يشهد التاسع مـن أغسطس الحالي بداية الدورى القطري بمسماه الجديـد (دورى نجوم أريدُ) إذ مـن المتوقع ان يشهد مسابقه ساخنة على البطولة لمحاولة كسر قطبية السد والدحيل التى هيمنت على البطولة فى السنوات الاخيره.
استعد أكثر مـن نادٍ بشكل مميز هذا الصيف سواء مـن اثناء تعزيز صفوفه بانتقالات اللاعبـين أو حتـى المدربين لتدعيم آماله لتحقيق البطولة. وهنا نلقي نظرة فاحصة على مدربي فرسان الرهان المتوقعين للمنافسة على لقب البطولة فى موسـم 2024-2025.
فيليكس سانشيز (السد) – المرونة وتطوير اللاعبـين
لم يجد السد، بطل العام الماضي، افضل مـن فيليكس سانشيز ليقوده بحكم معرفته الكبيرة بالكرة القطرية والإنجاز الكبير الذى حققه بالفوز بكأس آسيا 2019.
سانشيز مدير فني يعرف كيف يُقدم اللاعبـين الشباب ويطورهم، هو مـن قدّم المعز علي وأكرم عفيف مع العنابي، وفي تجربته الاخيره مع الإكوادور فعل الشيء نفسه أعطى الفرصة لكيندري بايز البالغ مـن العمر 17 عَامًٌا إضافة الي جيريمي سارمينتو وويليان باتشو وجون يبواه.
سانشيز رحل عَنْ منتخـب الإكوادور بعد خروجه مـن ربع نهائى كوبا أمريكا على يد الأرجنتين بركلات الجزاء، رغم أنه قدم مستويات جيدة بشكل عَامٌ، ويكفي القول إنه يأتي مركزًا فوق البرازيل وباراغواي وتشيلي فى تصفيات كاس العالم 2026.
ما يُمكن قوله عَنْ المدرب الإسباني فى بطوله كوبا أمريكا إنه لم يلعـب على الاستحواذ ولم يُقدم كرة قدم براقة، حيـث كان ثالث أقل منتخـب فى كوبا أمريكا فى متوسط الاستحواذ بـ42% فقط، وهذا شيء غريب لانه مثلاً لم يقابل منتخبـات كبيرة إلا الأرجنتين.
على كل حال، فالمدرب لديه مرونة كبيرة فى التعامل مع طرق اللعب المتنوعة حسب الأسماء والجودة التى يملكها، ففي بطوله كوبا أمريكا استخدم 3 طرق لعب فى 4 مباريات.
بويا أسباغي (الريان) – مطلوب مزيد مـن القوة الهجومية
فى العام قبل الماضي 2022-2023 كان الريان ينافس فعلاً على البقاء فى دورى نجوم قطر حيـث احتل المركـز التاسع على لائحة الترتيب؛ لكنه انتفض بشكل جيد العام الماضي عندما تعاقد مع ليوناردو جارديم.
وحصل الريان تحت قيادة جارديم على المركـز الثانى فى الدورى القطري، كَمَا جاء الي نهائى بطوله كاس قطر قبل ان يخسرها امام الوكرة، وودع بطوله كاس الأمير مـن الدور ربع النهائى بخسارته امام فريق قطر بركلات الجزاء.
مع ذلك قرر مسؤولو الريان إنهاء التعاقـد مع جارديم وتعاقدوا مع المدرب السويدي بويا أسباغي الذى سبق له قبل تجربته مع الشمال، ان درب ناديي غوتنبرغ السويدي، وريد ستار الصربي وتوج معهما بلقبي الكأس فى البلدين، فضلًا عَنْ تدريبه فريق بارنسلي الانجليزي فى دورى الدرجة الثانية.
