تألقت إسبانيا بشكل لافت فى كاس امم أوروبا الجارية حاليًّا بألمانيا، كَمَا خطفت الأنظار مـن اثناء عروض ممتعة، موظّفة أسلحة فتّاكة ويافعة، لا سيما على الصعيد الهجومي.. أسلحة قد تسهم بطريقة ما فى منح فريق برشلونه الإسباني فرصة الخروج مـن نفقه المظلم، الذى دخله فى العام الماضي مـن دون ان يغادره.
وغرّد الإسبان عكس تيار أغلب كبار اليورو، الذين سقط أكثرهم فى حال “نشاز جماعي”، وقدّم شبّان المدرب لويس دي لافوينتي لقاءات قوية، أثبتوا مـن خلالها سطوتهم، حيـث إنهم المنتخـب الوحيد الذى حَقَّق 6 انتصارات متتالية فى البطولة حتـى بلوغ النهائى، إذ تخطى كلًّا مـن كرواتيا (3-0) وإيطاليا وألبانيا بالنتيجة (1-0) وجورجيا فى دور الـ16 (4-1)، وألمانيا فى ربع النهائى وفرنسا فى نصف النهائى بذات النتيجة أيضًا (2-1)، ليسجّل فى المحصلة 13 هـدفًا مع قبول مرماه ثلاثة اهداف فقط حتـى الان.
انتفاضة منتخـب “لافوريا روخا” المعروف بـ”الغضب الأحمر” وإن كانـت فى شكل منظومة جماعية منسجمة بين الخطوط الثلاثة (الدفـاع والوسط والهجوم)، إلاّ انّ الخط الأمامي هو الذى حاز النصيب الأكبر مـن الإطراء، خصوصًا مع حضور رهيب للثنائي الواعد، لامين يامال (16 عَامًٌا) ونيكو ويليامز (21 عَامًٌا).
مدير فني إسبانيا يمنح فليك أولى مفاتيح عودة برشلونه
أعرب أغلب الملاحظين عَنْ إعجابهم بديناميكية منتخـب إسبانيا تحت إشراف الداهية دي لافوينتي، الذى حقن صفـوف “لاروخا” بدماء شابة مفعمة بالطاقة والحيوية والمخزون الفنى الكبير، والتي وضعت بصمتها بشكل ملحوظ على نتائـج المنتخـب فى هذا اليورو.
ويعد كثيرون انّ مدير فني إسبانيا منح نَظِيرِه مدير فني برشلونه الجديـد، الألماني هانزي فليك “وصفة النجاح” المثالية التى ستعيد “البلوغرانا” الي الواجهة، وذلك مـن اثناء تقديمه لحلّ هجومي خارق، يتمثّل فى كيفية توظيف يامال وويليامز على مستوى الأجنحة، مع الاعتماد على رأس حربة قناص (ألفارو موراتا) ومهاجم مساند يضطلع بأدوار صناعة اللعب والتسجيل فى آن واحد (داني أولمو).
وفي حال المقارنة، سيكون على برشلونه إيجاد التوليفة الرباعية المناسية هجـوم “رأس الحربة”ًا لاكتساب سلاح فتاك مشابه للاروخا فى اليورو، والذي يعتمد على يامال وويليامز وموراتا وأولمو.
شراكة مثمرة قد تجد صدًى أقوى بألوان “البلوغرانا”
باستثناء حارس المرمي، الذى يشغلها باقتدار مارك أندري تير شتيغن، سيكون على فليك فى الميركاتو الصيفى، تعديل العديد مـن الأوتار فى الخط الخلفي، مع بعض اللمسات التنظيمية لتفعيل دور الوسـط الذى يتكون مـن أسماء وازنة، على غرار غوندوغان وبيدري وفرينكي دي يونغ والعائد غافي بايز، ولكن يبدو انّ أول الحلول المتاحة بيد المدرب الألماني جاءت بإيعاز مـن مدير فني إسبانيا.
وسيهدف فليك للاستعانة بفكر دي لافوينتي والاستفادة مـن الشراكة المثمرة بين ثنائي منتخـب إسبانيا يامال وويليامز، لمحاولة حَصَد نفس النجاح بقميص برشلونه، وعليه تبقى المسؤولية الأكبر ملقاة على عاتق ادارة الرئيس، خوان لابورتا، التى ستسعى لحسم صفقة مهاجـم أتلتيك بيلباو، مـن دون المساس بقواعد اللعب المالي النظيف، وهو ما يعدّ تحدّيًا كثيرًا فى حد ذاته.
صداقة قوية تمهّد لحسم الصفقة
وفي ضوء متّصل، تأمل ادارة برشلونه استثمار علاقة الصداقة الوطيدة بين نجمها يامال والفتى الباسكي ويليامز، لإقناع الأخير بالانضمام الي قلعة “كامب نو”، على الرغم مـن انّ الامر لن يكون هىّنًا، حيـث إنّ اللاعب يمتلك عـقدًا مع بيلباو حتـى صيف 2027، وهو ما يعني حتمية ان يطلب النادي الباسكي مَبْلَغًٌا ضخمًا فى أيقونته الذى تألق فى اليورو، والذي تبلغ قيمته التسويقية 60 مليون يورو وفق تقديرات موقع “ترانسفير ماركت“.
غير انّ وجود يامال، بالإضافة الي الرغبة الكبيرة للغزال الأسمر للاروخا، قد يمنحان دفعة عملية لإدارة النادي الكتالوني لحسم الصفقة، لا سيما انّ اللاعب يمنح أولوية لوصيف الليغا العام المنقضي، على حساب العروض الاخرى المهتمة بخدماته، والقادمة مـن باريس سان جيرمان وتشيلسي.
جدير بالإشارة الي انّ يامال وويليامز يعتبران مـن اهم الأسباب الجوهرية التى مهّدت لمنتخب إسبانيا بواسطة الوصول الي نهائى كاس أوروبا الحالية، الذى سيحتضنه معقل “أولمبيا شتاديون” ببرلين فى 14 يوليو/ تموز الحالي، إذ وقّع موهبة برشلونه هـدفًا ومنح 3 تمريرات حاسمة، بينما سجّل جناح بيلباو هـدفًا أيضًا وبصم على “أسيست” واحد.
