تقاسم الشقيقان الكويت والعراق نقاط مباراتهما التى جرت فى الكويت ضوء مباريات الجولة الثانية مـن تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقامة بملاعب أمريكا الشمالية، وذلك بعد تعادلهما سلبيًا.
وحلّ المنتخـب العراقي ضيفًا على نَظِيرِه الكويتي، فى اللقـاء الذى أقيم فى ستاد “جابر الأحمد الدولى”، برسم الجولة الثانية مـن مباريات المجموعة الثانية بالمرحلة الثالثة مـن تصفيات قارة آسيا المؤهلة لنهائيات كاس العالم 2026 بأمريكا وكندا والمكسيك.
جانب إيجابي لخدعة عمّان
لو سألت نصف الجمهور الكويتي الغفير الذى حضر المباراه متى قرر بشكل مؤكد أنه سيحضر للملعب اليـوم، فإن إجابته ستكون عندما سجل يوسف ناصر السلمان مـن علامة الجـزاء فى الدقيقه التسعين ليعود الأزرق الكويتي بنقطة عملية مـن قلب عمّان.
صعود الآمال والحفاوة الكويتية بالنتيجة امام الأردن خارج الأرض كان عاملًا إيجابيًا و”حلوًا” فى وجود كرنفال كويتي اليـوم فى ستاد جابر الأحمد الدولى وتظاهرة زرقاء لم نشاهدها بهذه الأعداد منذ مدة.
لذلك بدأ المنتخـب الكويتي المباراه بشكل سريع ورغبة فى الفـوز والأهم مباشرة على المرمى لذلك كانـت الكرة الطولية التى تسببت فى كارت حمراء لمدافع العراق ريبين سولاقا، وهي البطاقة التى أثارت الجدل ما بين مؤيدٍ ومعارض. ما بين مـن يرى ان سولاقا كان آخر مدافـع، وبين مـن يرى ان الكرة كانـت متطرفة مـن الأصل وأن تحسين كان قريبًا مـن اللقطة.
بالقوة الدافعة كانـت الكويت حاضرة فى النصف الاول مـن الشوط الاول بينما الرغبة فى التسجيل موجودة خاصة فى الاختراقات مـن محمد دحام الذى لعب دورًا مهمًا على الجانب الأيسر لكن بقت خطورة الكويت متوسطة مع الكثافة العراقية الكبيرة على حدود منطقه الجـزاء وداخلها.
الشيء الإيجابي الملحوظ فى الكويت بشكل عَامٌ منذ مباراة الأردن يكمن فى تنظيمه اثناء التأهل بالكرة، وهي سمة واضحة فى اى فريق يدربه التشيلي بيتزي، لكن المشكلة فى ان الْجَوْدَةُ الفردية للمنتخب الكويتي فى الثلث الأخير محدودة لذلك بقى الأزرق دون حلول مستمرة.
أين أنت يا أيمن يا حسين؟!
فى المقابل كان الرد العراقي منطقيًا فى اثناء النقص العددي وصدمة البدايات. التراجع والدفاع المنظم ومن ثم العمل على كسب أكبر قدر مـن الكرات الثابتة لعل وعسى يمكن اقتناص احداها برأسية دقيقة فى المرمى.
لم يدخر مدافعو الكويت فى المساعدة فى ذلك فلم يتجنبوا ارتكاب مخالفات يمكن تفادي بعضها حول منطقه الجـزاء، ليثبت العراقيون فعالية هذا السلاح خاصة بعد رأسية احمد يحيى التى كان مكانها المرمى بسهولة لكنها ضلت الطريق الي فوق العارضة.
فى تلك اللحظات يمكن لكل مشجع عراقي ان يتحسر على غياب مهاجمه الفذ أيمن حسين الذى كان يمكنه استغلال واحده مـن هذه العرضيات، وعلى الأرجح لو كان مكان يحيى لوضع تلك الكرة فى الشباك.
نجم العراق الذهبي
فى الوقت الذى كان يُفترض ان يصبح الكويت افضل ويتراجع العراق بفعل الجهد البدني جراء النقص العددي، كان العراق يتحسن كل دقيقة، لكن التحسن الحقيقي بدأ مع اشتراك نجم العراق الذهبي علي جاسم.
جاسم ليس مجرد لاعـب موهوب فحسب، بل فرض طريقة لعب افضل كثيرًا للعراق، ومع تبديل كاساس لرباعي الهجوم بأكمله، كان جاسم وزملاؤه مـن البدلاء يصنعون طفرة فى الهجمات العراقية التى لم تعد مجرد محاولات خاطفة بل تحول العراقيون للتمرير القصير الأمامي المؤثر مع تمركز مميز لجاسم ومهند علي بدأ العراق فى صناعة الخطورة.
كان للعراق أكثر مـن فرصة للتسجيل كان عليه ان يستغلها فى الوقت المناسب لكنه لم يفعل، وإن بات هناك شعور هام حتـى نهاية الوقت الأصلي بأن أسود الرافدين فريق أكثر ثقلًا وأفضل جودة مـن شقيقهم الكويتي.
خدعة عمّان بمُرّها!
نعم هى الحقيقة. ما يزال منتخـب الكويت يريد للتحسن وامتلاك لاعبين بجودة افضل، والنتيجتان اللتان خرج بهما امام الأردن والعراق هو شيء يستحق الإشادة به لهؤلاء اللاعبـين.
المشكلة الحقيقية استطاع فى خدعة عمّان التى تذوق الكويتيون مرها مع مرور الوقت فى المباراه، فالنتيجة امام الأردن كانـت خادعة نوعًا ما لأن الكويت ما يزال ينقصه المزيد ليعود عملاقًا خليجيًا وآسيويًا كَمَا كان وهو أمر لا يعيب هؤلاء اللاعبـين.
مرارة تلك الخدعة كانـت واضحة فى انحسار الصخب الجماهيري الكويتي مع الوقت واكتفائه بالتفاعل مع الهجمات القليلة لكن ما دون ذلك لم يكن الجمهور الكويتي هو الفعل بل كان ردة الفعل، يشاهد ويتفاعل أكثر مما يصنع الحدث ويدب الحميّة فى أنفس لاعبيه عندما يجدهم فى أوقات صعبة اثناء المباراه.