انطلق الدورى الفرنسي هذا العام 2024-25، لأول مرة منذ سبع اعوام بغياب ابرز نجومه وأكبر أسمائه، كيليان مبابي الذى انتقل الي ريال مدريد الإسباني فى صفقة مجانية هذا الصيف.
غياب قائد المنتخـب الفرنسي أثر بشكل كثير فى الدورى وعلى كرة القدم الفرنسية بشكل عَامٌ، ما أدى الي تراجع كثير فى حقوق البث التلفزيوني وإيرادات الانديه، وجعل الوضع يبدو أكثر قتامة مـن اى وقت مضى.
أزمة حقوق البث التلفزيوني.. هبوط كثير فى الإيرادات
فى يوليو/ تموز الماضي، أبرمت رابطة الدورى الفرنسي للمحترفين (LFP) اتفاقًا حول حقوق البث التلفزيوني للسنوات الخمس القادمة (2024-2029)، بمبلغ 500 مليون يورو فقط.
وهو رقم بعيد كل البعد عَنْ المبلغ الذى كانـت تسعى الرابطه لتحقيقه، والذي كان يصل الي 800 مليون يورو أو حتـى مليار يورو عند إضافة الحقوق الدولية.
هذا الانخفاض الكبير فى قيمة الحقوق، يعكس التحديات التى تواجهها كرة القدم الفرنسية فى غياب نجوم بارزين مثل كيليان مبابي، وفق ما وضحت إليه صحيفة “آس” الإسبانية.
الاحتجاجات على أسعار اشتراكات الدورى الفرنسي
لم يقتصر الامر على تراجع الإيرادات، بل زاد مـن تعقيد الوضع الغضب العارم بين الجماهير، بسـبب الأسعار المرتفعة التى فرضتها مجموعه قنوات مجموعه “DAZN” البريطانية، التى تحصلت على حقوق بث مباريات “الليغ 1”.
أعلنت الشَّبَكَةُ عَنْ أسعار باقاتها المتنوعة هذا الاسبوع، حيـث يتعين على المشتركين دفع 29.99 يورو شهريًا إذا التزموا سنويًّا، أو 39.99 يورو شهريًّا مـن دون التزام.
وإذا أراد المشجعون متابعة جميع المباريات، سيكون عليهم دفع 55 يورو شهريًّا، لأن المباراه التاسعه تُبث على قناة “BeIN Sports” التى تطلب 15 يورو شهريًّا.
هذه الأسعار المرتفعة دفعت الجماهير الي البحث عَنْ طرق أخرى لمتابعة المباريات، مثل القنوات غير القانونية وتقنيات “IPTV” وتطبيقات “Telegram”، ما أدى الي تزايد قرصنة البث فى فرنسا.
وقد أطلق المتابعون حملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم “#BoycottDAZN” للاحتجاج على هذه الأسعار، وهو ما أصبح أول ترند فى فرنسا لعدة أيام.
إذا لم تتمكن الشَّبَكَةُ البريطانية مـن تحقيق هدفها بالحصول على 1.5 مليون مشترك اثناء العامين المقبلين، فإن العقد الموقـع بينها وبين رابطة الدورى الفرنسي سيمكن للأخيرة فسخه مـن جانب واحد مـن دون إشعار مسبق.
ومع تراجع الإيرادات، سيكون لدى الانديه الفرنسية الأولى هذا العام مَبْلَغٌ صاف قدره 178.2 مليون يورو فقط، مقارنة بـ495 مليون يورو تحصلت عليها فى العام الماضي.
هذا التراجع فى الإيرادات والارتفاع الكبير فى التكاليف بنسبة 75%، يهدد بقاء العديد مـن الانديه فى الدورى الفرنسي. وإذ كانـت رابطة الدورى تعتمد على مبابي كشخصية رئيسية فى محاولة جذب شركات البث لشراء حقوق البث بمبالغ أكبر، لكن رحيله جعل هذه الخطة تنهار.
