قدم الريان عرضًا فنيًا راقيًا جدًا ودوّن انتصارًا صريحًا على الشحانية بنتيجة 4-2، فى بداية بطولات الجولة الرابعة مـن دورى نجوم أريدُ، مرسلًا رسائل مضمونة الوصول، تمهد الي عودة محلية قوية لـلرهيب كي يكون رقمًا صعبًا على المستوى التنافسي فى العام الحالي، رغم البداية غير المقنعة للفريق الذى اكتفى بانتصار وحيد وتعرض لخسارتين متتاليتين فى الجولتين السابقيتين، ما نشر حينها بعض التشاؤم.
الجديـد تمثل بحضور النجـم المصرى محمود حسن تريزيغيه الذى “انفجر” فى الظهور الاول مع النادي وقدم أداءً مذهلًا؛ خصوصًا فى الشوط الاول، عندما كان صاحب المبادرة بالتسجيل بعد أقل مـن خمس دقائق فقط، قبل ان يعود ليصنع الهدف الثانى بتمريرة صوب البرازيلي روجر غيديش ثم عاد ليصنع الثالث للبجليكي جوليان دو سارت.
وأكثر ما لفت الأنظار هو ذاك التفاهم الكبير الذى ظهر جليًا بين تريزيغيه وغيديش الذى صنع الحدث فى المباراه، حيـث كان هذا الثنائي وراء اهداف الشوط الاول الأربعة التى أنهت المباراه منطقيًا، وأثقلت كاهل الشحانية الذى حاول الرد بتقليص الفارق بعد هـدف الريان الثانى، قبل ان ينهار امام تقاطعات النجمين المصرى والبرازيلي اللذين حظيا بأعلى تقييم فني جاء اثناء الشوط الاول (9.4) لتريزيغيه و(8.9) لغيديش (حسب موقع 365)، وهما رقمان كبيران جدًا فى عالم التقييم، قبل ان يرتفع تقييم غيديش فى الشوط الثانى الي (9.4) وبات تقييم تريزيغيه (9.2).
الانسجام المثالي فى توليفة الريان رغم ضيق الوقت
المخاوف التى سبقت المباراه، حول مدى الانسجام الذى يمكن ان تكون عليه توليفة المدرب السويدي بويا أسباغي، فى اثناء ضيق الوقت بين عودة اللاعبـين مـن مدة التوقف الدولية، خلافًا الي الانضمام المتأخر لتريزيغيه الذى وقع العقد قبل سويعات مـن مباراة المنتخـب المصرى بوتسوانا فى تصفيات أفريقيا 2025 وهي المواجهة التى كان بطلها وأفضل لاعـب فيها عَنْ جدارة بتسجيل هدفين وتقديم تمريرتين مفتاحيتين للهدفين الآخرين.
لكن سرعان ما تبددت تلك المخاوف بسرعة، وبات الانسجام الواضح بين اللاعبـين ميزة أسهمت فى التفوق الكبير للريان على منافسه الشحانية الذى بدا عاجزًا عَنْ مجاراة رتم “الرهيب” الذى يبدو أنه اكتفى بما فعل فى الشوط الاول، دون ان يدخل فى إجهاد بدني فى اثناء استحقاق قاري قادم، حيـث عمد المدرب الي إراحة المزيد مـن النجوم مـن بينهم تريزيغيه نفسه فى الشوط الثانى بعد الحسم فى الاول؛ مما منح الشحانية فرصة التقليص بتسجيل هـدف ثانٍ.
مجموعه مـن الرسائل بعث بها الريان، تؤكد بأن النادي يملك كل مقومات المنافسة على البطولة فى قادم الجولات، بعدما أظهر مستوى راقيًا سيكون الحفاظ عليه فى مستقبل المنافسة، كفيلًا بفرض نفسه أحد ابرز المرشحين لنيل البطولة الغائب طويلًا عَنْ خزائن النادي وتحديدًا منذ موسـم 2015-2016، خصوصًا بعدما اتضح اكتمال التوليفة على مستوى المحترفين السبعة الي جانب العناصر المحليه المكملة للتوليفة كركائز أساسية على غرار القائد عبد العزيز حاتم وحازم شحادة وعادل بدر والحارس سامي حبيب.
بينما ان قائمة المحترفين اتضحت أيضًا بوجود كل مـن غيديش ومواطنيه غابريل بيريرا وتياغو مينديش والمدافعين البرتغالي أندريه أمارو والبرتغالي ديفيد غارسيا الي جانب لاعـب الوسـط البلجيكي يوليان دو سارت، وهم اللاعبون السبعة الذين سيمثلون الريان محليًا طيلة العام.
الصدى يصل الي المستوى القاري
صحيح ان المواجهة تحظى بأهمية بالغة للريان على المستوى المحلي بهدف وقف نزيف النقاط والتقدم مـن المركـز المتأخر (الثامن) الذى كان يحتله الريان قبل المباراه، بيد ان لها اهميه أخرى تتمثل بكسب مخزون ثقة، قبل التحدي القاري الكبير بمواجهة الهلال السعودي فى بداية مشوار مسابقه دورى النخبة الآسيوي، يـوم الثلاثاء القادم على ستاد احمد بن علي، وبالتالي فإن العرض الفنى القوي “للرهيب” شحذ همم اللاعبـين نحو دخول تلك المواجهة الكبيرة بدوافع معنوية وازنة مـن اجل ظهور مشرف، ولِمَ لا تحقيق الانتصار رغم قوة المنافس وشراسته وخبرة لاعبيه!.
ويمكن القول أيضًا إن الرسالة الريانية قد وصلت حتمًا لمنافسه السعودي الذى يرصد -بلا شك- المباراه جاء الى الأجهزة الفنية، مع الوضع فى الاعتبار ان بعض النواقص التى ظهرت على النادي الرياني سواء على مستوى الناحية الدفاعية فى بعض ومضات المباراه عندما شهدت بعض السيطرة للشحانية الذى هدد وسجل هـدفًا وضح عَنْ بعض الارتباك فى حراسة مرمى الريان جراء قلة خبرة سامي حبيب، ستتم معالجتها بالإضافات التى سيعول عليها المدرب أسباغي خاصة للمنافسة القارية والمتمثلة بضم الحارس البرازيلي باولو فيكتور والظهير الهولندي جوشوا برينت، والمتوقع ان تعلن ادارة الريان ضمهما اثناء الساعات القليلة بعدما خضعا للفحص الطبي.
سيدخل الريان التحضيرات للمواجهة القارية امام الهلال بالكثير مـن الارتياح والدوافع المعنوية، ما يصل حظوظه فى تقديم مستوى كثير والخروج بانتصار وهو الذى سبق ان تفوق على النادي السعودي فى نسخة عَامٌ 2022 التى شهدت التأهل الاول للريان الي الدور ثمن النهائى فى الصيغة المستحدثة للبطولة قبل ان تشهد بطولات الاتحاد الآسيوي مستجد الاعلان ثلاث بطولات وهي بطوله النخبة ودوري أبطال آسيا (2) وكأس التحدي الآسيوي.