حافظ برشلونه على الْعَلَّامَة الْكَامِلَة له فى ثلاث مباريات فى الدورى الإسباني وذلك بعدما حول تأخره امام رايو فايكانو بهدف الي فـوزٍ بهدفين فى المباراه التى جرت بين الفريقين على ستاد “باييكاس” بمدريد ضوء مباريات الجولة الثالثة مـن “الليغا”.
النادي الكتالوني أصبح النادي الوحيد فى البطولة المحليه الإسبانية الذى يحقق الفـوز فى مبارياته الثلاثة ليتصدر جـدول الترتيب منفردًا بعد خسارة سيلتا فيغو امام فياريال بداية هذه الجولة.
هل نحتاج لإعادة ما لدينا عَنْ 4/2/3/1/؟
ربما نحتاج ذلك فعلًا، فلا ضرر مـن التكرار طالما لا يتغير شيئًا تجاه النظرة الي طريقة 4/2/3/1 التى اعتمدها هانز فليك مع برشلونه منذ بداية العام، تلك الطريقة يتخلى فيها البرسا عَنْ خطته المعتادة 4/3/3 لكنها تكلفه خسائر دفاعية لا تُخطئها العين.
أطراف برشلونه مستباحة، هذا أمر واضح، فمن جديد لا يدافع فيران توريس ولامين يامال على الأطراف إما تقصيرًا منهما أو ظنًا منهما ان النادي مايزال يلعـب بثلاثي وسـط.
لكنه لا يفعل، بل يأتي بيدري وبيرنال فقط فى عمق الْمَلْعَبُ، وهو عَدَّدَ غير كافي بالنظر للطبيعة البدنية الكبيرة المطلوبة لمثل هذه الاستراتيجية وهي التى لا يتحلى بها بيدري خاصة، لنجد هذا الثنائي بالكاد مشغولًا بحماية عمق الْمَلْعَبُ مـن غزوات وسـط الرايو لكنه يترك الظهير وحيدًا.
وكما تحدثنا عَنْ هذا الامر فى المباراه الماضية، تحقق نفس الشيء فى هـدف رايو، بعد اقتحام للأطراف ولعب الكرة عرضية للقادمين الكثيرين مـن الخلف أحدهم كان أوناي لوبيز الذى لم يضيع الفرصة دون هز شبـاك تير شتيغن.
انتهى أمر فيران توريس مع برشلونه
كانـت تلك المباراه الفرصة الاخيره لفيران توريس ليلحق بما فاته، ويقاوم مصيره المتوقع بالجلوس بديلًا لرافينيا وأولمو. لكن لا جديد بخصوص الجناح الإسباني الذى قدم مباراة رتيبة جديدة طلب فيها هانز فليك منه ان يدخل للعمق ليشتت الدفاعات عَنْ روبرت ليفاندوفسكي، لكن بخلاف ذلك كان توريس غير قادر على تقديم الجديـد، ربما فقط فى تحرك تجاه الجبهة اليمنى استطاع فيها مـن صناعة زيادة عددية مكنت يامال وكوندي مـن الانسلال مـن الدفاعات المدريدية.
صحيح ان هناك المزيد مـن العوامل وراء تحسن أداء برشلونه، إلا ان إخراج توريس وإشراك داني أولمو كان أحد الأسباب بكل تأكيد، فالأخير بدأ نشيطًا مباشرة وكاد ان يحصل على ركلة جـزاء تبدو مستحقة للبرسا فى الدقيقه الأولى مـن الشوط الثانى قبل ان يسدد صاروخًا ارتطم بالعارضة.
كَمَا ان رافينيا للمباراة الثانية على التوالي كان قادرًا على التحسن وإضافة الجديـد على الجبهة اليسرى بفعل تحركاته الممتازة خلف الدفاعات فمن إحدى تلك الكرات كان ليفاندوفسكي يهدر فرصة لا تصدق مـن عرضية الجناح البرازيلي.
الامر الثالث لم يتعلق بشيء فردي هذه المرة بل فى الثنائية المميزة المتفاهمة بين لامين يامال وأولمو الذى كان مساندًا لكل زملائه بوضوح لكن بصفة خاصة مع الشاب الأعسر الصغير الذى وجد مساندًا مميزًا له كَمَا يفعل فيرمين لوبيز أحيانًا.
اما بعيدًا عَنْ أولمو فقد كان أمرًا سارًا لجماهير البرسا ان بيدري مايزال قادر على التأثير وقد كان هدفه مهمًا جدًا فى لحظة بدت الامور تسير فى بواسطة مُحبِط للضيوف بعد إهدار أكثر مـن فرصة، كَمَا يُسأل بديل فايكانو باسي سيسي عَنْ عدم عودته بسرعة مع بيدري فى تلك الهجمة المرتدة التى خُطفت فيها الكرة بتمريرة سيئة مـن المهاجم كاميّو.
ما الفارق بين تشافي وفليك؟
هناك حالة مـن التفاؤل فى برشلونه بخصوص هانز فليك. هذا أمر عادل نوعًا ما لكنه فى بعض الأحيان يكون به بعض المبالغات، فصحيح ان النادي لديه غيابات مؤثرة خاصة فى الوسـط، إلا أنه مـن دون تلك الغيابات، يقدم النادي كل مرة شوطًا ثانيًا افضل مـن الاول، اى أنه قادر على ان يقدم ما هو افضل مما يقدمه مـن أداء واضح التراجع فى الشوط الاول فى كل المباريات الثلاثة التى خاضها ولو ببعض الفوارق.
لكن تحديدًا سواء امام فالنسيا أو امام فايكانو فإن التباين كان كثيرًا بين أداء البلوغرانا فى شوطي المباراه وكأننا نشاهد مباراة أخرى لبرشلونة تشافي الذى كان يعتبر كرة القدم عبارة عَنْ 45 دقيقة فقط هى دقائق الشوط الثانى وكان قادرًا فى كثيرٍ مـن الأوقات على قلب الطاولة فى تلك الفتره كَمَا يفعل فريق فليك.
لكن ربما التبرير المقبول الان هو ان فليك مايزال يجرّب، وأنه لم يكن يمتلك أولمو فى المباراتين الأولتين وأنه سيمتلكه أساسيًا فى المباراه القادمة لذلك تبدو بعض المشكلات الهجومية فى طريقها للحل، لكن ماذا عَنْ الدفاعية؟.. بخصوص الدفاعية فإن ثمة أمل فى ان يقدم أولمو مساندة دفاعية افضل مـن تلك التى يقدمها رافينيا.
لوحظ ذلك فى بعض اللقطات التى يتكاسل فيها لامين يامال عَنْ التراجع، أو ربما لا يقدر بسـبب الإرهاق، فيقوم أولمو بالتحرك يمينًا لسد هذا الفراغ الهائل بين يامال وكوندي والذي كان لاعبو الرايو يعربدون فيه كَمَا يحلو لهم خاصة مـن جانب إسبينو أو ألفارو غارسيا.