اخبار الرياضة

تنبأ بالنهاية.. تآلف صادم فى وفاة محمد عبد الوهاب وأحمد رفعت

أحدثت وفاة جناح منتخـب مصر، ولاعب مودرن سبورت، احمد رفعت، صدمة هزت أركان الكرة المصرية، أعادت نفس المشاعر الصادمة تقريبًا وذكّرت الجميع بحادثة صادمة وقعت قبل 18 عَامًٌا، متمثلة فى وفاة محمد عبد الوهاب ظهير أيسر النادي الاهلي السابق، والذي توفي فى ريعان شبابه بعد ان داهمته أزمة قلبية فى التدريبـات الصباحية للمارد الأحمر.

وكان رفعت قد سقط على أرضية ستاد الإسكندرية اثناء مباراة الاتحاد السكندري ومودرن سبورت (مودرن فيوتشر آنذاك) بالدوري المصرى، وذلك بعد أزمة قلبية أصابته قبل ان يتم نقله للمستشفى، وحدث أمر مماثل لنجم الاهلي السابق قبل وفاة محمد عبد الوهاب وهي سقوطه فى التدريبـات.

وعاش رفعت حالة حرجة لعدة أيام، قبل ان يستعيد وعيه ثم يبدأ رحلة تعافيه، بعدما كان بين الحياة والموت، وبعد استفاقته عاد لمحاولة استأنف حياته بشكل طبيعي مرة أخرى، لكن لم تمضِ أيام إلا وكان خبر وفاة اللاعب ينزل كالصاعقة على الجماهير المصرية، ما جعل الجميع فى حالة صدمة كبيرة.

المزيد مـن الجماهير تذكرت صدمة رحيل محمد عبد الوهاب فى أغسطس/ آب 2006، والذي توجد بينه وبين وفاة نجم الزمالـك السابق تآلف صادم، حصريّة فى التنبؤ بالوفاة وسبب المأساة التى جعلتهما يرحلان عَنْ عالمنا.

كيف رحل محمد عبد الوهاب لاعـب الاهلي؟

فى صباح الخميس الموافق 31 مـن شهر أغسطس لعام 2006، كان لاعبو الاهلى، يخوضون مرانهم بدون الدوليين -المشاركين فى معسكر المنتخـب الوطني استعدادًا للقاء بوروندي فى تصفيات امم أفريقيا- وفجأة سقط محمد عبد الوهاب على أرضية ستاد “مختار التتش” مقر تدريبـات المارد الأحمر.

والروايات عَنْ لحظة وفات محمد عبد الوهاب تقول إن أمير عبد الحميد -حارس الاهلي آنذاك- اعلن وهو يضحك: “انهض يا محمد!”؛ لكن الأخير لم يستجب ليركض طبيب الاهلي حينها إيهاب علي نحو لاعـب النادي يطلب حضور سيارة الإسعاف فورًا، وسـط حالة مـن الدهشة.

وألغي المران وذهب كل اللاعبـين الي أحد المستشفيات القريبة مـن النادي، للاطمئنان على زميلهم، إلا انّ الطبيب أخبرهم ان محمد عبد الوهاب قد توفي إثر أزمة قلبية.

ولكن فى الحقيقة، لم تكن هذه هى المرة الأولى، التى يحدث فيها حالة إغماء للخلوق الذى توفي عَنْ عمر ناهز 23 عَامًٌا، إذ كان أصيب أيضًا بحالة إغماء فى اثناء مباراة الاهلي والزمالك فى نهائى كاس مصر عَامٌ 2006، قبل اشهر قليلة مـن وفاته، وتحديدًا فى 16 يونيو/حزيران، عندما سقط فى الشوط الثانى مغشيًا عليه دون انّ يحرك ساكنًا وهرع إليه زملاؤه والجهاز الطبي خوفًا مـن ان يكون قد أصيب بمكروه، وتوقفت المباراه بضع دقائق قبل ان يفيق مـن إغماءته البسيطة ويكمل اللقـاء.

وقيل آنذاك إنّ السبب فى سقوط محمد عبد الوهاب كان تعرضه لضربة كوع مـن مدافـع الزمالـك محمود محمود فى الرأس مـن اجل تبرير الواقعة، وهو ما نفاه لاعـب الزمالـك، قبل ان يؤكد إيهاب علي، طبيب النادي الاهلي ان يكون اللاعب عانى مـن أزمات قلبية سابقة مؤكدًا أنه كان يؤدي بشكل جيد. 

تنبأ بوفاته ورفض العودة للظفرة مـن اجل الاهلي!

قبل وفاته بيوم واحد فقط، كتب عبد الوهاب: “لا تبكي نفسي على شيء قد ذهب ونفسي التى تملك كل شيء ذاهبة”، بينما تلك الجملة فى ورقة وعلقها دَاخِلٌ غرفه خلع الملابس فى النادي الاهلي، وقال لزملائه فى النادي إنه يشعر ان نهايته اقتربت وأنها ستكون مثل صديقه الشاب احمد وحيد الذى كان توفي قبل أيام مـن وفاة عبد الوهاب.

