلي عَنْ فعالية التحولات بالزيادة العددية فى البناء، الامر الذى منح العين أفضلية وأسبقية معنوية، أعانته على التعادل ووضعت السد امام خطر خسارة المباراه التى باتت تُلعب على تفاصيل صغيرة.
تلك الجزئية المتعلقة بالتعامل مع تفاصيل الشوط الثانى، لا يمكن ان تحجب مجمل الصُّورَةُ التى قدمها النادي السداوي، والتي تعكس الشخصية الكبيرة التى يملكها “عيال الذيب”، والتي قد تشكل فارقًا، خصوصًا عند مواجهه منافسين مـن العيار الثقيل على غرار الهلال والنصر السعوديين المرشحين فوق العادة للمنافسة على البطولة، مـن دون استثناء الحظوظ الوافرة للسد فى ان يكون رقمًا صعبًا.
الغرافة.. فوارق فنية لم يوظفها المحترفون
أكدت الصُّورَةُ المتواضعة التى ظهر عليها فريق مثل الغرافة امام الاستقلال الإيراني، كأحد ممثلي الكرة القطرية ، ان الفوارق الفنية لا يمكن ان يستغلها بعض اللاعبـين المحترفين مـن الأنتقالات الجديدة التى كان يجب ان تقـدم الإضافة، ما يثير فعلًا حالة مـن القلق حول مستقبل الغرافة التنافسي فى البطولة، والحديث هنا عَنْ شكوك حول إمكانية ان يفرض الفهود (بمثل هذا المستوى) وجودهم بين الفرق الثمانية التى قد تبلغ الدور الثانى مـن المنافسة، خصوصًا فى اثناء لقاءات قوية تترقب النادي، سواء على أرضه أو خارجها، لاسيما إذا ما أبقى اللاعبون المحترفون على ذات الصُّورَةُ المتواضعة التى قدموها فى بداية المشوار، مع الوضع فى الاعتبار ان التغيير يبقى ورادًا، فى اثناء تفكير الاتحاد القاري لكرة القدم بتوفير مساحة استبدال قد تعوض الإسباني رودريغو موروينو الذى تقـدم لإصابة ستبعده عَنْ الملاعب مدة تزيد عَنْ ثلاثة اشهر، وفق إعلان رَسْمِيٌّ مـن ادارة الغرافة.
المطلوب سيكون الظهور المغاير فى قادم الجولات، خصوصًا فى المواجهة القادمة امام العين هنا فى الدوحة، وهي المباراه التى ستكون مفصلية سواءً مـن ناحية الحكـم على إمكانية عبور الدور الاول أو اللهث وراء الوجود بين الفرق الثمانية الأولى مـن أصل 12، فى قادم الأيام، ليس مـن ناحية الحظوظ التى ستبقى قائمة، لكن التفريط بالنقاط على الأرض قد يكفي للتأكيد على صعوبة عملية الفهود فى المنافسة، مع الوضع فى الاعتبار ان الصُّورَةُ التى ظهر عليها العين تؤكد بأنه خصم لا يمكن الاستهانة به، ما يشير الي ان الغرافة مطالب بتقديم افضل مستوى ممكن.
الريان.. تناقض بين إشارات سلبية وأخرى إيجابية
الصُّورَةُ التى ظهر عليها الريان أحد ممثلي الكرة القطرية فى الالقاب الآسيوية بدت محيرة، فالعرض الذى قدمه امام الهلال حمل إشارات إيجابية وأخرى سلبية، فى تناقض يقدم ضبابية حول إمكانية الحكـم على مستقبل النادي التنافسي فى البطولة الكبيرة.
الاستهلال الذى بدا عليه الريان المباراه امام منافس شرس، أعلن ان النادي يمتلك المزيد مـن الثقة التى ولدت مـن رحم مقومات فنية، جعلته قادرًا على إحراج الهلال المرشح فوق العادة للمنافسة على البطولة القاري بجملة مـن الفرص والتهديدات التى استوجبت استحضار خبرة الحارس المغربى ياسين بونو، مـن اجل تدارك تأخر كان وشيكًا على مستوى النتيجة، وتلك إشارة إيجابية، بيد ان الطريقة فى التعامل مع إنهاء الفرص التى سنحت للفريق، تشير الي سلبية قد تسبب مشاكل مستقبلية فى القدرة على اعلن المباريات التى تُلعب على جزئيات صغيرة، فصناعة الفرص فى مثل مسابقه كهذه سيكون أمرًا صعبًا، ما يجعل الاستثمار فى أنصاف تلك الفرص ضرورة ملحة مـن اجل الخروج بالنتائج الإيجابية.
وثمة سلبية أخرى ترتبط بالطريقة التى تأخر فيها النادي على مستوى النتيجة، حيـث سذاجة الأخطاء الدفاعية التى ارتبكها الخط الخلفي، خصوصًا وأن الهلال سجل فى الشوط الاول ثلاثة اهداف مـن ثلاث فرص، يؤكد بأن الأداء الذى قدمه الريان فى النصف الاول مـن المباراه كان عالي الْجَوْدَةُ، لكنه منقوص مـن تركيز بعض المدافعين.
وربما يكون مـن سوء طالع الريان ان البرمجة أجبرته على ان يكون الاستهلال صعبًا للغاية، فبعد مواجهه الهلال القوي، سيكون امام مواجهه فريق آخر مـن العيار الثقيل، وهو النصر وفي الرياض.
الوكرة.. دفع ثمن مخالفات دفاعية كارثية
الخسارة التى تكبدها الوكرة رابع ممثلي الكرة القطرية امام تراكتور الإيراني فى الدوحة، كان عنوانها مخالفات دفاعية كارثية، سببت تلك الخسارة التى لا تبدو مستحقة، فبلغة الملاكمة (الفن النبيل) يمكن القول إن الوكرة كان افضل مـن اثناء السيطرة والفرص، لكنه قدم ثلاث هدايا لمنافسه فى الشوط الاول ساهمت فى قبول الأهداف الثلاثة.
وحتى نسمي الامور بمسمياتها، فإن عبد الكريم حسن مسؤول عَنْ هـدف السبق لتراكتور، بعدما قدم تمريرة حاسمة للمهاجم الكرواتي توميسلاف، بينما كان القائد لوكاس مينديز مسؤولًا عَنْ نقطه التنظيم فى الهدف الثانى الذى سجله مهدي تارمي، بينما إن الهدف الثالث كان هدية بتمريرة مـن نبيل عرفان للمهاجم الإيراني حسين زاده.
عمومًا الوكرة ربما يكون قادرًا على التدارك فى مجموعه تبدو فى المتناول فى قادم المشوار، شريطة عدم تكرار الأخطاء الساذجة التى ارتكبها خطه الخلفي، الي جانب العمل على زيادة الفعالية الهجومية لاستثمار الفرص التى سنحت للاعبيه خصوصًا فى الشوط الثانى، مع التأكيد على ان المشكلة كانـت ذهنية فى اثناء التأخر بثلاثية فى الشوط الاول.