تستعد لاعبة التايكوندو السعوديه دنيا أبو طالب لبدء مشوارها فى أولمبياد باريس 2024، حيـث تحلم بطلة آسيا وأوّل سعودية على الإطلاق تتأهل للأولمبياد عبر التصفيات، بالحصول على الميدالية الذهبية.
وإذا حقّقت الفتاة المحجّبة السمراء هدفها، ستكون أوّل رياضية سعودية تحرز ميدالية على الإطلاق فى الأولمبياد، بل ستبصم على الذهبية الأولى لبلادها.
تبدأ دنيا أبو طالب مشوارها فى وزن تحت 49 كغ، الأربعاء، امام أبيشاغ سيمبيرغ حاملة برونزية طوكيو صيف 2021.
لكنّ مشوار الفتاة صاحبة الابتسامة الواسعة التى تحظى حاليًّا بدعم واهتمام حكومي كبيرين، وتنتشر صورها على اللافتات فى الشوارع، بدأ مع الصبيان، فى اثناءّ عدم السماح للسعوديات بممارسة الرياضة حتـى اعوام قليلة مضت.
دنيا أبو طالب تروي قصة صعودها
وقالت ابنة السابعه والعشرين عَامًٌا فى تصريحـات صحفية، بعد ان انتهت مـن حصة تدريبية مسائية فى أبها فى جنوب غرب المملكة: “بدأت التايكوندو اثناء كنت فى الثامنة مـن عمري، ولم يكن هناك دعـم مثل الان”.
واسترجعت البدايات الصعبة بابتسامة كبيرة، وقالت: “كنت دائمًا ألعب مع الصبيان فى مركز أولاد أصلاً مـن دون بنات. كنت ألبس ايسكاب (غطاء للرأس) لأغطي شعري حتـى لا أظهر أنني بنت”.
وقالت الفتاة المتحدّرة مـن مدينة جدّة الساحلية بتحدٍ: “إنّ معاركة الرجال ميّزتني وجعلتني قوية. أنا أحبّ التحدي”.
وجاءت أول مشاركة لرياضية سعودية فى الأولمبياد عبر لاعبة الجودو وجدان شهرخاني اثناء دورة لندن 2012 وعبر دعوة خاصة، لكنّها خسرت بعد 82 ثانية فقط، بينما حلت سارة عطار أخيرة فى تصفياتها ضوء سباق 800 متر.
انطلقت اللاعبة الحائزة على إجازة فى الحقوق، والتي لم تمارس مهنة المحاماة بعد، لتحصد أوّل ذهبية على الإطلاق للاعبات السعوديات فى البطولة العربية فى الإمارات فى شباط/ فبراير 2020.
ورغم إخفاقها فى التأهل لأولمبياد طوكيو صيف 2021، تمكّنت مـن تحقيق برونزية وزن 53 كغ فى بطوله آسيا 2022، وبرونزية وزن 49 كغ ببطولة العالم فى المكسيك فى العام ذاته.
وفي آذار/ مارس الفائت، باتت أبو طالب أوّل سعودية على الإطلاق تتأهل للأولمبياد عبر التصفيات، قبل ان تتوج بذهبية بطوله آسيا 2024، الأولى للتايكوندو السعودي على الإطلاق. نتائـج سمحت لها بالصعود الي المركـز الرابع عالميًّا فى وزن تحت 53 كغ.
وقرب لافتة كثير تحمل صورتها دَاخِلٌ صالة التايكوندو فى أبها، اعلنت أبو طالب: “منذ البداية كنت أحلم بأن أكون بطلة للعالم وأشارك فى الأولمبياد وأفوز بالذهب”.
تاريخيًّا، اكتفى الرياضيون السعوديون بأربع ميداليات أولمبية: فضيتان وبرونزيتان، وكلّهم للرجال.
رعاية حكومية وإصرار على التألق
ورغم ممارستها لعبة فردية غير شعبية، نالت دنيا أبو طالب اهتمامًا حكوميًّا كثيرًا، إذ استقطبت السعوديه المدرّب الروسي قربان بوغداييف، الذى قاد التونسي محمد الجندوبي لفضية أولمبياد طوكيو، للإشراف عليها منذ نهاية 2021.
وقال بوغداييف فى تصريحـات صحفية: “المرّة الأولى التى رأيت فيها دنيا كان مستواها منخفضًا، ولكني رأيتها متحمّسة للنمو وتحقيق إنجاز، تتدرّب بقوّة وتؤمن بنفسها دائمًا، وتثق بما يمكنها فعله”.
مـن جانبها، اعلنت اللاعبة عَنْ إدراكها بالضغوط حولها، إلا أنها أكدت قائلة: “أنا مرتاحة وكل تركيزي فى التدريب”.
وتابعت دنيا أبو طالب: “كأوّل امرأة سعودية تتأهل للأولمبياد، وصلت لمرحلة قاتل أو مقتول. وصلت الي مكان يجب ان أحقق فيه إنجازًا”.
واختتمت بإصرار: “أدرك انّ كل آمال السعوديين عليّ، وهذا شيء يُحفّز لكن يضغط على اللاعب. اعتقد أني بإذن الله سأحقق شيئًا كثيرًا”.