وفاوفاة احمد رفعت تعيد الي الأذهان حوادث مأساوية فى تاريخ الكرة المصرية

وكان محمد عبد الوهاب يلعـب مع النادي الاهلي على سبيل الإعارة مـن الظفرة الإماراتي، والذي كان ضمه بعد تألقه فى كاس العالم للشباب 2003 بالإمارات، وداخل المارد الأحمر وفي موسمه الثانى بات عبد الوهاب لاعـبًا مهمًا ايضا الحال فى منتخـب مصر، لا سيما بعد مشاركته الإيجابية فى فـوز “الفراعنه” بكأس الأمم الأفريقية 2006، ليصبح بعدها أحد ابرز نجوم القلعة الحمراء.

وقبل بداية موسـم 2006-07، عاش محمد عبد الوهاب مدة عصيبة للغاية، بعد ان ماطل مسؤولو الظفرة فى عرض النادي الاهلي بضم اللاعب بصفة نهائية لصفوف النادي، بعد ان تنتهي مدة إعارته، وهو ما أبعد اللاعب عَنْ الاهلي فى افتتاح مباريات دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا 2006، قبل ان تنجح مساعي النادي الأحمر فى تقريب وجهات النظر مع فريق الظفرة الإماراتي وتم الاتفاق بشكل نهائى على انضمام عبد الوهاب للفرق، إلا ان القدر لم يمهل اللاعب، حيـث فارق الحياة وانتقل الي جوار ربه، لتتوقف مسيرته الحافلة برغم عمره القصير.

وحقق محمد عبد الوهاب مع الاهلي بطوله الدورى المصرى مرتين، وكأس مصر 2006، والسوبر المصرى 2005، الي جانب دورى أبطال أفريقيا 2005، 2006، والسوبر الأفريقي 2006، فضلًا عَنْ امم أفريقيا رفقة الفراعنه فى العام نفسه.

سقوط فى الْمَلْعَبُ وعودة مـن الاحتراف

بعد ما يقرب مـن عقدين مـن الزمان، مـن وفاة محمد عبد الوهاب عادت وتكررت نفس الْمُشَاهِدِينَ مرة أخرى، ولكن مع الراحل احمد رفعت، والذي وخرج فى لقاء تليفزيوني الشهر الماضي وألمح الي ان حالته الصحية تدهورت بسـبب سوء حالته النفسية وأكد ان هناك شخصًا تسبب بينما حدث له مؤكدًا ان ما حدث يعرفه وكيله نادر شوقي.

وخلال حديثه مع “ابراهيم فايق” عبر فضائية “MBC مصر 2” تنبأ رفعت، مثل عبد الوهاب، بوفاته وإمكانية توقف عضلة قلبه مرة أخرى كَمَا حدث فى مباراة الاتحاد السكندري برسم الجولة السادسة عشرة مـن الدورى المصرى.

وكان رفعت قد حبس أنفاس الجماهير قبل ثلاثة اشهر، بعدما تقـدم لأزمة قلبية أدت لسقوطه مغشيًّا عليه بشكل مفاجئ، مـن دون اى تدخلات، قبل نهاية مباراة فيوتشر امام الاتحاد السكندري، والتي جرت فى 11 مارس/آذار الماضي، وهو ما أثار حالة مـن الرعب بين زملائه، وتم نقل احمد رفعت للمستشفى على الفور، ومكث فى أحد المستشفيات بمحافظة الإسكندرية.

وقبل تلك الأزمة القلبية، عانى رفعت لأزمة مُشابهة لما حدثت مع عبد الوهاب، ولكن كانـت أكثر قسوة وأصعب، عندما قام ناديه بإعارته الي صفـوف الوحدة الإماراتي، وهو كان يحلم بالاحتراف، قبل ان يتم فسخ العقد بعد 3 اشهر فقط، ويعود اللاعب الي مصر مرة أخرى.

وخلال آخر مقابلة تلفزيونيه للراحل احمد رفعت، وضح مـن اثناء تصريحـات أثارت جدلًا وغضبًا بين الجماهير بعد وفاته، حيـث اعلن اللاعب إنه تقـدم لأزمة وظلم كثير “لم يقع على لاعـب كرة قدم بل على اى إنسان جاء الى”، مشددًا بأن هناك مسؤولًا كان سببًا مباشرًا فى صنع أزمته الصحية، بسـبب ما تقـدم له مـن ضغوط كبيرة اثناء الفتره الماضية.

بينما وضح وكيل أعماله، نادر شوقي انّ الراحل عانى مـن مشكلة بعد إعارته الي الوحدة، إذ شعر أنه غادر البلاد بشكل غير قانوني، وكان يجب على ناديه إنهاء إجراءات استخراج تصاريح سفره، وفوجئ بأن سفره غير قانوني، وهو ما جعله يفسخ عقده مع الوحدة واستمر فى الإمارات لمدة شهر، وهو ما تسبب فى دخوله فى حالة نفسية سيئة؛ كَمَا كان يخشى العودة الي مصر بسـبب عدم قانونية سفره خشية القبض عليه. وهنا طالبت ادارة فيوتشر بضرورة حل الأزمة؛ لكنهم لم يتحركوا وتركوا اللاعب دون حل لأزمته.

السابق
قرار حكومي بتعديل مواعيد بداية مباريات الدورى المصرى
التالي
موعد مباراة الشرطة والقوة الجوية فى نهائى كاس العراق 2024