بينما يجهز منتخـب إنجلترا لمباراة نصف نهائى بطوله امم أوروبا 2024 امام هولندا، يقابل المدرب غاريث ساوثغيت عديد القرارات الرئيسية التى يمكن ان تحدد نتيجه هذه المباراه الحاسمة.
وانتصر منتخـب إنجلترا مرة واحده فقط فى آخر تسع لقاءات له امام هولندا فى جميع المسابقات (تعـادل 4 وخسر 4)، وانتصر فى مباراة ودية 1-0 فى أمستردام فى مارس/ آذار 2018.
لكن على مستوى الالقاب الكبرى، فهذا هو هو اللقـاء الرابع بين إنجلترا وهولندا، فاز المنتخـب البرتقالي بنتيجة 3-1 فى كاس الأمم الأوروبية 1988 (بفضل ثلاثية ماركو فان باستن)، تلاه التعادل السلبى فى كاس العالم 1990، ثم فـوز إنجلترا 4-1 فى كاس الأمم الأوروبية 1996.
منتخـب إنجلترا.. ثلاثي فى الدفـاع أم رباعي؟
يجب على مدير فني الأسود الثلاثة، غاريث ساوثغيت، ان يقرر ما إذا كان سيتمسك بالثلاثي الدفاعي الذى ظهر بشكل جيد فى فـوز فريقه فى ربع النهائى على سويسرا، أو العودة الي طريقة 4-2-3-1 التى عانى فيها فريقه اثناء مراحل المجموعات.
أدى التحول للاعتماد على ثلاثة مدافعين امام سويسرا الي خلق توازن جديد للفريق، حيـث تألق بوكايو ساكا كظهير جناح على الطرف الأيمن. ويجب على ساوثغيت الان ان يقرر ما إذا كان سيستمر بهذا القائمه أم سيعود للاعتماد على رباعي الدفـاع.
قام ساوثغيت بالاعتماد على طريقة 3-4-2-1 بسـبب إيقاف المدافع مارك غويهي امام سويسرا، لكن مدافـع كريستال بالاس سيعود، والقرار سيكون فى يد مدير فني الأسود الثلاثة.
كيف سيتعامل ساوثغيت مع أخطر جبهات هولندا؟
تتقاطع مشكلة الجانب الأيسر فى منتخـب إنجلترا مع أحد الجوانب الأكثر لفتًا للانتباه فى طريقة لعب هولندا، وهي الطريقة التى يتقدم بها دينزل دومفريز مـن مركز الظهير الأيمن لخلق كثافة هجومية زائدة.
وجود 3 مدافعين فى الخلف لمنتخب إنجلترا، وعدم وجود ظهير أيسر صريح، قد يتسبب فى مشكلة أخرى، فى خطورة الظهير دومفريز.
يعد دومفريز اهم ورقة رابحة على الطرف فى طريقة عمل بطل أوروبا 1988، خاصة وأن كومان قرر إشراك ناثان آكي على الجانب الآخر مـن الدفـاع الرباعي كنصف مدافـع/ نصف ظهير، مع رخصة محدودة للغاية للمشاركة الهجومية، لكن ظهير الإنتر هو الذى يهاجم دائمًا مـن الطرف الآخر.
بعيدًا عَنْ الكرة، يلعـب فريق كومان بأربعة لاعبين فى الدفـاع، لكن فى حالة الاستحواذ، يندفع دومفريز للأعلى ويتحرك باقي الدفـاع ليشكل دفاعًا ثلاثيًّا، حيـث يبقى آكي مدافـعًا، اى ان شكل النادي يتحول الي 3-2-4-1.
وفي الوقت الذى يصعد فيه دومفريز على الجانب الأيمن، يتقدم كودي غاكبو على الجانب الآخر أو بمعنى أصح على القائم الثانى. لقد كان ملحوظًا عَدَّدَ المرات التى جاء فيها الاثنان للثلث الهجومي، والهدف الثانى فى مرمى تركيا فى الصُّورَةُ أعلاه يشرح الموقف، حتـى لو كان ميرت مولدور هو مـن وضع الكرة فى مرماه.
ويجب الإشارة الي ان فى وجود ممفيس ديباي (17 تسديدة، خلق 10 فرصة) وكودي غاكبو (13 تسديدة، خلق 11 فرصة)، تعد هولندا هى النادي الوحيد الذى لديه أكثر مـن لاعـب يمتلك أكثر مـن 10 تسديدات وأكثر مـن 10 فرصة مصنوعة فى بطوله امم أوروبا 2024. فى الواقع، ســاهم ديباي أو غاكبو بشكل مباشر فى 47 تسديدة مـن أصل 74 لهولندا فى كاس الأمم الأوروبية (63.5%).
فى الأخير، سيكون لدى ساوثغيت خيار صعب، هل يدفع بلوك شو كظهير أيسر طبيعي للحد مـن انطلاقات دومفريز وتغيير طريقة اللعب لـ4 فى الخلف؟ أم يستمر بثلاثة؟!
