شكّل موضوع الإصابات المتكررة لنجوم منتخـب الجزائر وبشكل مفرط وغريب للغاية، منذ تولي المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، جدلًا واسعًا وسـط الجماهير الجزائرية، وأثار حيرة المحللين والمتابعين بخصوص مصدر الإصابات العضلية فى المجمل، التى ضربت زملاء بن ناصر اثناء المعسكرات الثلاث التى أشرف عليها الجهـاز الفنى الجديـد لـ”محاربي الصحراء”.
وكان معسكر الشهر الحالي الخاص بمواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا فى تصفيات كاس أفريقيا 2025 بمثابة القطرة التى أفاضت الكأس، وأدخلت الشك فى نفوس الجماهير الجزائرية، التى ذهبت الي حد التشكيك فى “تحجج” بعض اللاعبـين بالإصابة للغياب عَنْ المنتخـب، فى اثناء غياب التفسيرات المنطقية والرسمية.
وحُرم منتخـب الجزائر مـن ستة لاعبين دفعةً واحدهً اثناء هذا المعسكر، ويتعلق الامر بكلٍّ مـن هشام بوداوي وريان آيت نوري، بالإضافة الي الثلاثي الآخر، رياض محرز وحسام عوار وإسماعيل بن ناصر، وإذا كان الثلاثي الاول انضم الي المعسكر وهو مصاب، فإن اصابه الثلاثي الآخر كانـت اثناء المعسكر الذى أقيم بمركز سيدي موسى.
وقبل هذا التجمع، شهد معسكر شهر يونيو/ حزيران الماضي أيضًا اصابه ياسين براهيمي وإعفاءه مـن المشاركة فى مباراة أوغندا بكامبالا فى تصفيات كاس العالم 2026 بعد ان ســاهم فى مباراة غينيا بالجزائر، وذات الشيء حدث مع إسماعيل بن ناصر ورامي بن سبعيني اثناء معسكر شهر مارس/ آذار الماضي، ما يطرح أكثر مـن علامة استفهام بخصوص مصدر هذه الإصابات الخطيرة.
“العمدة نيوز” يكشف المتسبب فى إصابات نجوم منتخـب الجزائر
حاول “العمدة نيوز” عبر مصادره البحث عَنْ سبب الإصابات المتكررة ومجهولة المصدر فى منتخـب الجزائر بعد تواليها بشكل مقلق منذ تعيين المدير الفنى فلاديمير بيتكوفيتش مدير فنيًا جديدًا لـمنتخب “المحاربين”، واتضح له مـن اثناء بحثه المكثف ان المشكلة قد تكون داخلية ومرتبطة بتاريخ أحد أفراد الجهـاز الفنى لمنتخب الجزائر، الذى ارتبطت مسيرته بمشكلة الإصابات أينما حلّ وارتحل.
واتضح لـ”العمدة نيوز” ان الامر يتعلق بالمعد البدني، الإيطالي باولو رونغوني (52 عَامًٌا)، الذى يملك تاريخًا أسود بخصوص مشكلة الإصابات العضلية، وتلقى تشكيكًا رَسْمِيًٌّا بخصوص تورطه فى تلك المشكلات، سواء مـن اثناء تصريحـات بعض اللاعبـين أو رؤساء الانديه، ولعل أشهرهم كان رئيس فريق روما الإيطالي السابق، جيمس بالوتا.
وجرى التشكيك وحتى اتهام رونغوني بالتسبب فى إصابات اللاعبـين عبر تصريحـات وتقارير اعلامية عجّت بها صحف ومواقع إيطالية اثناء السنوات الماضية، وعلى وجه التحديد اثناء مدة عمله مع أندية لاتسيو وروما ونابولي الإيطالية، وذلك فى الفتره مـن 2012 الي 2014 مع لاتسيو، و2014 الي 2015 مع روما، ثم مـن شهر يوليو 2023 الي تشرين الثانى/ نوفمبر مـن نفس العام مع نابولي.
وشكك العديد مـن اللاعبـين، وعلى وجه التحديد نجوم فريق روما اثناء موسـم 2014-2015 فى طريقة عمل المعّد البدني المثير للجدل، والتي ترتكز، حسبهم، على تكثيف العمل فى قاعة تقوية العضلات أكثر مـن العمل بالكرة، وهو ما اعتبروه سببًا محوريًا فى معاناتهم الدائمة مـن الإصابات العضلية بسـبب الإجهاد.
