اقتسم مانشستر سيتي مع إنتر ميلان نقاط المباراه التى جمعتهما على ستاد الاتحاد، سهرة الأربعاء، بعد تعادلهما سلبيًا فى الجولة الأولى مـن دور المجموعات لمسابقة دورى أبطال أوروبا.
وأصبح فى رصيد طرفي نهائى دورى الأبطال 2023 نقطه واحده لكلٍ منهما، بعدما عجزا عَنْ هز الشباك فى مباراة شابها الحذر فى بعض أطوارها.
السيتي يسعي مـن الأطراف ولكن..!
حاول مانشستر سيتي محاصرة إنتر ميلان، وهو أمر لم يكن ليزعج السيتي أو حتـى النيراتزوري الذى فرض كثافة عددية كبيرة حول منطقه جزائه مستفيدًا مـن خطة لعبه التى تتيح له استخدام ثمانية لاعبين فى الدفـاع على الأقل، منهم خمسةٌ متمرسونٌ فى هذا الامر.
وجود خط دفاع خماسي كان يصعب على الأطراف التعامل معه إلّا بينما ندر، واستكشاف الثغرات خلف الأطراف المعروفة عَنْ خطة 5-3-2 هى فى الأصل عندما يكون النادي صاحب الخطة فى وضعية هجومية، لكن عندما يتراجع الظهيران الجناحان الي الخلف؛ تصير الامور صعبةً، خاصةً عندما يجد أطراف السيتي لاعبين أو ثلاثة فى انتظارهما فى كل مرة تصل الكرة على الطرفين.
فقط عندما يلعـب السيتي بشكل سريع ولا يدوّر الكرة بشكل روتيني بل يتخطى عدة لاعبين فى التمريرة العرضية كان موقف جناح امام مدافعين يتم التخلص منه، ووقتها تمكّن سافينيو مـن الهروب فى لقطتين مستفيدًا مـن إمكانياته الكبيرة فى مواقف “رجل لرجل”.
مرتدات مؤثرة للاعبي إنتر
على الجانب الآخر، كان إنتر يضرب بقوة فى المرتدات. النادي استغل قوة مهاجميه تورام وطارمي البدنية لاستقبال الكرات وانتظار صعود باريلا وزيلينسكي اللذين كانا يقومان بالمشوار مـن البداية أصلًا ومن ثم يأتي وقت استخدام دارميان الذى أضاع فرصة لا تضيع فى الشوط الثانى وكذلك أغوستو فى الجانب الآخر.
لو كان النادي الإيطالي أكثر تركيزًا لسجل فى مرمى السيتي، ففي أكثر مـن لقطة كان لاعبوه يتخذون القرار الخاطئ فى التمريرة قبل الاخيره كَمَا كان الحال مثلًا مع مهدي طارمي عندما كان عليه ان يسدد مباشرةً فإذا به يمرر الي تورام فى نفس موقفه تقريبًا؛ لكن مع فارق جوهري هو ان طارمي كان سيسدد باليمنى لكن زميله الفرنسي كان عليه ان يسدد باليسرى، وبصفة عامة كان هناك شعور عَامٌ بخطورة الإنتر وقدرته على ان يكون ندًا لا تُؤمَن عقباه امام السيتي.
تبديل خاطئ مـن غوارديولا
الشوط الثانى بدأ بتبديلين مـن جانب بيب غوارديولا، أحدهما اضطراري بخروج كيفين دي بروين وإشراك فيل فودين والثاني كان بخروج سافينيو وإشراك إيلكاي غوندوغان.
لا أحد يقول إن سافينيو كان جيدًا فى الشوط الاول، لكن الدولى البرازيلي كان اللاعب الوحيد الذى سيفيد السيتي إن عمل النادي السماوي بقوة كبرى على إيصال الكرة إليه فى موقف واحد لواحد. قد يكون برناردو سيلفا افضل مـن سافينيو فى المزيد مـن الامور، لكنه حتمًا ليس افضل منه فى موقف الواحد على واحد لذلك انتهى اى أمل فى هذه الجبهة، بل إن إنتر لم يعد يلقي بالًا كثيرًا لذهاب الكرة الي تلك الجبهة وبات يكتفي بأغوستو وحده لمواجهة بيرناردو وهو ما أفقد السيتي سلاحًا جديدًا.
ما لم نذكره فى فقرة أطراف السيتي آنفًا قد تعمدنا تأجيله، وهو ان النادي عندما كان يجد تلك الكثافة للنيراتزوري على الطرف لمواجهة جناحه، كان النادي يلجأ الي تحركات ذكية مـن ريكو لويس وكيفين دي بروين فى أنصاف المسافات بين ظهير جناح إنتر وقلب الدفـاع خلفه، لكن مع خروج سافينيو، لم تعد تلك الثغرة حاضرة فى دفاع الإنتر سواء على اليمين عند بيرناردو، وكذلك لم تكن بهذا الوضوح؛ رغم جودة جاك غريليش كجناح مميز، فهو لا يتمتع بسرعة مباغتة للخصوم، والتي حدثت فى مرة وحيدة بعد تمريرات استثنائية خارقة الدقة بين غريليش وغوندوغان لتصل الي فودين الذى سدد بيمناه فى جسد الحارس سومر لتضيع أخطر فرص السيتي.
قد فقد السيتي سلاحًا مهمًا وهو التمريرات الي دَاخِلٌ طرفي منطقه الجـزاء، ومن ثم لم يعد وجود فودين وغوندوغان مؤثرًا بشكل كثير إذ افتقدوا نفس الثغرات فى هذه المنطقة وإن قلّت.
ركود حتـى النهايه
المباراه مالت نحو الركود فى النصف الثانى مـن الشوط الثانى. فقط كانـت أشبه بصخرة تُقذف على صفحة الماء فتحرك المياه الراكدة وهو ما حدث فى فرصة خطيرة أضاعها هنريك مخيتاريان أو فى عدة رأسيات لاحت للاعبي وسـط السيتي المندفعين الي دَاخِلٌ منطقه الجـزاء بعد ما يأسوا مـن الاختراق الأرضي، ليحاولوا تكرار اللقطة الوحيدة التى أتيحت لهالاند طوال المباراه بشكل رأسيته فى الشوط الاول.
وكذلك حاول لاعبو السيتي التسديد مـن الخارج؛ لكن يان سومر حارس إنتر حافظ على شباكه، لتنتهي المباراه بالتعادل السلبى، ربما تكون المباراه دافعًا للتساؤل عمّا إذا كان المجهود الكبير الذى بُذِل يستحق، فى اثناء تقارب المستوى، وهو الامر الذى استهلك الفريقين رغم أنه مـن الممكن توفير نفس المجهود لمباريات أقل فى المتناول، ومن ثم عدم خسارة اللاعبـين كَمَا حدث مع دي بروين الذى خرج، وقد يفتقد فريقه لخدماته فى قمه البريميرليغ القادمة امام أرسنال.