افتتح الزمالـك المصرى رحلة الدفـاع عَنْ لقب كاس الكونفيدرالية الأفريقية بالفوز خارج أرضه على فريق الشرطة الكيني بهدف مـن توقيع عبد الله السعيد فى نهايات الشوط الاول، ليخطو النادي الملكي خطوة كبيرة نحو بلوغ دور المجموعات مـن البطولة إذ بات يريد فقط للتعادل على أرضه لمواصلة المشوار.
علامات استفهام على الأداء الدفاعي
واحده مـن اهم الملاحظات على أداء الزمالـك اليـوم، تكمن بينما قدمه النادي دفاعيًا، إذ وضح ان النادي يعاني مـن عدة ثغرات على مستوى قلب الدفـاع والأطراف.
فى الشوط الاول، كان الامر متزنًا بعض الشيء، فأمام كل لحظة يتم فيها اختراق قلب الدفـاع، كانـت هناك لحظة أخرى موازية باختراق مـن على الأطراف؛ لكن فى الشوط الثانى كان الامر مختلفًا إذ كان قلب الدفـاع أكثر تماسكًا بينما انهارت الأطراف، خاصةً الجانب الأيمن الذى انتبه فيه المنافس الكيني الي المباراه الدفاعية الأضعف لمحمد شحاتة فى هذا المكان ليتم تكثيف الأعداد الكينية والضغط بقوة مـن هذا الجانب.
وصحيح ان نظرية عدم اشتراك محمد شحاتة على اليمين قد تبدو صحيحة، إلا ان الأخير قدم مباريات افضل فى هذا المكان فى العام الماضي اى ان ما حدث اليـوم ليس معتادًا الي هذه الدرجة. وإن اختلفت الآراء فى هذا الصدد فإن الجميع سيتفق على ان مكان شحاتة المنطقي هو الوسـط وأنه ليس الخيار الأمثل فى مركز الظهير الأيمن وحسب كَمَا يبدو، بل إن النادي يحتاجه فى الوسـط.
بداية موسـم منطقية لنادي الزمالـك
لكن دعونا نركن الي بعض المنطقية. فلا يمكن الحكـم على اى فريق فى مباراته الأولى؛ لأسباب كثيرة، بل إن أشياء كثيرة جدًا فى ضعف مستوى بعض اللاعبـين اليـوم تكمن فى عدم الجاهزية البدنية والفنية الواضحين.
فعلى سبيل المثال كان الرباعي الأمامي خارج نطاق الخدمة دفاعيًا تقريبًا إذ كانوا مطالبين بتنفيذ ما يريده جوزيه غوميز مـن ضغط على المنافس بينما هم لا يمتلكون هذه القدرة البدنية مـن الأصل مع التفاوت بين لاعـب وآخر، فالجزيري وناصر ماهر كانا غائبين تمامًا عَنْ عملية الضغط بينما كان الجزيري وشلبي افضل حالًا.
مثل هذا التراخي فى عملية الضغط كان يُولّد ثغرات دفاعية ليس للدفاع نفسه علاقة بها، فإن تسرع زيزو فى التقدم للضغط على قلب الدفـاع، بات محمد شحاتة مطالبًا بالركض لثلاثين مترًا للأمام لكي لا يكون للظهير الأيسر منفذ، ومن اثناء لقطة كهذه انكشفت ثغرة كبيرة على اليمين فى الشوط الاول لولا لعب العرضية الأرضية بشكل سيئ أنقذها حساـم عبد المجيد.
الزمالـك بشكل عَامٌ كان بعيدًا عَنْ كل البعد عَنْ القدرة على استعادة الكرة بسرعة، فالضغط صعب بسـبب اللياقة وكذلك عدم تحسن مستوى دونغا بعد نهاية موسـم مُحبطة مقارنةً بالمستوى المميز الذى قدمه فى بدايات غوميز.
شخصية الزمالـك واضحة عندما يريد.. ويقدر!
ما زال الزمالـك يمتلك تلك الشخصية الكبيرة فى اثناء تناقل الكرة التى اكتسبها منذ وصول جوزيه غوميز. هذه الشخصية ظهرت بوضوح فى بداية الشوط الثانى بالذات فقدم النادي افضل ربع ساعة له فى المباراه وكاد ان يسجل فى أكثر مـن فرصة مثل تلك التى أتيحت لشيكابالا للتسديد بأريحية مـن على خط منطقه الجـزاء.
