أثار مهاجـم منتخـب تونس هيثم الجويني، حيرة جماهير بلاده على إثر المواجهة امام غامبيا لحساب تصفيات امم أفريقيا 2025، وذلك بسـبب عادة سلبية قديمة، لم يستطع صاحب الرقم 9، تخطيها حتـى الان، على الرغم مـن امتلاكه مقومات “مثالية” نظريًا، ليكون هدافًا مـن طينة الأفذاذ.
فـوز تونس الثمين الذى عاد به مـن أرض الجديدة المغربية على حساب “العقارب” بنتيجة (2-1) ضوء ثاني جولات التصفيات المؤهلة الي “كان 2025” الذى سيقام على الأراضي ذاتها، لم يُنسِ الجماهير الانتباه مع المهاجم السابق للملعب التونسي، الذى عاد ليفتح “الملفات القديمة” مـن اثناء إضاعته فرصة غريبة للتهديف فى سيناريو، اعتاده اللاعب فى الاستحقاقات الاخيره للمنتخب.
عند مهاجـم منتخـب تونس “دار لقمان بقيت على حالها”، فعلى الرغم مـن كم الفرص التى أتيحت بين قدميه، إلا أنه يأبى استثمارها فى كل مرة.. سيناريو “عادت حليمة الي عادتها القديمة”، أثار استغراب وانتقادات الجماهير التونسية، التى ضاقت ذرعًا مـن حالة الجفاف التهديفي، التى يعانيها الجويني خاصة، ومحدودية الخيارات فى الخط الأمامي لتشكيلة فوزي البنزرتي بشكل عَامٌ.
مهاجـم منتخـب تونس يستقبل جرحًا قريبًا
هـدف الجويني الذى ضاع بغرابة شديدة فى الدقيقه (50) بعد مجهود بدني وفني مميز منه وانفراد صريح بحارس المنافس وتعامل سيئ للغاية لحظة الاستعداد لإنهاء الهجمة، كل ذلك فجّر غضب جماهير “نسور قرطاج”، التى لم تستوعب ما قام به المهاجم المنتقل فى مدة الصفقات الصيفية الحالية الي فريق دبا الحصن الإماراتي.
الانتقادات والسخط الذى طال مهاجـم منتخـب تونس لم يكن وليد مباراة غامبيا، ولكنه يعود الي مدة قريبة جدًا ترتبط بشكل وثيق بالمشاركة الكارثية للمنتخب فى كاس امم أفريقيا الاخيره، التى جرت بكوت ديفوار بداية العام الحالي، والتي غادرها “أحفاد حنبعل” مـن الدور الاول بعد ان تذيّلوا مجموعتهم التى ضـمّت مالي وجنوب أفريقيا وناميبيا، برصيـد نقطتين فقط.فرصة الدقيقه الخمسين امام “عقارب غامبيا”، أعادت الي الأذهان سريعًا، فرصة هـدف آخر مماثلة فى “الكان” الأخير، كان كفيلة لتضع “النسور” فى الدور الثانى بلا مشاكل، غير انّ رأسية الجويني امام مرمى “البافانا بافانا” شبه الخالي، سلبت فرحة مـن التونسيين فى الدقيقه (89).
عيب قاتل وقديم!
مسلسل مهاجـم منتخـب تونس هيثم الجويني مع إضاعة الفرص “السهلة” هو مسلسل قديم وحلقاته عديدة، لذلك كان ولا يزال موضوعًا متواتر الطرح والتناول، لأنّ لا أحد يفهم فعليًا لا مـن الجماهير ولا حتـى المحللين ولا الفنيين أنفسهم، ما يحدث مع قائد “الستاد” لاحقًا.عدم الحفاظ على الاستمرارية فى الإنتاجية التهديفية وفقدان الاستقرار فى المردود بشكل عَامٌ، هو عيب قاتل رافق الجويني منذ اعوام طويلة، ودمّر مخططات تطوره فى محطاته المتعددة، التى بدأها مـن بيته الأم الترجي، قبل ان يتنقّل بين أندية تينيريفي الإسباني والعين السعودي والمقاولون العرب المصرى والأهلي بنغازي الليبي ثم الْمَلْعَبُ التونسي ومؤخرًا مع دبا الحصن الإماراتي.
وما يثير “جنون” الكثيرين بشأن مهاجـم منتخـب تونس هو امتلاكه لمواصفات باهرة جسمانيًا وفنيًا، لا تجد صدى يتوافق مع عطاءاته فوق المستطيل الأخضر.
هل الجويني مظلوم؟
بعد كل العروض التى قدّمها مع المنتخـب التونسي بدأ شق مـن الملاحظين، يجنح الي قراءة قد تصيب هامشًا مهمًا مـن حقيقة المهاجم صاحب الـ31 عَامًٌا، الذى كان مشواره الرياضي بمثابة “اللغز” الذى حيّر متابعي الكرة التونسية، ومنهم مساعد المدرب الاول للمنتخب حاليًا، قيس اليعقوبي.
ويتبنّى عَدَّدَ مهم مـن الملاحظين انّ مهاجـم منتخـب تونس مظلوم أساسًا حتـى مـن اثناء دعوته جاء الى البنززتي، فـ”عباءة” المنتخـب ثقيلة على كل اللاعبـين ولكنها تكون أثقل على مـن يعانون مـن “الهشاشة الذهنية” لا سيما فى مراكز دقيقة فى الْمَلْعَبُ على غرار المهاجم أو حارس المرمى، والتي لطالما تكون فى “فم المدفع” ومرمى لكل ألوان الانتقادات.
محدودية الجويني الذهنية وضعف قدرته على تحمل الضغوط، برزت فى مواطن عديدة ومحطات سابقة، يبقى أبرزها “إخفاقه” فى فرض اسمه أساسيًا فى الترجي رغم تمتعه بالكثير مـن الفرص، ولعلّ الاستثناء فى السنوات الاخيره يعود الي نجاحه اللافت مع “فريق البايات” الذى حَصَد معه لقب كاس تونس فى العام الماضي ببصمة مؤثرة، والذي يعيده البعض الي تناقص الضغوط والشعبية مقارنة بالكبير العاصمي، الترجي.
وفي قراءة ختامية لما يعانيه الجويني، يؤكد بعض الملاحظين على انّه ليس المهاجم الوحيد الذى يعاني مـن مثل هذا النوع مـن المشكلات، مستدلّين على وجود عَدَّدَ مـن مهاجمي النخبة فى العالم على غرار الصربي دوسان فلاهوفيتش أو البولنديين كشيشتوف بيونتيك وأركاديوش ميليك وغيرهم، ممّن يصنعون ربيع أنديتهم ويقتصر “خريف أهدافهم” على قميص المنتخـب.