تعتـبر كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى فى الأردن، فلا صوت يرتفع عليها لدى الجماهير الرياضية، فهي زادهم فى وقت فراغهم، وملاذهم لتغذية نهمهم وعشقهم لهذه اللعبة وما تحمله مـن إثارة وفن ومهارة وصراع نحو تحقيق الانتصارات، ومع ذلك شهدت الجولة الأولى مـن بطوله الدورى الأردني عزوفًا جماهيريًا.
ومع بداية الدورى قبل أيام، كانـت المباريات الستة تشهد عزوفًا جماهيريًا كثيرًا، رغم الشعبية الكبيرة التى تتمتع بها عدة أندية يتقدمها الفيصلي والوحدات والرمثا والحسين إربد.
وغابت الجماهير عَنْ الجولة الأولى مـن النسخه الحالية، فمجموع الحضور الجماهيري للمباريات الست جاء الي نحو 3 آلاف متفرج، وبمعدل 500 متفرج فقط للمباراة الواحدة، وهذا رقم متواضع للغاية وربما يعد سابقة فى مسيرة بطوله الدورى الأردني، وأشبه بحكايات صدق أو لا تصدق!.
ويسلط العمدة نيوز، فى هذا المقال، الضوء على الأسباب التى أدت الي التراجع الواضح فى معدل الحضور الجماهيري للمباريات، حيـث يمكن تلخيصها فى النقاط التالية:
الحرب والظروف الاقتصاديه الصعبة
أرخت الاحداث الجارية فى قطاع غ.ز.ة بظلالها سلبًا على المزاج العام لدى الجماهير، فمنذ العام الماضي بدأ غيابها عَنْ المدرجات فى تصاعد وخاصة عَنْ فريق الوحدات.
وسبق ان اعلن أكثر مـن مسؤول ان غياب الجماهير عَنْ مساندة فرقها يحد مـن تطلعاتها ويُبعدها عَنْ طموحاتها، فهي اللاعب رقم واحد، وفاكهة الملاعب، وكان الاندفاع والروح القتالية غائبين عَنْ الفرق نتيجه للعزوف الجماهيري فى الدورى الأردني.
ويعاني الجمهور -حاله حال اى مواطن-، مـن الظروف الاقتصاديه الصعبة التى ارتفعت وطأتها بعد جائحة كورونـا، مما دفع البعض الي الاكتفاء بمشاهدة مباراة فريقه على شاشة التلفاز فى منزله وتوفير ما قد ينفقه حال الذهاب الي الْمَلْعَبُ.
كثرة تنقل اللاعبـين فى الدورى الأردني
يشهد كل موسـم تنقلات عديدة للاعبين بين الانديه، خاصة ان معظمهم (اى اللاعبـين) لا يوقع إلا لموسم واحد، مما أسهم فى تجريد الجماهير مـن حالة الشغف لكرة القدم، فمنها مـن يغضب لرحيل لاعـب أو لاعبين يحبهما، فيبتعد عَنْ الملاعب.
وكثرة الصفقات بين اللاعبـين خلط الأوراق وأفقد بعض الفرق قوتها وقدراتها وهويتها، وتسبب فى تذبذب مستواها الفنى ونتائجها ما أدى لغياب الجماهير عَنْ المدرجات.
ضعف التسويق وسوء البنية التحتية
يعد ضعف التسويق للبطولات المحليه، مـن الأسباب الرئيسة التى أدت للعزوف الجماهيري، وأصبحت الجماهير على قناعة كبيرة بأن إقامة البطولة على طريقة نظام (سلق البيض)، الي جانب تخفيض قيمة جَائِزَةٌ بطل الدورى الي 60 ألف دينار، أفرغ المنافسه مـن قيمتها ومكانتها.
كَمَا ان إقامة عَدَّدَ مـن المباريات الجماهيرية الهامة فى أيام الدوام الرسمى، خفف مـن نسبه الحضور، وهذا ما حدث أكثر مـن مرة اثناء العام الماضي.
وتعاني أيضًا ملاعب كرة القدم الأردنية مـن سوء البنية التحتية، فلا المدرجات مريحة، ولا الخدمات متوفرة، واصطفاف السيارات خارج الْمَلْعَبُ يعد أمرًا غاية فى الصعوبة، وأما مرافق الملاعب وما يباع فى داخله مـن طعام وشراب متواضع وبأسعار مرتفعة، يشكل معاناة حقيقية لكل مـن يحضر الي الْمَلْعَبُ، وهي مسببات تساعد على هجرة المدرجات.
الأخطاء التحكيمية والمستويات الفنية
وصلت جماهير كرة القدم الأردنية الي حالة مـن خسارة الأمل بإحداث اى تطوير على المسابقات المحليه، فغياب تقنية الفيديو عَنْ الملاعب وتعدد الأخطاء التحكيمية المؤثرة والمتراكمة فى المسابقات المحليه، وخروج بعض الفرق بخسارة ظالمة، جعل الانطباع العام للجماهير عَنْ كرة القدم الأردنية، يزداد سوءًا واشمئزازًا.
ولأن كثيرًا مـن مباريات الدورى الأردني تأتي على ملاعب غير صالحة لممارسة كرة القدم، ناهيك عَنْ بعد المسافة عَنْ الملاعب والتكلفة المالية للوصول اليها وخاصة تلك الواقعة فى مدينة العقبة والزرقاء، انعكس سلبًا على المستوى الفنى للمباريات والحضور الجماهيري فى آن معًا.