حصدت البرازيل نقاط مباراتها امام الإكوادور، وذلك بعدما هزمتها بهدف وحيد مـن توقيع رودريغو، ليصعد منتخـب السيليساو للمركز الرابع فى ترتيـب تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026 التى ستقام بملاعب أمريكا الشمالية.
الانتصار كان يعني إنهاء بطل العالم فى خمس مرات سابقة لسجل هو الأسوأ فى تاريخه، بعدما توقفت مجموعه عدم فوزه عند 4 مرات، متضمنة ثلاث خسائر متتالية.
البرازيل تلعب كمنتخب صغير
اهم ما يمكن ملاحظته فى أداء “راقصي السامبا”، هو ان النادي يلعـب كمنتخب صغير، والحديث هنا يتضمن الدفـاع والهجوم معًا. فى الهجوم لا يغامر المنتخـب البرازيلي كثيرًا، فلا الظهيران يصعدان معًا إلا نادرًا، ولا لاعبا الوسـط يتحركان للأمام مستكشفين مناطق الضعف التى تتكشف فى الدفاعات الإكوادورية جراء التمرير المستمر، ولا قلب الدفـاع يقوم بالتقدم للأمام مستغلًّا الرقابة على زملائه.
ولأنه لا توجد مخاطرة ولا توجه هجومي كثير فى اثناء امتلاك الكرة، فإن المحاصرة للضيوف بقيت مـن دون أنياب تقريبًا، وكأننا نشاهد نفس مباريات البرازيل فى كوبا أمريكا، حيـث لا يوجد اى نوع مـن أنواع المفاجآت إلا بينما ندر.
و”بينما ندر”، ظهر فقط فى لقطة الهدف، فقد تحرك رودريغو للخلف بعدما لمح “جيبًا” يمكنه التمركز فيه والتسلم بعيدًا عَنْ الرقابة اللصيقة فى الخط الأمامي، ليحول كرة شبه ميتة الي هـدف الفـوز مـن تسديدة مـن خارج منطقه الجـزاء، أنهت صيامه عَنْ الأهداف الرسمية مع البرازيل والذي جاء لقرابة العام.
بينما عدا ذلك، فإن مدير فني المنتخـب البرازيلي كان خائفًا مـن اى شيء غير روتيني، وتضمن ذلك ما حدث فى الشوط الثانى مـن تراجع جماعي للخلف. ليس عيبًا الدفـاع عَنْ تقدمك فى بعض الأحيان، لكن العيب ان يحدث ذلك لمدة 45 دقيقة متواصلة يتراجع فيها السيليساو الي ثلثه الأخير امام منتخـب ليس مـن كبار القارة مثلًا، كَمَا أنه لا يوجد سيناريو واضح للارتداد الهجومي، بل إن أخطر هجمة مرتدة فى المباراه كانـت تلك التى أضاعت فيها الإكوادور التعادل فى الدقيقه الاخيره مـن الشوط الاول.
وإن كان الحديث عَنْ ان المنتخـب البرازيلي اقتصد فى مجهوده استعدادًا للمباراة التالية، فإن واقع الامر يقول إنه مـن الصعب ان تقتصد فى مجهودك والنتيجة 1-0، كَمَا ان تعليق النتيجة حتـى النهايه أجبر مدير فني البرازيل على الإبقاء على فينسيوس ورودريغو حتـى نهاية المباراه، ليعجزا عَنْ نيل قسط مـن الراحة.
فرصة لتجربة فينيسيوس ورودريغو
مباراة اليـوم كانـت فرصة ليشاهد مدربو بعض الانديه الأوروبية عدة أمور تخص لاعبيهم، فقد كانـت فرصة لمتابعة تجربة فينيسيوس ورودريغو فى قلب الهجوم، وهو مشروع يمكن البناء عليه مـن جانب كارلو أنشيلوتي، فى ضوء التفكير فى نقل كيليان مبابي الي الجبهة اليسرى ووضع فينيسيوس كمهاجم متحرك، على ان ينضم إليه رودريغو أحيانًا.
فينيسيوس قام بلقطة جيدة فى الشوط الاول، تشبه كثيرًا ذلك الهدف الذى سجله فى مرمى بايرن ميونخ فى ألمانيا فى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا، بعدما تحرك خلف قلبي الدفـاع وتلقى تمريرة بديعة مـن أندريه، لكن ظهير الإكوادور ألان فرانكو أنقذ الموقف، ومثل هذه التحركات قد تشجع أنشيلوتي على التفكير فى هذا الحل لتصحيح الهجوم المدريدي.
هل يتعالى فينيسيوس على الكرة فى البرازيل؟
ما يزال فينيسيوس أحد اللاعبـين المهمين جدًّا فى منتخـب البرازيل إن لم يكن الأهم، هذا أمر لا جدال فيه. لكن هناك فارقًا بين ان تكون لاعـبًا مهمًّا وأن تكون لاعـبًا استطاع بالفعل مـن صناعة تاريخ مع بلادك، وتتعامل على هذا الأساس.
هناك شعور عَامٌ بين بعض المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يفيد بأن فينيسيوس يتعالى على الكرة عندما يرتدي قميص منتخـب البرازيل، وإن صح هذا الامر فإنه لا معنى له، لأن فينيسيوس لم يصنع تاريخًا بعد مع منتخـب السيليساو.
لا يمكن أبدًا تجاهل ما حققه فينيسيوس مـن أشياء رائعة مع ريال مدريد منحته رصيدًا كثيرًا مع الميرنغي، لكن هذا لا يمكن ان ينسحب على البرازيل، فرصيده مع النادي الإسباني لا علاقة له برصيـد ليس بالكبير مع السيليساو حتـى الان، وصحيح أنه لا ذنب له فى هذا الامر، فى اثناء ادارة فنية سيئة للمنتخب، إلا ان شيئًا مـن الجدية يحتاجه فينيسيوس مع المنتخـب البرازيلي.