احتضن ستاد فرنسا بضاحية “سانت دوني” حفل نهاية أولمبياد باريس 2024، اليـوم الأحد 11 أغسطس/ آب، الذى استمر لثلاث ساعات كاملة، وجاء بعد أكثر مـن اسبوعين مـن المنافسات المحتدمة بين الرياضيين، انتهت بتصدر الولايات المتحدة لجدول الميداليات.
وانطلق الحفل مـن خارج الْمَلْعَبُ، وبالتحديد مـن الحديقة التى وضعت فيها الشعلة الأولمبية قرب متحف “اللوفر”، حيـث تم إطفاء الشعلة إعلانًا عَنْ نهاية الألعاب، وسـط أداء لأغنية فرنسية قديمة مـن طرف المغنية الفرنسية زاهو دي ساغازان، قبل ان ينتقل المشهد سريعًا الي ستاد فرنسا.
واحتشد آلاف المشجعين فى المدرجات مـن اجل حضور حفل نهاية أولمبياد باريس 2024، حيـث انطلقت الفعاليات بعروض موسيقية كلاسيكية مـن طرف فرقة موسيقية على أرض الْمَلْعَبُ، الذى احتضن بطولات العاب القوى اثناء الدورة، بينما وضعت منصه كبيرة على الأرضية تمثل القارات الخمس، بينما مسرحًا لاداء العروض المتنوعة.
دخل ممثلو الدول الـ206 المشاركة فى الألعاب الأولمبية تباعًا الي أرض الْمَلْعَبُ حاملين أعلامهم الوطنيه، كتقليد متعارف عليه عبر التَّارِيخُ، حيـث رفـع رياضى واحد أو اثنين مـن كل دَوْلَةٌ العلم، قبل ان يلحق بهم باقي الرياضيون تباعًا وسـط تصفيقات الجماهير.
وتواصل دخول الرياضيين الي أرض الْمَلْعَبُ وسـط اداء لأغاني فرنسية كلاسيكية أصيلة، مع تجاوب كثير مـن طرف الجماهير، فى تجسيد للفن الفرنسي عبر صوت الفنان الراحل شارل أزنافور، ثم عبر أصوات فنانين آخرين أشعلوا حماس الحاضرين مـن الجماهير والرياضيين على حد سواء.
إبهار فرنسي فى حفل نهاية أولمبياد باريس 2024
وجاء حفل نهاية الألعاب الأولمبية غير مشابه لحفل الافتتاح الذى أقيم على ضفتي نهر السين، الذى كان فريدًا مـن نوعه، كونه أول حفل يقام خارج الْمَلْعَبُ الأولمبي، رغم الانتقادات الكثيرة التى وجهّت حينها مـن جهات عديدة بسـبب بعض الجانب مـن الحفل التى لم تراعي بعض الخصائص البعيدة عَنْ الرياضة.
وبعد اكتمال دخول الرياضيين الي أرض الْمَلْعَبُ، جرت مراسم تتويج الرياضيات الفائزات بسباق الماراثون امام الملأ، وبتكريم مـن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ برفقة رئيس الاتحاد الدولى لألعاب القوى سيباستيان كوي، حيـث تَوّج الكينية ثم هيلين أوبيري بالبرونزية، قبل ان يمنح الإثيوبية تيغست أسيفا الفضية، ثم رصّع الهولندية ستيفان حسن بالميدالية الذهبية.
وتزيّنت أطراف وسقف ستاد فرنسا بالأضواء الملونة فى الجزء الثانى مـن حفل نهاية أولمبياد باريس ما أضفى خصوصية كبيرة للحدث، مع أداء الفرقة الموسيقية لمعزوفات هادئة ومتنوعة، قبل ان تبدأ الاحتفالات بالأضواء والمؤثرات البصرية فى أرجاء الْمَلْعَبُ، مع تجسيد للوحات فنية كان بطلها شخص يرتدي زيًا ذهبيًا أطلق عليه اسم “الرحالة الذهبي”، حيـث نزل مـن سقف الْمَلْعَبُ الي الأرض فى مشهد يجسد جزءًا مـن التراث الأولمبي.
وتم رفـع علم اليونان عاليًا على أرض الْمَلْعَبُ تكريما لها كونها مـن كان مهدًا لبعث الألعاب الأولمبية الحديثة، ثم تم تجسيد العديد مـن الفعاليات على أرض الْمَلْعَبُ كاستذكار لشخصيات برزت عبر تاريخ الألعاب الأولمبية، وتجسيد لتسلسل تطور الألعاب عبر الزمن، قبل ان تُرفـع الحلقات الأولمبية الخمسة عبر دواليب عملاقة فى الهواء، ليصل بعدها “الرحالة الذهبي” الي نهاية الرحلة فى مشهد متناسق.
توم كروز ينقل العلم الأولمبي الي لوس أنجلوس
وميّز حفل نهاية أولمبياد باريس 2024 عرض ابرز اللحظات اثناء هذه النسخه المتميزة، ثم أداء عروض موسيقية مختلفة مـن طرف فرق متنوعة الطبوع، قبل ان يلقي رئيسا اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس واللجنة الأولمبية خطابين أعلنا خلالهما انتهاء الدورة، ليتم بعد ذلك أداء النشيد الأولمبي الرسمى ثم إنزال العلم الأولمبي وتسليمه الي عمدة مدينة لوس أنجلوس، التى تحتضن النسخه القادمة فى عَامٌ 2028.
وظهر الممثل الأمريكي المعروف توم كروز فى نهاية الحفل، حيـث نزل مـن سقف الْمَلْعَبُ الي الأرضية عبر حبال، ليتسلم العلم الأولمبي وينطلق به عبر دراجة صعبة، مجسدًا جانبًا مـن اشهر مشاهده السينيمائية، ليخترق شوارع العاصمة الفرنسية بسرعة كبيرة، ثم يستقل طائرة توصله مباشرة الي مدينة لوس أنجلسون، وتحديدًا فى “هوليوود”، فى مشاهد سينيمائية استذكارًا لفيلمه المعروف “عملية مستحيلة”، ثم مشاهد أخرى مـن مشواره الفنى.
وظهر العداء الأمريكي المعروف مايكل جونسون أيضًا فى نهاية حفل نهاية أولمبياد باريس 2024، حيـث تسلم العلم الأولمبي، وركض فى شوارع لوس أنجلوس، ليصل الي شاطئ البحر أين أقيم حفل موسيقي هناك، احتفالًا بعودة الأولمبياد الي الولايات المتحدة الأمريكية.