كانـت ردة فعل لاعـب وسـط ريال مدريد المعتزل توني كروس منطقية جدًا وقد عبر عَنْ ذهوله مـن الأخبار التى تتحدث عَنْ اقتراب رحيل غوندوغان عَنْ صفـوف برشلونه، فقد كانـت هذه ردة فعل الأغلبية.
فالدولي الألماني كان قد جاء قبل موسـمٍ واحد فقط قادمًا مـن مانشستر سيتي بعد تتويجه بثلاثية تاريخية للنادي الانجليزي لكنه كان قد فكر فى تجربة جديدة ووجد برشلونه سيكون محطته المناسبة لتلك التجربة.
تعددت الأسباب.. والرحيل واحد!
رجّح كثير مـن المتابعين ان برشلونه يسرّب المزيد مـن الأخبار السلبية عَنْ غوندوغان مـن اجل دفعه للرحيل عَنْ صفـوف النادي الكتالوني وهو ما حدث بالفعل بعدما قدم صاحب الأصول التركية طلبًا رَسْمِيًٌّا للرحيل عَنْ النادي قابلته الإدارة بعدم ممانعة ذلك وكأنه صادف هوى فى نفسها.
الحديث كان ينحصر بشكل رئيسي عَنْ رغبة ادارة لابورتا فى التخلص مـن لاعـب آخر مـن أصحاب الرواتب العالية مـن اجل إفساح المجال لتسجيل اللاعبـين وتخفيف العبء الاقتصادي عَنْ النادي الذى عانى مـن أكبر دين فى تاريخ الرياضة بعد مدة كارثية على المستوى الاقتصادي مع الرئيس السابق بارتوميو.
لكن صحيفة “موندو ديبورتيفو” خرجت بتقرير أشار الي ان الامر لم يبدأ عند مسألة الراتب العالي لغوندوغان بل بدأ بعد تصدع علاقة الأخير ببعضٍ مـن لاعبى النادي إثر انتقاده العلني لزملائه بعد مباراة باريس سان جيرمان التى سقط فيها برشلونه بأربعة اهداف مقابل هـدف، والتي ألمح فيها النجـم الألماني الي لوم مدافـع النادي رونالد أراوخو الذى طُرد بتصرف متهور كلف البرسا اللعب بعشرة لاعبين لأغلب المباراه التى أقصت البلوغرانا مـن دورى أبطال أوروبا.
ورغم اعتذار غوندوغان عَنْ تلك التصريحات إلا ان الضرر كان قد حدث، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التى يفعل فيها ذلك، فقد فعلها فى كلاسيكو الدور الاول الذى سجل فيه لاعـب بوروسيا دورتموند الأسبق هـدف البرسا الوحيد قبل ان يقلب ريال مدريد الطاولة فى الشوط الثانى بهدفي جود بيلينغهام.
ومع رغبة ادارة النادي فى التخلص مـن بعض اللاعبـين مـن أصحاب الرواتب العالية، لم يمانع المدير الفنى هانز فليك هذا الامر خاصة أنه، حسب الصحيفه الكتالونية، يمتلك فيرمين لوبيز وداني أولمو فى نفس المركـز.
رحيل غوندوغان عَنْ برشلونه بعد موسـمٍ واحد فقط، وأيًا كان السبب الحقيقي لذلك، فإن الحقيقة الوحيدة الان أنه سيغادر.
خسارة لبرشلونة بعد رحيل غوندوغان
والحقيقة ان رحيل غوندوغان هو خسارة مؤكدة للفريق الكتالوني، فقد كان واحدًا مـن افضل لاعبى النادي فى العام الماضي الذى عانى فيه النادي كثيرًا على مستوى النتائج وخرج خالي الوفاض فى النهايه بعد أداء متراجع لكثيرٍ مـن اللاعبـين.
كَمَا أنه ليس صحيحًا ان مركز غوندوغان هو مركز فيرمين وأولمو، فهو واحد مـن المراكز التى يجيد اللعب فيها، لكن الذى تجاهلته الصحيفه الكتالونية، وربما هانز فليك، هو ان غوندوغان يستطيع اللعب فى كل مراكز الوسـط، بل وغالبية مسيرته كان يلعـب فيها إما فى مركز لاعـب الارتكاز أو لاعـب الوسـط المحوري، ومسألة استخدامه جاء الى بيب غوارديولا فى مسألة الدخول لمنطقة الجـزاء والتسجيل بكثافة هى ميزة إضافية لا تعني أنها الميزة الوحيدة التى يملكها.
فغوندوغان مناسب جدًا لأسلوب لعب برشلونه، ووجود لاعـب بخبرته يمكن معه ان ينمو لاعبو الوسـط الشباب بشكل افضل خاصة مع التراجع الذى حدث فى مستوى بيدري، والتذبذب الذى لا ينتهي فى مستوى فرينكي دي يونغ فى انتظار عودة غافي مـن الإصابة الطويلة التى عانى منها وأبعدته عَنْ غالبية العام الماضي.
كَمَا ان رحيل سيرجي روبيرتو وأوريول روميو، اللذين لم يكونا بمستوى مميز لكنهما زاد بشري للدكة، قد يعني أنه ما يزال يمكن الاستفادة مـن النجـم الألماني بشكل حتـى لو ثانوي نوعًا ما، وذلك حتـى لو تم تجاهل كل ما سبق مـن أنه كان اللاعب الأفضل فى وسـط برشلونه العام الماضي بلا منازع.
اما إن كان الراتب هو ما يفرض الرحيل المحتوم، فإن ذلك قد يدفع للتساؤل عَنْ فكرة التعاقـد مع لاعـب تعلم ادارة النادي جيدًا أنه مـن أصحاب الرواتب المرتفعة ثم تكتشف هذا فجأة بعد نهاية العام، علمًا بأن ادارة لابورتا قضت المزيد مـن الوقت لمحاولة التخلص مـن دي يونغ، الذى يحصل على راتب أعلى، دون جدوى لكنها لم تمانع إيذاء صورة النادي الذى سعى غوندوغان للارتباط باسمه بدايةًا مـن سمعة البرسا الكبيرة ليجد نفسه مُجبرًا على الرحيل بعد عَامٌٍ واحد قدم فيه المزيد.