أراد الزمالـك هذا الامر فى الشوط الثانى فتمكن؛ لكن يبقى السؤال حول تراجع النادي بعد ذلك وعمّا إذا كان اختيارًا أم ان القدرة على الاستمرارية بهذا الشكل فى المباراه الأولى هذا العام كان أمرًا صعبًا.
لا استطاع الاستهانة بمسألة خوض المباراه الرسمية الأولى، فالأمثلة طويلة على أندية بدأت العام ببطء لعدم امتلاك الجاهزية البدنية قبل الفنية؛ لكن الرد المنطقي ايضا هو ان الزمالـك مُقبل على مباراة لن ترحم تلك الجاهزية، ومن ثم يكون الرهان على الأسبوعين القادمين للوصول لأفضل نسبه بدنية للفريق.
وبالحديث عَنْ الشخصية، تظل تلك الشخصية الفردية للاعبين أمثال عبد الله السعيد وزيزو خير معين للفريق على صنع الفارق كَمَا حدث فى لقطة هـدف رائع للسعيد الذى سجل فى مباراته الأفريقية الأولى له بقميص الزمالـك.
هل هناك إجابة أخرى لسؤال الكرات الثابتة؟
ما زال جوزيه غوميز يعتمد طريقة دفاع المنطقة امام الركلات الثابتة. لا يمكن وصف الأسلوب بالفاشل، فكثير مـن المدربين يعتمدونه والأمر مرهون بوجهات النظر.
لكن التساؤل المهم يكمن فى مدى جاهزية غوميز لبعض المرونة حيال هذا الامر، بوضع رقابة استثنائية على لاعـب أو اثنين مـن المنافس إن كان هناك مَن يبرز بشدة منه كَمَا حدث مع لاعـب الشرطة رشيد توها.
حتـى الان يبدو الرجل متمسكًا بفكرته إذ لم يضع اهم لاعبى الزمالـك فى الكرات الرأسية، حساـم عبد المجيد، فى مواجهته وفضّل رقابة محمد شحاتة على ان يبقى حساـم عبد المجيد فى قلب المنطقة الدفاعية فى اثناء الكرات الثابتة، لكن تبقى الخيارات مفتوحة امام إجابات أخرى.
فرصة التبديل لم تُستغل
مـن الامور التى يمكن انتقاد غوميز عليها فى مباراة اليـوم هى إستراتيجية بعض التبديلات أو عدم إجرائها مـن الأساس. اليـوم كان منطقيًا خروج سيف الجزيري لكن اشتراك ناصر منسي كانـت عليه علامات استفهام عميقة، وإن كان الرد عَنْ محاولة تسويقه فالحقيقة كانـت جلية منذ نهايات العام الماضي ان اشتراك منسي فى كل مباراة هو تدمير أكثر لإمكانية تسويقه، فالرجل يكاد لا يقدم شيئًا، فلا يتسلم الكرة بشكل سليم ويفسد الهجمات المرتدة، وحتى الكرات الرأسية بدا أنه لا يكسب المزيد منها.
وإن كان عدم اشتراك حساـم أشرف بلا عذر كثير، فإن غوميز معذور نوعًا ما فى عدم اشتراك احمد محمود، فشحاتة نفسه كان غير قادر على إيقاف المد الكيني مـن جانبه، فما بالك بلاعب صغير يلعـب مباراته الأولى مع الزمالـك لذلك كان الامر مفهومًا.
استمرار عبد الله السعيد كان يمكن فهمه إن كان النادي قد استمر على طريقة بدايات الشوط الثانى، لكن بعدما انكفأ الزمالـك على مناطقه، باتت الحاجة الملحة لإشراك لاعـب وسـط آخر يسهم ولو قليلًا فى قطع الكرات وكسب الكرات المشتركة بعدما نفد المخزون البدني مـن افضل لاعبى الزمالـك فى المباراه.
الخلاصة
لا يمكن الاعلان أحكام نهائية أو حتـى أولية على الزمالـك ومدربه بعد مباراة أولى أفريقية خارج الأرض. النادي يريد التحسن كثيرًا، لكن ما زال الحديث بتلك الثقة لدى البعض أمرًا مثيرًا للاستغراب.
مـن الامور المفيدة هو ان مثل تلك المباراه قد تكون وقودًا جديدًا لاستمرار اشتعال محرك الميركاتو الساخن مؤخرًا وهو أمر أكدته مصادرنا، ووقتها سيكون لكل حادثٍ حديث.