اخبار إيطالية تشكك فى كفاءة باولو رونغوني
شككت اخبار إيطالية -ولعدة اعوام- فى كفاءة المحضر البدني باولو رونغوني، سواء اثناء مدة عمله مع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش فى لاتسيو، أو مع الفرنسي رودي غارسيا فى روما ونابولي، بينما دائمًا ما تربط اسمه بمشكلة الإصابات وكسره للأرقام القياسية فى هذا المجال اثناء كل موسـم.
وقال موقع “كالتشيو بلوغ” فى تقرير له، فى الثالث مـن شهر تشرين الثانى/ نوفمبر عَامٌ 2014، تحت عنوان: “رقم قياسي للإصابات فى روما.. المدرب رونغوني فى قفص الاتهام”، وجاء فيه: “يعاني روما منذ بداية العام الحالي مـن مشاكل بدنية، يتم إلقاء اللوم على المعد البدني، الذى تسبب فى اصابه العديد مـن اللاعبـين منذ بداية العام وحتى اليـوم”.
وأضاف: “أصيب 12 لاعـبًا فى روما لحد الساعة، لكن بالنسبة لعشاق الإحصائيات، يبقى الرقم القياسي لرونغوني مع لاتسيو بقيادة بيتكوفيتش، حيـث أصيب 13 لاعـبًا فى 10 مباريات”، وأردف: “لا يمكن ان يكون الامر محض صدفة، نظرًا لانه دائمًا ما يتضمن إصابات عضلية”.
وأوضح: “لهذا السبب فإن الشخص الذى ينتهي به الامر فى مرمى الانتقادات هو المعد البدني باولو رونغوني، الذى أراده غارسيا بشدة مـن لاتسيو. تمامًا مثل العام الماضي عندما كان يعمل مع بيتكوفيتش، يواصل رونغوني إيمانه بالكثير مـن العمل فى صالة الألعاب الرياضية وميله الي تقوية العضلات”.
وأردف: “وفقًا لمصادر مختلفة، أعرب بعض لاعبى الجيالوروسي بالفعل عَنْ خيبة أملهم مـن أساليب المعد البدني رونغوني، والتي تؤثر فيهم بالسلب”.
رئيس روما أقاله وجماهير نابولي احتجت بسببه
لم تتوقف قصة رونغوني مع تشكيك وسائل الإعلام وبعض اللاعبـين فى طريقة عمله وفلسفته التدريبية المثيرة للجدل، واقتناع جميع هؤلاء بأنّه كان سببًا مباشرًا فى مشكلة الإصابات العضلية، بل تعداه الامر حتـى الي رئيس فريق روما، جيمس بالوتا، الذى أقاله مباشرةً بعد موسـم 2014-2015.
وكان رئيس روما علّق على قرار إقالته رونغوني عَامٌ 2015، قائلًا آنذاك: “لم يكن الإعداد البدني كافيًا. بعد مرور ساعة فقط مـن اللعب لم يعد لدى النادي اى طاقة”، مضيفًا: “اللاعبون كانوا يعانون”.
وتابع: “كرة القدم ليست كرة سلة أو لعبة البيسبول التى تحتوي على فترات راحة كثيرة. فى كرة القدم عليك ان تجري لتسعين دقيقة”، فى الوقت الذى برر فيه رونغوني إصابات لاعبى روما الكثيرة آنذاك بـ (طبيعة) ملاعب مركز تريغوريا مقر تدريبـات فريق “الذئاب”.
بدورها احتجت جماهير نابولي على تعيين رونغوني معدًا بدنيًا للفريق عَامٌ 2023، خاصةً بعد توالي إصابات لاعبى النادي مع بداية ذلك العام، وذكّروا بالماضي الأسود للمعد البدني الإيطالي مع لاتسيو وروما.
وما يزيد مـن صحة الشكوك حول سلامة موقف باولو رونغوني مع منتخـب الجزائر ان كل الإصابات التى عانى منها نجوم “الخضر” حتـى الان عضلية أو حدثت دون اى تدخل أو التحام بالأحرى، كَمَا حدث مع بن سبعيني وبن ناصر فى شهر مارس، ثم براهيمي فى معسكر شهر يونيو، ثم محرز وعوار وبن ناصر اثناء تجمع الشهر الحالي.
ويجري التشكيك حتـى فى طريقة تعامل المدرب الإيطالي مع عملية تعافي بعض اللاعبـين مـن الإصابات، كَمَا حدث مع الثنائي ريان آيت نوري ومحمد الأمين عمورة اثناء المعسكر الحالي، الامر الذى يطرح المزيد مـن التساؤلات بخصوص مستقبل هذا المدرب مع منتخـب الجزائر فى الفتره القادمة.