يعول الريان القطري على المصرى محمود حسن تريزيغيه المنضم حديثًا، مـن اجل تشكيل الإضافة، وربما يكون الضالة المنشودة للفريق الذى ظهر بصورة محتشمة منذ بداية العام الحالي فى دورى نجوم أريدُ رغم التحديات الكبيرة التى يقبل عليها؛ خصوصًا على مستوى الظهور فى النسخه الأولى مـن بطوله دورى أبطال آسيا للنخبة التى تضم افضل 24 فريقًا فى القارة.
التوهج الأخير لـ”تريزيغيه” مع منتخـب مصر فى المباراه الاخيره فى تصفيات كاس أفريقيا امام بوتسوانا، بعد أيام قليلة مـن توقيعه لنادي الريان، يمكن ترجمته بأنه ارتياح كثير مـن اللاعب للتجربة أو التحدي الجديـد، ما يجعله يقبل بصدر مفتوح تمامًا على ما هو قادم.
أرقام النجـم المصرى لا تخطئ
ولا تخطئ الأرقام، ذلك التألق الكبير لنجم الفراعنه فى مباراة التصفيات الأفريقية، حيـث اختير افضل لاعـب بتقييم عالٍ وبإحصائيات فريدة، فلم يكتفِ بتسجيل هدفين، بل كان وراء تمريرتين مفتاحيتين للهدفين الآخرين اللذين سجلهما صلاح ومصطفى محمد، قبل ان يترك موقعه لنجم أرسنال السابق محمد الننى فى الدقيقه 75 بعدما فعل كل ما يمكن فعله فى تلك المواجهة.
خبرة وازنة يملكها تريزيغيه صاحب الـ 70 مباراة دولية مع منتخـب مصر، والذي استقبله أنصار الريان المعروفة بـ “الأمة الريانية ” بطريقة مثالية مـن اثناء ردود أفعال إيجابية لجمهور “صعب” يستبق بثقافته العميقة فى المزيد مـن الأحيان، قراءة تمهد لأحكام فنية حول نجاح أو فشل صفقة بعينها، ليس استنقاصًا مـن قيمة اى لاعـب يتم انتدابه، بقدر ما هى المعرفة باحتياجات النادي، فالوضع يبدو مثاليًا مع اللاعب المصرى مـن اثناء حجم تفاؤل كثير، ما يجعل كل الظروف تمهد الي ان يصبح أحد نجوم النادي، وبالتالي سيحظى حتمًا بدعم كثير .
تريزيغيه.. “الحريف” القادر على أداء الدور الدفاعي
ثمة ما يوحي بأن الأرضية تبدو مناسبة للنجم الأسبق لفريق أستون فيلا الانجليزي، مـن اثناء وجود مجموعه مـن اللاعبـين ” الحريفة” -كَمَا يقول الأخوة فى مصر- على غرار البرازيلي روجر غيديش الذى أبهر الجميع بمستوى راقٍ جدًا فى موسمه الاول رفقة الرهيب، مـن اثناء إجادته اللعب فى عدة مراكز ما بين المهاجم الصريح والمهاجم الوهمي وحتى صانع الألعاب، فضلًا عَنْ وجود مواطنه الشاب غاربيل بيريرا المجتهد جدًا فى مركز الجناح الأيمن، والذي يبدو أنه سيكون “جوكر” فى اثناء إعادة قيد النجـم المغربى أشرف بن شرقي، هذا الي جانب لاعـب ارتكاز مـن طراز حصري هو البرازيلي الثالث تياغو مينديش.
تريزيغيه قدم مستويات مذهلة فى مباراته الاخيره مع مصر
وفرة النجوم فى الأجنحة والهجوم تشير الي خيارات تكتيكية متنوعة للجهاز الفنى للريان، الي جانب مسابقه كبيرة بين اللاعبـين، بيد ان تريزيغيه يملك ميزة فريدة كسبها مـن اللعب فى الدورى الانجليزي الممتاز، تتمثل بالثقافة التكتيكية الكبيرة التى تمكنه مـن أداء دور دفاعي فاعل بقدرة كبيرة على تنفيذ التحولات، ما يجعله “ينطلق أولًا بلغة سباقات فورمولا1” فى خيارات المدرب السويدي بويا إسباغي المعروف عنه اعتماده مبدأ الدفـاع، باعتباره الأسلوب الأمثل للهجوم الفاعل.
ضيق الوقت.. عائق أم دافع؟
يبدو “للوهلة الأولى” ان ضيق الوقت سيكون العائق الوحيد امام تريزيغيه فى سرعة الانسجام مع زملائه فى الريان القادم على اختبار محلي بمواجهة الشحانية فى رابع جولات دورى نجوم أريدُ، برسم تصحيح الطريق بعد السقوط فى مباراتين متتاليتين مكتفيًا بثلاث نقاط فقط وضعت وصيف النسخه السابقة مـن الدورى فى المركـز الثامن.
بيد ان الاختبار المحلي ذاته، سيكون بمثابة تمهيد لتحدٍ أكبر يعقبه بأقل مـن 72 ساعة والمتمثل بمواجهة فريق قوي بحجم الهلال السعودي يـوم الثلاثاء القادم اثناء بداية مشوار الريان فى دورى أبطال آسيا للنخبة، وتلك المباراه سيكون الظهور فيها بالشكل اللائق مخزونًا “رهيبًا” للريان نحو ما هو قادم قاريًا ومحليًا، وقد لا نقصد هنا النتيجة بقدر الأداء الفنى، ما قد يجعل موعدها دافعًا بدلًا مـن ان يكون عائقًا.
الخلاصة ان كل المؤشرات الأولية، تؤكد بأن تريزيغيه “المزهو بتألقه مع الفراعنه” سيجد أرضًا خصبة لتألق قادم مع الريان الذى خطا خطوة إيجابية كبيرة مع بداية مشروعه الإداري الجديـد، بعدما تحوَّل مـن التأخر فى العام قبل الماضي على مستوى الدورى، الي المنافسة والوصول الي وصافة النسخه الماضية.