حملة عنصرية وإهانة جديدة امام الجزائرية إيمان خليف

لا تزال مخلفات الهجمات العنصرية والتشكيك التى طالت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تثير الجدل واللغط عالميًا، وعلى وجه التحديد فى منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، رغم بيـان اللجنة الأولمبية الدولية، التى برأت البطلة الجزائرية مـن اى تجاوز للقوانين وأكدت أهليتها للتنافس فى الأولمبياد.

بينما خليف قد تعرضت لحملة تنمر عالمية وتشكيك فى أهليتها الجنسية للمنافسة مع السيدات فى مسابقه الملاكمة بدورة الألعاب الأولمبية الجارية بباريس، قبل ان تعكر منافستها الإيطالية أنجيلا كارينا، فى الدور الـ16 مـن وزن 66 كليوغرامًا، الأجواء بعد انسحابها مـن المنازلة بعد 46 ثانية فقط.

وحوّلت الملاكمة الإيطالية خسارتها دَاخِلٌ الحلبة امام الملاكمة الجزائرية، الي دراما اختلط فيها البكاء بالنحيب، وشككت رفقة الإيطاليين والعديد مـن الجاهلين لواقع الملاكمة الجزائرية، بمن فيهم المشاهير والشخصيات المرموقة فى أهلية إيمان خليف الجنسية، قبل ان ترد اللجنة الأولمبية الدولية ببيان رَسْمِيٌّ واضح أنصف الملاكمة الجزائرية، لكنه ليس كافيًا على ما يبدو لوقف الحملة القاسية ضدها.

ملاكمة مجرية تتنمر وتسخر مـن إيمان خليف

وتواجه الملاكمة الجزائرية، يـوم السبت 3 أغسطس/ آب، نظيرتها المجرية لوكا أموري، فى الدور ثمن النهائى لوزن 66 كيلوغرامًا، والتي حاولت ركوب موجة الانتقادات الموجهة امام إيمان خليف بطريقة فيها المزيد مـن العنصرية، عندما استغلت حسابها الرسمى فى “إنستغرام” لنشر الكراهية بحق البطلة الجزائرية.

ونشرت الملاكمة المجرية صورًا مركبة مهينة للملاكمة الجزائرية وبتعليقات مهينة بخصوص جنس الجزائرية، وأهليتها للتنافس فى مسابقه للسيدات، كَمَا لامست تلك التعليقات حدود العنصرية المقيتة، الي درجة ان بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي أدرجوها فى خانة “الشعور بالغثيان”.

بينما إحدى الصور التى أعادت نشرها على حسابها الرسمى خارجة عَنْ النّص والمبادئ الأولمبية، عندما صوّرت نفسها فى مواجهه الشيطان، وهو ما أثار حفيظة الجزائريين، الذين هاجموها فى منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد ان علق رفيقها (الملاكم بدوره)، ونشر صورة مركبة له يقابل فيها إيمان خليف.

ولم يسبق ان عرفت الألعاب الأولمبية المعروفة بمبادئها السامية وشعارات التقارب بين الدول هذا الحد مـن الانحطاط والتشويه لمبادئ الرياضة، فى وقت طالب فيه الجزائريون تدخل اللجنة الأولمبية الدولية ومعاقبة الملاكمة المجرية على استفزازاتها العلنية لنظيرتها الجزائرية، وهجومها العنصري غير الأخلاقي عليها.

دعـم عالمي للملاكمة الجزائرية إيمان خليف

وعرفت الساعات القليلة الماضية تحرك العديد مـن الأطراف الغربية لدعم إيمان، ليضاف الي الدعـم الجزائري المنقطع النظير لها، ولعل أبرزها السباحة الأولمبية الإيطالية، فيديريكا بليجريني، التى دافعت عَنْ الملاكمة الجزائرية فى تصريحـات لوسائل الإعلام الإيطالية.

وقالت البطلة الأولمبية السابقة بهذا الشأن: “إيمان امرأة وولدت ايضا، صحيح لديها مشكلة فى معدل التستوستيرون، لكن ذلك لا يجعل منها رجلًا”، وأضافت: “إن حملة الاضطهاد والتضليل امام خليف تشعرني بالغثيان”.

وصرح المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية، مارك أدامز، اليـوم الجمعة 2 أغسطس/ آب، مدافـعًا عَنْ خليف، وقال بهذا الشأن: “الملاكمة الجزائرية ولدت أنثى وتم تسجيلها كأنثى وعاشت حياتها كأنثى ولاكمت كأنثى ولديها جواز سفر كأنثى”.

وأضاف: “هذه ليست قضية تحول جنسي، ولكن كان هناك بعض الالتباس بأن الامر بطريقة ما ان رجلًا ينازل امرأة”، وأوضح: “هذه ليست القضية مـن الناحية العلمية، هناك إجماع علمي هذا ليس رجلًا يقاتل امرأة وأعتقد بأننا بحاجة الي توضيح ذلك وإزالة هذا اللبس”.