تعـادل الشرطة العراقي مع نَظِيرِه النصر السعودي بهدفٍ فى كل مجموعه فى افتتاح مباريات الفريقين فى دورى أبطال آسيا للنخبة وذلك فى المباراه التى جرت على ستاد كربلاء الوطني.
نظرًا لغياب كريستيانو رونالدو كان المدير الفنى للنصر لويس كاسترو يقوم بإعادة ترتيـب لتشكيلته الهجومية ليشرك تاليسكا فى قلب الهجوم مع نقل ساديو ماني مـن اليسار الي اليمين، ومن ثم كان عبد الرحمن غريب يغتنم الفرصة ليلعب فى الجانب الأيسر.
المثير ان ماني شكل ثنائية جيدة مع الظهير الأيمن سلطان الغنام، لينجح النجـم السنغالي فى استغلال تركيز احمد يحيى على مراقبته أكثر مـن مراقبة منطقته ليقوم بسحب يحيى الي الخارج مفسحًا مجالًا كثيرًا لمرور الغنام الي دَاخِلٌ منطقه الجـزاء دون عودة لفهد يوسف معه لينطلق الغنام ويتسلم تمريرة رائعة مـن أوتافيو محرزًا الهدف الاول للنصر.
والحقيقة أنها ليست إسهامة الغنام الهجومية الأولى مع فريقه، فهو ثالث أعلى لاعبى الدورى السعودي هذا العام صناعةً للفرص حتـى الان.
بعد الهدف أُغلقت هذه الثغرة بشكل كثير مـن جانب الشرطة بعدما أصبح يحيى مُلزمًا بالبقاء قريبًا مـن قلب الدفـاع مع إلزام حسين علي أو فهد يوسف بالتراجع عند صعود الغنام، لكن مع الوقت وظهور انتفاء فائدة الطرق المستمر مـن جانب النصر والتحفز الواضح والحماسة مـن يحيى تجاه ماني، نقل كاسترو لاعبه ماني الي الجانب الأيسر.
تمريرات قصيرة للشرطة ثم القُطرية المفاجئة
فى المقابل كان لاعبو الشرطة العراقي هادئين سواء قبل تَسْجِيلٌ الهدف النصراوي أو بعده، فكان الصبر سلاحهم والتمريرات القصيرة وسيلتهم لتحقيق ما يريدون.
لم ينجح النصر السعودي فى انتزاع الكرة سريعًا مـن أصحاب الأرض، بل حتـى مع صعود نسق الضغط الي الأمام لم تكن هناك مشكلة كبيرة للحارس احمد باسل فى التمرير بشكل ممتاز وإيجاد مخرج لضرب اى ضغط عالٍ.
لعل هناك استثناءات قليلة؛ أخطرها لقطتان تم فيهما التمرير بشكل خاطئ فى منتصف ستاد الشرطة لتصل الكرة الي تاليسكا، واحده خارج منطقه الجـزاء تأخّر حارس القيثارة كثيرًا فى التصرف بها، والثانية بالشوط الثانى دَاخِلٌ منطقه الجـزاء سددها لاعـب النصر؛ لكن “الباسل” أخرجها ببراعة.
بينما عدا ذلك، كان الشرطة مثيرًا للإعجاب برباطة جأش فهد يوسف وفيصل جاسم وحسين علي فى اثناء التمرير فى المساحات الضيقة ومحاولة إيجاد مهرب للتمريرة الأكثر مباشرةً.
وكما توقعنا هنا فى “العمدة نيوز” فى تحليل لاحق كان سالم النجدي ثغرةً مجددًا لفريق النصر السعودي كَمَا حدث امام الاهلي ورياض محرز، وذلك بعدما لُعبت تمريرة قُطرية فشل النجدي فى التفاهم فيها مع زملائه ليستغل الشرطة العراقي هذه الهفوة، ويسجل محمد داوود هـدف أصحاب الأرض.
الثغرة تكررت فى أكثر مـن مرة، أبرزها تلك التى احتسب فيها الحكـم الكويتي ركلة جـزاء لصالح الشرطة بعد تدخل مـن سيماكان فى وجه المواس؛ لكن الفار أعاده الي خارج منطقه الجـزاء ليشير الي ركلة حرة، كون المخالفة حدث مـن الخارج، متجاهلًا إمكانية استكماله دَاخِلٌ المنطقة.
بعد تلك اللقطة، ظهر الشرطة افضل وأكثر ثقةً، وسيطر على المتبقي مـن الشوط لينسى لاعبوه معاناتهم البدنية كونها مباراتهم الأولى هذا العام.
النصر السعودي يتفوق فى الشوط الثانى
لكن عضلاتهم لم تنسَ ذلك حتـى النهايه، فالنصر ضغط بقوة فى الشوط الثانى وبات الأكثر سيطرةً وخطورةً، وتمكن أوتافيو مـن التسلم فى مناطق أكثر عمقًا، خاصة مع اشتراك عبد الله الخيبري الذى كان “النافعة” بعد “ضارة” اصابه بروزوفيتش، فالخيبري كان قادرًا على التعامل مع إيقاع المباراه البطيء بشكل جيد وفرض نوع مـن التنظيم بشكل أكبر دَاخِلٌ التشكيلة النصراوية.
ومع ازدياد الضغط النصراوي وحلول التعب وظهور الثغرات، كان المدرب احمد صلاح يجري تغييرًا ملحًا جدًا بإشراك لوكاس إسكريدينها على الرواق الأيسر ليحول احمد يحيى لقلب دفاع ثالث فى الحالة الدفاعية وهي كانـت محاولة جيدة لإغلاق المنافذ بدفاعٍ شبه خماسي؛ لكنها كانـت بمثابة إعلان واضح مـن الشرطة بقبوله دور ردة الفعل.
لكن ردة الفعل لم تظهر مـن جانب أصحاب الأرض رغم اشتراك مهند علي فى خط الهجوم، فالتمريرات شابها انعدام الدقة، ليزداد حصار النصر السعودي عبر لاعبيه الذين وجدوا منفذًا لإرسال عرضياتهم رغم كثافة الدفـاع الخماسي وذلك بإرسالها مـن بقع أبعد ومبكرة، لتتحول الي كرات شبه قطرية تحمل رائحة الخطورة لكن دون شيء يُذكر على الأرض، إذ لم يكن تاليسكا كافيًا فى عمق الهجوم، وربما بوجود كريستيانو رونالدو كانـت الامور لتختلف مع كل هذه العرضيات دون صاحب.
المشكلة الأوضح لفريق النصر السعودي فى هذا الشوط كانـت بانتظار اللاعبـين الكرة للتحرك، وليس التحرك المستمر منهم دون كرة، ربما أوتافيو كان الاستثناء فهو كان افضل لاعبى فريقه؛ بيد ان يدًا واحده مـن المستحيل ان تصفق، لينتهي اللقـاء على وقع تعـادل شِبه عادلٍ بين الفريقين.