واصل برشلونه تحقيق الْعَلَّامَة الْكَامِلَة، وذلك بعدما حَقَّق انتصاره الخامس مـن خمس مباريات خاضها فى الدورى الإسباني، آخرها فوزه، الأحد، على مضيفه جيرونا بأربعة اهداف مقابل هـدف.
البارسا قدم عرضًا مميزًا وانتقم بتلك النتيجة مـن هزيمته فى العام امام جاره الكتالوني ذهابًا عودةًا بنفس النتيجة أربعة اهداف مقابل هدفين ليستمر البلوغرانا فى الصدارة بخمس عشرة نقطه بفارق أربع نقاط عَنْ أقرب مطارديه ريال مدريد.
ضغط كثير وترس فاسد
عمد برشلونه الي الضغط على منافسه مـن اثناء إغلاق منافذ التمرير امام لاعبى جيرونا وتقليل حلول الخروج بالكرة امام النادي المتخصص فى هذا الامر حتـى وإن فقد بعض عناصره الهامة التى رحلت هذا الصيف.
ضغط البلوغرانا كان منظمًا ومحكمًا لكن جيرونا تعرَّض لهذه الامور جاء الى وتمكن مـن التخلص منها بل ومعاقبة مـن يسعي ضغطه فى مناطقه أحيانًا، لكن آلة الخروج بالكرة فى النادي الكتالوني الصغير كانـت تحمل عطبًا بها، إذ كان هناك ترسٌ فاسد هو قلب الدفـاع دافيد لوبيز.
وكان لوبيز قد ســاهم فى غالبية العام الماضي لكنه كان دائمًا أقل لاعبى الخط الخلفي الخروج بالكرة، فدالي بليند متمرس فى هذا الصدد وكذلك إريك غارسيا الذى عاد الي برشلونه بينما حدِّث ولا حرج عَنْ ظهيري النادي آنذاك يان كوتو وميغيل غوتييريز.
لذلك حالما أغلق برشلونه خيارات التمرير، ظهر التلعثم واضحًا على لوبيز وتأخر كثيرًا فى التخلص مـن الكرة ليلتقطها لامين يامال الذى عرف كيف يلمس الكرة دون خطأ ليدفع جيرونا الثمن غاليًا.
قبلها كان البارسا يصنع الهجمات بشكل جيد لكن المباراه اختلفت بعد ذلك الهدف فالضيوف أصبحوا أشد ثقة، بينما بات جيرونا أكثر فوضوية عَنْ بداية المباراه قبل ان يعزز برشلونه تقدمه مـن ركلة ثابتة أخطأ الدفـاع فى إخراجها لتصل لامين يامال والباقي تعرفونه جيدًا، فقدرات جناح البارسا الفذة كانـت جلية فى الشوط الاول وجودته أمر لا يمكنه ارتكاب مثل هذه الأخطاء أمامها.
ركلة جـزاء وإلغاء غريب
فى الوقت الذى بدا وأن جيرونا قد اعتاد المشهد، إذا بالفريق ينشط بوضوح فى الدقائق العشرة الاخيره ليبدأ فى استعادة الزخم عبر محاولاته لاختراق الجبهة اليسرى بواسطة دانجوما ومن خلفه ميغيل غوتييريز.
بعد عدة محاولات كان المشهد يزداد تحسنًا لأصحاب الأرض ليضيع بريان جيل فرصة خطيرة بعد التقاطه لعرضية مـن الجانب الأيسر بقدمه؛ لكنه سدد فى المكان الوحيد الذى يقف فيه تير شتيغن قبل ان تُرسَل عرضية أخرى مـن نفس الجبهة ليحتسب الحكـم ركلة جـزاء على برشلونه إثر لمسة يد على إينيغو مارتينيز كانـت تنذر بعودة جيرونا الي أجواء المباراه واستعادة ذكريات مباراة الدور الثانى التى حوّل فيها جيرونا تأخره الي الفـوز بالأربعة.
