خطف محمد فارسي نجم فريق كولومبوس الأمريكي، قلوب الجماهير الجزائرية بعد مشاركته لأول مرة مع منتخـب الجزائر فى مواجهه ليبيريا، وتقديمه مستويات فنية وضمانات تكتيكية فاجأت الجزائريين، وحولّت اللاعب المجهول لديهم قبل أيام الي اللاعب الأكثر اهتمامًا لديهم، والأكثر إشادةً مقارنةً بزملائه الآخرين.
وأسهم الظهير الأيمن أو “الجندي المجهول” لدى الجزائريين فى عودة “محاربي الصحراء” بفوز ثمين، اليـوم الثلاثاء، مـن مونروفيا وأمام منتخـب ليبيريا بنتيجة ثلاثة اهداف دون رد، لحساب الجولة الثانية مـن تصفيات كاس امم أفريقيا 2025، وشارك فارسي أساسيًا لأول مرة مع “الخضر” وقدم تمريرة حاسمة فى الهدف الاول لأمين غويري.
ولا يعرف الجزائريون فارسي (24 عَامًٌا) جيدًا، بحكم انّه يلعـب فى الدورى الأمريكي لكرة القدم (MLS) المغمور لدى الجماهير الجزائرية ولا يحظى بالمتابعة الكافية، رغم ان الظهير الأيمن يعد مـن ابرز نجومه، وهو بطل الدورى برفقة فريق كولومبوس.
ويمتلك نجم منتخـب الجزائر فارسي قصة نجاح ملهمة بعد ان كافح لنحت مشوار بارز فى كرة القدم، بدأه مـن عالم الهواة فى كندا مسقط رأسه، وهو البلد الذى تعد كرة القدم فيه رياضةً غير شعبية، قبل ان ينتقل الي عالم الاحتراف وصولًا الي منتخـب “الخضر” المدجج بالنجوم، وفي مقدمتهم نجم مانشستر سيتي السابق، والأهلي السعودي حاليًا رياض محرز.
وُلِد فارسي فى الـ16 ديسمبر/ كانون الاول 1999 بمونتريال الكندية، مـن أبوين جزائريين، ونشأ الظهير الأيمن على ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها منذ صغره، مع ميول واضح نحو رياضة كرة القدم، التى نجح فى تثبيت قدميه فيها بدايةً مـن عامل الهواة الي المحترفين.
محمد فارسي يخطف قلوب الجماهير الجزائرية مـن مونروفيا
ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بعد بداية مباراة ليبيريا والجزائر وبعد نهايتها بتعليقات الجزائريين وردود فعلهم القوّية حول أداء الوافد الجديـد على “الخضر”، الذى خطف قلوبهم بفضل الأداء المتميز الذى قدمه فى المواجهة، وكأنه يلعـب مع المنتخـب الجزائري منذ مدة طويلة بإجماع الجماهير الجزائرية.
ووصل اندهاش الجماهير الجزائرية مـن المستوى الفنى للظهير الأيمن، الي حدود الصدمة لهم، مـن منطلق ان المزيد منهم لم يسبق ان تابعه أو شاهده جاء الى، على عكس غالبية لاعبى المنتخـب الجزائري الآخرين، الذين ينشطون فى الدوريات الأوروبية التى تلقى متابعة قوية مـن الجزائريين.
ودائمًا ما شكل مركز الظهير الأيمن فى منتخـب الجزائر مشكلة مزمنة لسنوات طويلة، ومنذ كاس امم أفريقيا 2019، بسـبب وجود خيار أساسي مقنع وحيد، ويتعلق الامر بيوسف عطال، والذي عانى مـن كابوس الإصابة لفترات طويلة، ما خلّف العديد مـن المشكلات فى هذا المركـز بصفوف “الخضر”.
وعلّق أحد الجزائريين إعجاًبا بفارسي، قائلا: “عندما قلت إن الدورى الأمريكي الممتاز افضل مـن الدورى الجزائري بـ100 مرة لم يصدقني أحد.. خاصةً أنه يلعـب مع بطل الدورى هناك، إنّه لاعـب قوي”، وتابع آخر: “إنّه افضل بكثير مـن كيفين قيطون”.
وذهب أحد المشجعين الي حد توجيه النصيحة الي بيتكوفيتش، وكتب: “فارسي يجب ان يشارك فى كل المباريات”، وأضاف آخر: “إنّه اكتشاف مذهل.. أحب ذلك”، قبل ان يدعـم أحد المشجعين هذا الطرح ويتمنى تغيُّر مستقبل فارسي، قائلًا: “إنه لاعـب رائع ما شاء الله.. عليه الانتقال للعب فى أوروبا”.
الكنديون يتحسرون على تضييع محمد فارسي
ولم يكن الاهتمام بمحمد فارسي ومتابعته فقط مقتصرًا على الجماهير الجزائرية، بل تعداه الي نظيرتها الكندية أيضًا، الذين تحسروا على تضييع لاعـب بمواصفات نجم كولومبوس الأمريكي، خاصةً بعد ان رفض فى العديد مـن المرات استدعاءه الي منتخـب كندا مـن اجل تحقيق حلمه باللعب مع الجزائر.
ونشر أحد الحسابات الكندية على منصه “إكس”، مقطع فيديـو لإسهامة فارسي فى الهدف الاول لمنتخب الجزائر امام ليبيريا، وعلّق قائلًا: “لا أستطيع ان أصدق أننا نعيش فى عالم حيـث كندا تقـدم لاعبين لمنتخب الجزائر”، وأضاف: “قدّم محمد فارسي تمريرة حاسمة لأمين غويري لهدف منتخـب الجزائر الاول امام ليبيريا”.
ولم يتوقف الكنديون عَنْ الحديث على محمد فارسي منذ تألقه فى الدورى الأمريكي، وحاولوا مرارًا وتكرارًا إقناعه بحمل قميص منتخـب كندا، لكن اللاعب صاحب الأصول والروح الجزائرية رفض كل تلك الإغراءات واختار الجزائر، ما زاد مـن شعبيته لدى الجزائريين.