ودع منتخـب البرازيل بطولات كوبا أمريكا على يد الأوروغواي، وذلك بعدما سقط أمامها بركلات الجزاء فى المباراه التى انتهت بالتعادل السلبى فى وقتها الأصلي، ليحتكم الناديان الي مدمرة الأعصاب التى ابتسمت للسيليستي بنتيجة 4-2.
وضربت أوروغواي موعدًا مع كولومبيا فى نصف نهائى المنافسه الذى سيشهد ايضا مواجهه بين الأرجنتين وكندا فى البطولة التى تجري على ملاعب الولايات المتحدة الأمريكية.
ركل.. ركل.. وركض!
لتسعين دقيقة كان العنف سيد الموقف، فاستمر لاعبو الفريقين فى تدخلاتهم العنيفة خاصة مـن جانب أوروغواي، وإن انخفضت نسبيًا بعد إشهار حكـم المباراه لبطاقة حمراء مستحقة فى وجه لاعـب وسـط أوروغواي نانديز الذى تدخل بعنف على ساق رودريغو.
والحقيقة ان كرة القدم اللاتينية تستحق ما هو افضل مـن ذلك بالنظر لمستوى العنف الذى يسمح به حكام الساحة، ما يمنع اى إمكانية لاستمرار اللعب فتتحول المباراه للكثير مـن الهجمات المرتدة المُفسدة دون خوف مـن بطاقات صفراء، ويتطور الامر ليشهد المزيد مـن التدخلات العنيفة دون ردع مـن حكام المباريات.
لم تكتمل المزيد مـن المرتدات، رغم ان المباراه كانـت تعج بها. كيف لا وقد كانـت إستراتيجية الفريقين واضحة فى المزيد مـن الاندفاعات البدنية والركض المتواصل بلا هوادة سواء هجـوم “رأس الحربة”ًا أو دفاعًا.
لم يظهر مـن الفريقين لاعـب يتحكم فى النسق ويخفّض منه أحيانًا، بل كان الضغط شرسًا ثم لجأ الناديان الي المزيد مـن الكرات الطويلة بينما تم الحكـم على الهجمات المرتدة بالوأد المستمر.
إندريك.. وتغييرات مدير فني منتخـب البرازيل
وعلى سيرة الهجمات المرتدة فإن مدير فني منتخـب البرازيل “دوريفال جونيور” قرر اليـوم ان يدفع بالمهاجم الصغير إندريك فى القائمه الاساسى فى قرار غريب جدًا مـن الناخب الوطني البرازيلي.
عانى إندريك مـن اندفاعات بدنية وجسدية قوية جدًا مـن مدافعي أوروغواي أراوخو وخيمينيز خاصة الاول، ولم يساعده جسده الضئيل على تحمل هذا الضغط الشرس جدًا؛ فخرج بإحصائية فى غاية السوء كانـت فى تمريره لخمس تمريرات فقط طوال المباراه منها واحده فقط صحيحة!
ومع تهاون الحكـم فى الدفع الخشن للاعبين كان إندريك يخرج تمامًا مـن المباراه، بينما كان يمكن لدوريفال ان يفكر فى الدفع بسافيو تعويضًا عَنْ غياب فينسيوس جونيور الذى سيعض على النواجز ندمًا على ما اقترفه مـن بطاقات صفراء يمكن تفاديها وحرمت بلاده مـن خدماته فى مباراة حاسمة كهذه.
الغريب ان مدير فني منتخـب البرازيل لم يدفع بسافيو وأكثر مـن لاعـب آخر إلا عند الدقيقه 78، وقد كان غريبًا جدًا ان يُصر على هذا المخالفة طوال هذه المدة.
لكن على الجانب الآخر لم يكن مركز المهاجم افضل حالًا فقد أعاد داروين نونييز الذكريات بشأن الفرص الضائعة الغريبة التى يهدرها فأضاع أسهل فرص المباراه مـن رأسية على بعد 8 ياردات فقط مـن المرمى.
كارت حمراء وصمود
يبدو ان نانديز اعتمد أكثر مـن اللازم على كرم الحكـم ليقوم بتدخل فى غاية الخطورة على رودريغو كاد ان يكسر كاحله، لكن لحسن حظ جناح ريال مدريد ان الامور مرت بسلام عليه لكنها لم تمر بسلام على نانديز بعدما عاد الحكـم الي الفار ليقرر إرساله الي المدرجات.
الفتره لم تكن كافية ليصنع منتخـب البرازيل الفارق، والحقيقة ان البرازيل لم تكن تصنعه منذ بداية المباراه وحتى نهايتها مع تردّي إستراتيجية النادي منذ بداية البطولة، وكذلك لتعديل مارسيلو بييلسا مرحلة الضغط بعدما كان يسمح فقط لماركينيوس بتملّك الكرة مع رقابة لأي خيار تمرير آخر، فبات دفاع البرازيليين يمتلك لاعبين خاليين مـن الرقابة ليندفعوا أكثر للأمام ويحاصروا أوروغواي لكن دون اى خطورة تقريبًا.
فى ركلات الجزاء كان ميليتاو يضيع سريعًا ما يعزز مـن غرابة بدئه لتسديد ركلات السيليساو لتنتهي الامور بعد ركلة أخرى ضائعة مـن دوغلاس لويز، ولم يفد البرازيل تصدي أليسون بيكر لركلة خوسيه خيمينيز أكثر مـن دقيقة إضافية قبل توديع البرازيل البطولة بعد الركلة الخامسه.
خسر منتخـب البرازيل لانه حاول مسايرة اندفاعات أوروغواي التى تحولت مع مارسيليو بييلسا الي نسخة شبيهة بنسخة تشيلي بييلسا، بينما كان على بطل العالم فى 5 مرات ان يبحث عَنْ إستراتيجيات مختلفة علّه يفاجئ منافسه الشرس الذى صعود لمواجهة كولومبيا فى مباراة قوية أخرى سنشاهدها فى نصف نهائى الكوبا.
