عرض بائس آخر قدمه منتخـب إنجلترا بتعادله السلبى امام سلوفينيا، لكنه فى الأخير ساعده فى احتلال المركـز الاول فى المجموعة الثالثة برصيـد 5 نقاط مـن فـوز وتعادلين فى بطوله يورو 2024 فى ألمانيا.
الشيء الإيجابي الوحيد لمنتخب الأسود الثلاثة هو ان الدنمارك لم تكن قادرة على الفـوز على صربيا فى المباراه الاخرى، مما يعني ان إنجلترا تجنبت ألمانيا فى دور الـ16 ودخلت الجانب “الأسهل” مـن القرعة.
وستلعب إنجلترا مع هولندا فى الدور القادم أو مع مـن يأتي المركـز الثالث فى المجموعة الخامسه، والذي يمكن ان يكون رومانيا أو بلجيكا أو سلوفاكيا أو أوكرانيا.
مدير فني إنجلترا لا يعرف افضل فريق لديه
تمتلك إنجلترا كول بالمر، وبوكايو ساكا، وجود بيلينغهام، وكوبي ماينو، وفيل فودين، وهي مواهب كبيرة، لكن فى المقابل فالمدرب غاريث ساوثغيت لا يعرف كيف يستفيد منها ولا يعرف حتـى افضل فريق لديه.
أجرى ساوثغيت تغييرًا واحدًا فقط على تشكيلته الأساسية وقدم فريقه أضعف أداء له، وكان هذا التغيير هو إبعاد ألكسندر أرنولد عَنْ الوسـط والدفع بلاعب تشيلسي كونور غالاغر.
ويبقى السؤال: كيف يمكنه إجراء تغيير واحد فقط على تشكيلته ويتوقع الأفضل؟!
تم إحضار غالاغر لتقديم شيء مختلف عَنْ ألكسندر أرنولد، ولكن كانـت هناك بضعة مواقف فى الشوط الاول، حيـث كان مـن الممكن ان يتسبب فى ورطة لإنجلترا بخسارته الكرة كثيرًا ليخرج بعد 45 دقيقة ويتم إشراك كوبي ماينو فى الشوط الثانى.
لم يلعـب ماينو سوى بضع دقائق فى البطولة قبل هذه المباراه، لكنه أظهر براعة على الكرة افضل مـن غالاغر، بفضل قدراته الكبيرة والكرة بين قدميه، وأصبحت إنجلترا أكثير حيوية بمجرد دخوله وساعد إنجلترا فى اللعب بشكل أكثر إيجابية.
تضارب الأدوار فى منتخـب إنجلترا
نجم الكرة الإنجليزية السابق لي ديكسون خرج بتصريح مفاده ان ساوثغيت لا يغير طريقة لعبه التى عمل بها لبضع اعوام لمجرد أنه خَاض مباراتين سيئتين، لكن هذه كانـت نصيحة غريبة، لانه لا وقت للصبر على طريقة سيئة فى بطوله كبيرة ومباريات متعددة، وليست بطوله دورى مثلاً فيها أكثر مـن 30 مباراة.
طريقة لعب ساوثغيت معقدة للغاية وفيها تضارب، حتـى المراكز ولا يستفيد مـن افضل نجومه، فعلى سبيل المثال بالنظر للصورة أعلاه، ستجدون ان مناطق حركة فيل فودين هى نفسها مناطق حركة نجم النادي جود بيلينغهام.
قوة جود بيلينغهام تكمن فى وجوده فى عمق الْمَلْعَبُ خلف المهاجم كَمَا يلعـب فى ريال مدريد، لكن تطرفه بهذا الشكل ووجوده فى نفس مناطق فودين جعل هاري كين يسقط كثيرًا للخلف لطلب الكرة وبالتالي انتهت خطورته المتمثلة فى منطقه الجـزاء. لقد ولت تلك الأيام عندما كان هاري كين شابًا يركض فى كل أرجاء الْمَلْعَبُ.
ربما كان على مدير فني إنجلترا الاتصال بكارلو أنشيلوتي مدير فني ريال مدريد وسؤاله عَنْ كيفية الاستفادة مـن جود بيلينغهام!
كانـت هناك لحظة فى الشوط الاول عندما حاول فيل فودين تبادل الكرة سريعًا مع هاري كين، لكن قائد منتخـب إنجلترا تعثر اثناء اللعبة وقد كانـت مجرد حالة توضح كيف عانى كين اليـوم.
جاءت أول تسديدة لإنجلترا فى هذه المباراه عَنْ بواسطة هاري كين فى الدقيقه 30، بينما هذه أطول مدة انتظار للمنتخب الانجليزي للتسديد فى مباراة فى بطوله أوروبا منذ لقائه مع ألمانيا فى بطوله امم أوروبا 2000 (الدقيقه 35).
كانـت نسبه استحواذ إنجلترا على الكرة بنسبة 74% هى أعلى نسبه تم تسجيلها فى مباراة بطوله كبرى فشلوا فيها فى التسجيل (منذ كاس العالم 1966 وكأس الأمم الأوروبية 1980).
