نجحت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف فى التتويج بالميدالية الذهبية لوزن 66 كيلوغرامًا، يـوم الجمعة 9 أغسطس/ آب، بفوزها فى المنازلة النهائيه على حساب نظيرتها الصينية، يانغ لي، وسـط متابعة عالمية قياسية ارتقت لمستوى الجدل واللغط الذى أحاط بالبطلة الجزائرية منذ بداية أولمبياد باريس 2024.
وتحولت خليف الي قصة ملهمة فى العالم عندما كافحت الظلم والتشكيك اللذين تعرضت لهما مع بداية الأولمبياد، عندما تم التشكيك فى أهليتها للتنافس مع السيدات، بتحريك مـن الاتحاد الدولى للملاكمة “غير الشرعي”، ومتابعة مـن سياسيين ومشاهير وشخصيات معروفة، مزجّت فيها السِّيَاسِيَّةُ بالعنصرية والكراهية والتنمر.
ولاقت الجزائرية إيمان خليف (25 عَامًٌا) تعاطفًا منقطع النظير فى الجزائر والعالم أيضًا بعد ان استوعب المزيد قصتها، خاصة بعد وقوف اللجنة الأولمبية الدولية الي جانبها امام الاتهامات الظالمة والتشكيك المفضوح فى جنسها، ويرصد “العمدة نيوز” فى هذا المقال ثلاثة عوامل أسهمت فى معانقة البطلة الجزائرية للذهب الأولمبي.
الظلم الممنهج والتشكيك فى الجزائرية إيمان خليف بطريقة غير أخلاقية
تسلحت الملاكمة الجزائرية بإرادة مـن حديد وإصرار شديد مـن اجل الرد على حملة الظلم والتنمر التى تعرضت لها منذ بداية الأولمبياد، والتي تسببت فى ذرفها الدموع اثناء مواجهتها للملاكمة المجرية، لوكا هاموري، فى الدور ربع النهائى، حيـث لم تتقبل خليف كل العبارات العنصرية المغلفة بخطاب الكراهية والتنمر، التى طالتها فى منصات التواصل الاجتماعي والتشكيك السياسي والإعلامي فيها.
بينما خليف ضحية صراع سياسي بين الاتحاد الدولى للملاكمة واللجنة الأولمبية الدولية بتوظيف “يميني متطرف”، وهي كلّها أمور دفعتها الي تحويل الضغط السلبى المفروض عليها الي طاقة إيجابية قاومت بفضلها كل منتقديها دَاخِلٌ الحلبة، وردت الملاكمة الجزائرية على التشكيك الأخلاقي بطريقة فيها المزيد مـن الإلهام والشرف.
حلم الأولمبياد وقصة كفاحها للوصول الي العالميه
لم يكن بواسطة الجزائلرية إيمان خليف نحو الذهب الأولمبي مفروشًا بالورود بل كان طويلًا وشاقًا لسنوات طويلة، فبغض النظر عَنْ الحملة التى لاقتها اثناء أولمبياد باريس 2024، كافحت ابنة محافظة تيارت غربي العاصمة الجزائرية لسنوات مـن اجل الوصول الي هذه المكانة.
وتحدّت خليف الأعراف والتقاليد بمنطقتها المحافظة بممارستها لرياضة الملاكمة، كَمَا انّها كابدت الفقر والجوع قبل ان تصل الي قمه العالم، فى قصة ملهمة جديرة بأن تكون سيناريو لفيلم عالمي، وهي التى كانـت تبيع الخبز وتمشي لمسافات طويلة لتأمين ممارستها للرياضة التى تعشقها، وكان التتويج بالميدالية الذهبية حلمًا لاحقته منذ نعومة أظافرها قبل ان تحققه فى باريس.
الدعـم الجزائري القوي دَوْلَةٌ وشعبًا
حظيت الجزائرية إيمان خليف بدعم جزائري رَسْمِيٌّ وشعبي منقطع النظير، حيـث التف حولها كل الجزائريين مـن اجل دعمها، ودافعوا عنها امام كل المشككين وحوّلوا منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة الي ميدان لرد الاعتبار لها، منتصرين لشرفها وكرامتها كسيدة جزائرية كافحت للوصول الي أعلى درجة فى الألعاب الأولمبية.
وحوّلت نائبة بطلة العالم لعام 2022 هذا الدعـم الي مصدر قوة وإصرار شديدين على تقديم افضل ما لديها دَاخِلٌ الحلبة، وهو ما اعترفت به إيمان خليف اثناء تصريحاتها المتنوعة منذ بداية الأولمبياد، عندما أكدت بأن دعـم الجزائريين لها يزيدها قوة وإرادة وقتالية، وأن هدفها هو إسعادهم وإدخال البهجة الي قلوبهم.