غرابة إلغاء ركلة الجـزاء ليست فى الإلغاء نفسه، رغم أنه قبل اسبوعين فقط احتسب حكـم مباراة سيلتا فيغو وفالنسيا ركلة جـزاء مشابهة على الخفافيش بعد ان لمست يد دورو مدافـع فالنسيا مـن كرة جاءت مـن رأس زميله بنفس طريقة لقطة اليـوم بين بالدي ومارتينيز.
لكن الغرابة هى فى التأخر المفرط فى عودة تير شتيغن الي مرماه وسـط معارضة الحكـم الذى كان بالفعل قد أشار الي تأكيد الركلة، ومع طول المدة المستغرقة قبل تنفيذ ركلة الجـزاء، عمد الحكـم مشيرًا بالعودة الي تقنية “الفار” التى سبق لها تأكيد اللعبة، لكنها تراجعت وألغت قرارها؛ لتضيع على جيرونا فرصة تذليل الفارق.
اضرب مـن العمق يا برشلونه!
كان غريبًا فى الشوط الاول ان نرى عودة هانز فليك مرة اخري الي خياره الأصلي بإرسال داني أولمو الي اليسار ووضع رافينيا فى العمق، رغم ان العكس صنع فارقًا مهمًا فى المباريات السابقة.
لعل ما دفع بفليك الي هذا الامر هو امتلاكه بالدي بنزعته الهجومية، وصعوده على الخط يعني إفساح المجال له بشكل افضل مـن جانب أولمو أكثر مـن رافينيا وهو محاولة لاستنباط سبب هذا الامر.
على كلٍّ، فإن دخول أولمو الي العمق مرة اخري ساعده فى الركض فى المنطقة العمياء لدفاعات جيرونا واستغلال بطء جديد لدافيد لوبيز ومحاولة سينمائية على طريقة تير شتيغن مـن جانب الحارس غازانيغا للتصدي لتسديدة صفقة برشلونه الكبيرة هذا الصيف ليرسلها قوية فى المرمى معلنًا نهايةً عمليةً للمباراة.
ضرُب العمق تكرّر مرة اخري مـن جانب لاعـبٍ أصبح أكثر نشاطًا على مستوى الدخول لمنطقة الجـزاء مقارنةً بالماضي بعدما تسلل بيدري الي عمق الدفاعات وتحديدًا خلف الترس الفاسد دافيد لوبيز مرة اخري ليتلقى تمريرة ساحرة مـن كاسادو ويسجل هـدفًا جديدًا له هذا العام كَمَا فعل قبل التوقف الدولى.
فكرة مثيرة للاهتمام.. جيرونا قادم
كان مثيرًا للاهتمام ان يُشرك فليك لاعبه إريك غارسيا فى مركز لاعـب الارتكاز. اجل، فهي ليست بالمرة الأولى لغارسيا ان يلعـب كارتكاز؛ لكن بعض الشواهد تقول إنه قد يكون اختيار الألماني اثناء بعض المباريات فى هذا المركـز، وأنه عندما يحصل على فرصة؛ فستكون فى هذا المركـز الذى ما زال علامة استفهام كبيرة تحتاج إجابةً بعدما ضاعت الإجابة الأولى إثر اصابه بيرنال.
ربع الساعة الأخير شهد نشاطًا كثيرًا مـن جيرونا الذى بالفعل انسحق بأربعة اهداف وفي طريقه الي خسارته الثالثة هذا العام إكلينيكيًا، إلا ان ما تعرّض له النادي هذا الصيف مـن عملية إحلال وتجديد ليس بالأمر بالهين مطلقًا. جيرونا قادم؛ لكن قدومه لا يعني أنه سيفعل ما فعله العام الماضي؛ بل على أقل تقدير سينافس على مركز أوروبي إن لم يكن المقعد الرابع لدوري الأبطال.
النادي ما زال يستكشف لاعبيه الجدد، وعملية إدخالهم للتشكيلة تتم بهدوء، وبعد ان شاهدنا عدة صفقات تشترك فى المباريات الماضية كان وقت اشتراك الموهوب الكولومبي ياسير أسبريّا الذى ستتذكرونه بقوة فى المباريات القادمة إن لم تكونوا حفظتم اسمه اليـوم بعدما كان سببًا فى بطاقة حمراء فيران توريس!