حسمت كتيبة المدرب مارسيل كولر الامور فى مباراة الاهلي وغورماهيا وبلغ النادي القاهري عمليًا دور المجموعات مـن دورى أبطال أفريقيا، وذلك بعدما أنجز الهامة بشكل كثير إثر فوزه على مضيفه غورماهيا الكيني بثلاثة اهداف نظيفة فى المباراه التى جرت بالعاصمة الكينية نيروبي.
وتمكن حامل البطولة مـن تحقيق فوزه الكبير بفضل هـدف مـن رامي ربيعة وهدفين مـن بيرسي تاو ليضمن التأهل بنسبة كبيرة بعدما بات على منافسه الكيني تَسْجِيلٌ ثلاثة اهداف فى القاهره دون تلقي اهداف.
الاهلي وغورماهيا.. انقلب السحر على الساحر
مـن الموروثات التاريخية فى الكرة الأفريقية هى الحالة السيئة لعدد لا بأس به مـن الملاعب، واليوم ازداد الْمَلْعَبُ سوءًا مقارنةً بيوم الامس فى اثناء مباراة الشرطة الكيني والزمالك المصرى، لكن مـن دفع هذا الثمن لم يكن أصحاب الأرض كَمَا هو معتاد.
مارس الاهلي ضغطًا عاليًا على منافسه ربع الساعة الاول وهو التوقيت المنطقي لمثل هذا الامر مع المخزون البدني المتاح بأكمله ومن اثناء هذا الضغط نجح النادي فى الوصول لمسعاه بالتسجيل مبكرًا.
يلعـب غورماهيا كرة قدم حديثة لكن دون مقومات عشبية تسمح بهذا الامر بسرعة، ففي الوقت الذى يُفترض ان تخرج الكرة فيه بسلاسة مـن الدفـاع، تستغرق الكرة وقتًا أطول ليروضها اللاعب عند وصولها قبل ان يتخذ قرار التمرير أو التحرك للأمام.
ومع ضغط الاهلي المنظم الذى لا يمنح كثيرًا مـن الوقت لحامل الكرة وضياع المتبقي منه فى ترويض الكرة مع لمسة استهتار أفريقية معتادة كانـت الخلطة الأهلاوية تكتمل فى ربع الساعة الاول الذى سجل فيه هدفين.
الضغط العكسي كان سببًا فى تَسْجِيلٌ الاهلي لهدفه الاول بعدما خطف حسين الشحات الكرة محافظًا على زخم هجمة أهلاوية بدأت بركلة ثابتة وضعت رامي ربيعة فى موقف هجومي ليستغل هفوة حارس غورماهيا ويواصل مسيرته التهديفية الجيدة مؤخرًا.
اما الهدف الثانى فكان مثالًا حيًا على الخلطة. ضغط أهلاوي منظم مع لحظات ثمينة ضائعة للمدافع ثم اللمسة المستهترة بمحاولة المراوغة للداخل وهو ما تفطن إليه إمام عاشور ليسجل بيرسي تاو هـدف الطمأنينة والهدوء بعدما قلب الاهلي السلاح الذى استخدمته الفرق الأفريقية كثيرًا لصالحه باستغلال سوء حالة الأرض.
مـن ضوء ما أسهم فى تماسك الاهلي فى اثناء الضغط المتوسط هو إشراك أكرم توفيق إذ قام بالتبديل بشكل مستمر بينه وبين مروان عطية لتوزيع المجهود كَمَا لم يدخر إمام عاشور المجهود فى مسألة الضغط المتقدم ولو أنه لم يكن مميزًا فى قراراته الهجومية مع احتفاظه الزائد بالكرة فى بعض الأحيان.
تراجع مبرر وثغرة على الأطراف
بعد تَسْجِيلٌ هدفي الاهلي، تراجع النادي للخلف تدريجيًا ومع استفاقة الكينيين مـن صدمة الهدفين باتوا الطرف الأفضل المسيطر على اللقـاء مع ادارة جيدة لوسط الْمَلْعَبُ مـن جانب الأعسر إينوك موريسون الذى كانـت تمريراته صداعًا لوسط الاهلي.
لكن صداع تمريرات موريسون لم يكن ليكتمل لولا استغلال المتلقي ضعف الرقابة على الأطراف فظهرت أظهرة غورماهيا بشكل جيد، خاصةً مـن جانب محمد هاني الذى لُعبت أكثر مـن تمريرة بينية خلفه، كَمَا ان الفرصة الأخطر كانـت مـن جانب يحيى عطية الله؛ لكن تدخل الشناوي فى اللحظات الاخيره حال دون تَسْجِيلٌ هـدف تذليل الفارق وإشعال الأجواء فى نيروبي.
ولم يكن مبررًا ان تتعرض الأطراف لتلك التمريرات البينية والتحركات باستمرار خلفها، خاصة أنه لا عطية الله ولا هاني كانا مُطالبين بأدوار هجومية كبيرة فى مباراة اليـوم.
لماذا التراجع كان مبررًا فى مباراة الاهلي وغورماهيا ؟ لأن فى مثل هذه الأجواء والطقس لا يمكن الصمود بدنيًا حتـى النهايه، ولو ان السحب كانـت أكثر رحمة اليـوم وخففت مـن وطأة الشمس الحارقة فى بعض أوقات المباراه، كَمَا أنه مع التوقيت المبكر مـن العام لا يُتوقع ان يستمر لاعبو الاهلي على نفس الحالة البدنية فى التسعين دقيقة كَمَا ان النادي حقّق بالفعل ما يصبو إليه وهو هز الشباك خارج الأرض.
لعل ما احتاجه المارد الأحمر فى مباراة الاهلي وغورماهيا هو ان يسعي فك الضغط فى الشوط الثانى فى توقيت مبكر، مقارنةً بما حدث مـن حدوث هذا الامر عبر سقوط آخر الحصون الكينية بالهدف الثالث الذى أجهز على المنافس نفسيًا، فقد سجل هـدفًا فى نهاية المطاف أخطأ حكـم الراية فى قرار إلغائه، أو ربما زاد مـن ثقة لاعبى الاهلي فباتوا أكثر خطورة على مستوى المرتدات، خاصةً مع النشاط الذى دب فى النادي بعد مشاركة البدلاء، خاصةً مـن جانب طاهر محمد طاهر وكادوا ان يسجلوا فى أكثر مـن لقطة، بل وفوّت عليهم حكـم الراية الآخر تَسْجِيلٌ هـدف رابع مـن موقف اثنين على واحد بعدما احتسب تسللًا غير موجود أيضًا على بيرسي تاو.
اعلن كثير
ابرز ما يُلفت النظر فى مباراة الاهلي وغورماهيا اليـوم هو الحالة الجيدة جدًا التى كان عليها قلب الدفـاع، بالإضافة الي الاستفادة مـن الضغط؛ لكن حالة الحسم امام المرمى كانـت عملية جدًا فى مثل هذه المباريات. الاهلي سجل ثلاثة اهداف مـن أول أربع فرصة أتيحت له، أضاع وسام أبو علي فرصة منهم فى الشوط الثانى.
وصحيح ان النادي ضيع عدة فرص بعد ذلك مـن كهربا وطاهر محمد طاهر إلا أنه عند الأوقات الأهم كان لاعبوه يسجلون مما أُتيح.
لا يُفترض ان تصنع مباراة العودة مشاكل كبيرة، فغورماهيا ليس مميزًا دفاعيًا ولو أنه فريق جيد هجوميًا لكن فارق الأهداف الثلاثة يُفترض ان يكون قد اعلن الامور تمامًا لصالح النادي الأحمر.