المدرب نجح فى إبقاء الشمال فى الدورى رغم امتلاكه ثالث أقل فريقٍ قيمةً سوقيةً فى الدورى القطري العام الماضي (11.3 مليون يورو)، لكن سيكون عليه فى تجربته الجديدة تحسين بعض النواحي التى عابت فريق الشمال العام الماضي، منها ان الشمال كان أقل فريق فى الدورى القطري العام الماضي تسديدًا على مرمى الخصوم (84 تسديدة فقط).
بيدرو مارتينز (الغرافة) – هوية واضحة وتدعيم النواقص
يستقر بيدرو مارتينيز مع الغرافة وقد قدّم موسـمًا مميزًا، حيـث كان الأقل خسارة (4 مباريات) خلف البطل والمتصدر السد (3) فى بطولات الدورى العام الماضي.
النادي كانـت له هوية واضحة وهي لعب الكرات الطويلة، حيـث كان ثاني أكثر مـن لعب كرات طويلة بواقع 1306 كرات، وأيضًا يلعـب على الضربات الرأسية، إذ كان أكثر فريق سجل بالرأس (8 اهداف) مناصفة مع فريق العربي العام الماضي.
لكن مارتينيز يطلب مـن لاعبيه دائمًا التسديد مـن خارج منطقه الجـزاء، لذلك كان الغرافة أكثر مـن سجل مـن خارج منطقه الجـزاء فى الدورى القطري العام الماضي (14 هـدفًا) وبفارق واضح عَنْ الثانى خلفه أم صلال (9 اهداف).
مشكلة الغرافة كانـت فى عدم وجود مهاجـم قوي بسـبب ضعف مستوى يوهان بولي ومحمد علاء، فكان العبء الهجومي على كاهل ياسين براهيمي الذى سجل 21 هـدفًا.
لكن قدوم خوسيلو مـن ريال مدريد والروماني كومان سيعزز قوة النادي الهجومية، خاصة قوة خوسيلو فى الكرات الرأسية التى تُعد الأسلوب المفضل للمدرب مارتينيز.
كريستوف غالتييه (الدحيل) – نقص الخبرة والاستباحة الدفاعية
فى المواسم الـ7 الاخيره كان الدحيل والسد هما فرسا الرهان فى الدورى القطري، السد حَقَّق 4 بطولات والدحيل حَقَّق 3 بطولات، بمعنى آخر ان الدحيل لا يقبل سوى المنافسة على البطولة.
لكن مشوار مدربه الفرنسي كريستوف غالتييه معه العام الماضي بعد تعيينه فى أكتوبر 2023 كان سيئًا للغاية، فقد خسر أكثر مما فاز سواء فى الالقاب كلها أو فى الدورى القطري على وجه الشأن.
عندما تولى غالتييه تـدريــب الدحيل كان النادي فى المركـز الرابع وبفارق 3 نقاط فقط عَنْ السد المتصدر، لكنه أنهى العام فى المركـز السادس.
النادي جدد الثقة فى مدير فني باريس سان جيرمان السابق، وقام بتدعيمه بلاعب كثير فى سوق الصفقات هو النجـم لويس ألبرتو متوسط ميدان لاتسيو الذى سيضيف جودة كبيرة يفتقدها الدحيل فى وسـط الميدان.
نقص الخبرة والدفاع يؤرقان غالتييه فى الدورى القطري
لكن سيكون على غالتييه التعامل مع بعض الامور، منها نقص الخبرة فى تشكيلته الحالية فهي ثاني أصغر معدل أعمار بين تشكيلات الدورى القطري (25.8 عَامًٌا)، وأيضًا الاستباحة الدفاعية لفريقه العام الماضي.
فالدحيل برفقة غالتييه فى الدورى فى العام الماضي خرج بشباك نظيفة مرة واحده فقط مـن أصل 17 مباراة قادهم فيها، وهو الرقم الأسوأ بين أندية الدورى القطري فى تلك الفتره، التى استقبلت فيها شبـاك فريقه 36 هـدفًا.