قدّمت أرقام كيليان مبابي المنتقل الي صفـوف ريال مدريد فى مدة الصفقات الصيفية الحالية عَنْ نفسها صورة أولية “محبطة”، وذلك تمامًا على عكس المتوقع مـن النجـم الفرنسي فى موسمه الاول بين أسوار “قلعة البيرنابيو”.
وجاء هذا الانطباع المبدئي السلبى، بعد بداية مثالية لـ”قائد الديوك” مع ناديه الجديـد، سجّل خلالها أول هـدف فى أول مباراة له، والتي تزامنت مع نهائى كاس السوبر الأوروبي الذى حسمه “الملكي” على حساب أتالانتا الإيطالي بثنائية نظيفة على أرضية ستاد وارسو الوطني ببولندا، فى الـ14 مـن شهر آب/ أغسطس الحالي.
أرقام كيليان مبابي وانطلاقته المميزة لم تتبعها أخرى مماثلة، مع مرور ثلاث جولات على بداية بطولات الدورى الإسباني، الذى شهد عثرتين للريال خارج أرضه امام كل مـن مايوركا ولاس بالماس بالنتيجة ذاتها (1-1)، مقابل فـوز يتيم دَاخِلٌ قواعده على حساب بلد الوليد بثلاثية نظيفة، غير انّ اللافت فى كل هذا، غياب النجـم الفرنسي عَنْ المساهمة فى اى هـدف مـن الخمسة التى حققها فريقه حتـى الان.
أرقام كيليان مبابي.. إحباط غير مسبوق
“جمود” كيليان مبابي بينما بعد “انتفاضة” السوبر القاري، أثار المزيد مـن الجدل وطرح كمًا كثيرًا مـن التساؤلات، خصوصًا انّ اللاعب لم يتعوّد على التأخر فى وضع بصمته على المواجهات الأولى ضوء بطولات الدورى طيلة مشواره، حتـى عندما كان لاعـبًا فى صفـوف باريس سان جيرمان وموناكو قبل ذلك.
أرقام كيليان مبابي “غير الاعتيادية”، أثبتها موقع الإحصائيات الفرنسي المعروف “Stats Foot” الذى ذكر بأنّ هذه هى المرة الأولى، التى عجز فيها ابن “ضاحية بوندي” عَنْ المساهمة بأي هـدف فى أول ثلاث جولات مـن العام فى مشواره، كَمَا اضاف موقع “أوبتا” بدوره إحصائية أخرى تؤكد “شرعية التساؤلات” حول مردوده، مفادها انّ نجم الـ”بي.أس.جي” السابق فشل فى زيارة الشباك فى الليغا حتـى الان، على الرغم مـن أنه الأكثر تسديدًا على المرمى بواقع 17 تسديدة، وبإجمالي اهداف متوقعة جاء الي 1.8 هـدف (اى ما يقرب مـن هدفين فى المباراه الواحدة)، ولكنّ الحصيلة ما تزال “صفرية”.
والمفاجئ حقيقة، هو انّ هذه الإحصائيات السلبية الخاصة ببداية مبابي فى الليغا، ليست وليدة بداية هذا العام فقط، وإنما هى مخلفات لفترة أخيرة لم يكن فيها “الغزال الأسمر” فى أحسن أحواله حتـى فى “اليورو” الأخير، ويكفي ان نذكر بأنه لم يدوّن سوى 4 اهداف مع منح تمريرتين حاسمتين “Assist” فى آخر 16 مباراة مع النوادي والمنتخب، باحتساب جميع المسابقات، منها هـدف وتمريرتان حاسمتان امام لوكسمبورغ فى مواجهه ودية حسمها “الزرق” بثلاثية نظيفة فى يونيو/ حزيران الماضي.
بداية تؤكد شكوكًا مبدئية وتضع أنشيلوتي فى مأزق
تحليلًا لسلبية أرقام كيليان مبابي فى بدايته المدريدية، عاد عَدَّدَ مـن الملاحظين والفنيين، لنقطة تكتيكية سابقة تخصّ توظيف النجـم الفرنسي فى مركز المهاجم، والتي أثارت العديد مـن الشكوك والجدل.
ويشير الملاحظون انّ الشكوك تأكدت بشأن عدم تكيّف مبابي مع خطة “المهاجم الصريح”، التى كان يشغلها لاحقًا لاعبون بمواصفات معينة، على غرار كريم بنزيما أو حتـى خوسيلو، وليس ذلك لقصور فني فى إمكانات “الطوربيد الفرنسي”، وإنّما لضياع إحداثياته كلاعب يحذق أساسًا الاختراق مـن الجناح، وهو مركزه المفضّل والأمثل، الذى كان السبب الرئيسي فى الوصول الي ما جاء إليه مـن نجومية.
نقطه تكتيكية حاسمة، وضعت المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي فى مأزق، وهو الذى أصرّ لاحقًا على انّ توظيف مبابي كرأس حربة لن يسبّب مشكلًا، ولكن يبدو انّ المستجدات المتعلقة بمردودية نجمه، ستدفعه لتغيير قناعاته، وربّما اتخاذ قرار صعب قبل نهاية الميركاتو الحالي، وهو على سبيل المثال بيع رودريغو غوس الذى يشغل هو الآخر خطة جناح، وذلك بهدف إفساح المجال لـ”انفجار” الفرنسي مجددًا.
نقطه الجـزاء والكرة الذهبية.. بداية المشكلات
مـن جانب اخر، اتّجه البعض فى تفسير أرقام كيليان مبابي المتواضعة فى بداية العام الحالي، الي تأويلات أعمق، مستندين فى ذلك الي “التنافس غير المعلن” بين نجمي النادي، مبابي وفينيسيوس جونيور، والذي يمسّ كل الأدوار دَاخِلٌ الْمَلْعَبُ، بما فى ذلك تنفيذ ركلات الجـزاء، ووظائف أخرى أربكت النادي بشكل كان أوضح مـن اى وقت مضى فى مواجهه ريال مايوركا.
ولئن اعلن ربّان سفينة “البلانكوس” أنشيلوتي فى وقت لاحق هذه المسألة، بتحديد هوية منفذ ركلات الجـزاء والتي أسندها لـ”نجم السيليساو”، ومسدّد الركلات الحرة التى عيّن لها مبابي، غير انّ هذا القرار قد يثير حفيظة الأخير أكثر فأكثر، لا سيما إذا ما بقي عدّاد أهدافه “جامدًا” أو “بطيئًا”.
أرقام كيليان مبابي فى حاجة الي تحسين متواصل والبقاء فى القمة، ليس فقط مـن اجل صورته وصيته كنجم عالمي، وإنّما أيضًا لأهدافه وطموحاته الشخصية فرديًّا (الكرة الذهبية)، وجماعيًا (دورى أبطال أوروبا)، والتي مـن أجلها غيّر الألوان الباريسية وقدم الي عملاق القارة العجوز.
جدل متواصل ونقاط مثيرة وإنذار ببداية المشكلات فى الأفق القريب، على “الداهية” أنشيلوتي معالجتها بشكل عاجل، حتـى لا ينقلب سحر كيليان مبابي على الساحر ريال مدريد.