أنهى منتخـب إسبانيا دور المجموعات لبطولة يورو 2024 بالعلامة الكاملة (3 انتصارات مـن 3 مباريات) وبشباك نظيفة بالفوز على ألبانيا بهدف دون رد فى نهاية مباريات المجموعة الثانية مـن البطولة المقامة فى ألمانيا.
بينما إسبانيا قد ضمنت التأهل الي دور الـ16 قبل المباراه، وتستعد الان لمواجهة صاحب المركـز الثالث فى أحد المجموعات الأولى، الرابعة، الخامسه أو السادسة، يـوم 30 يونيو القادم.
لهذا السبب أجريت تغييرات على تشكيل منتخـب إسبانيا
أجرى مدير فني منتخـب إسبانيا عشرة تغييرات على التشكيلة الأساسية فى مباراة ألبانيا بعد الفـوز على إيطاليا 1-0 فى الجولة الثانية. وتجب الإشارة الي ان هذه هى المرة الثالثة فقط التى يحدث فيها ذلك فى بطوله امم أوروبا، وقد كانـت المباريات الثلاثة جاء الى إسبانيا نفسها (امام اليونان 2008، وضد إيطاليا 2008، والليلة).
هناك العديد مـن الأسباب التى جعلت مدير فني “لاروخا” يقوم بتدوير تشكيلته بهذا الشكل، أهمها هو أسلوبهم الحالي، الذى يركز بشكل أكبر على الضغط المستمر مقارنةً بأسلوب التمرير والاستحواذ الذى فازوا به فى بطوله امم أوروبا 2012، ويؤثر دائمًا فى اللاعبـين.
ومع خوض اللاعبـين أول مباراتين وموسم صعب مع الانديه، كان تفكير المدرب دي لا فوينتي هو اقتسام العبء وعدم إرهاق عناصره الأساسية ليحافظوا على انتعاشتهم البدنية للعب بنفس الأسلوب الذى يلعـب به. اى ان اللعب بالصف الثانى كان هدفه فى الدرجة الأولى إراحة اللاعبـين ليواصلوا اللعب بنفس الطريقة فى الأدوار القادمة.
منتخـب إسبانيا والهوية الجديدة
هـدف منتخـب إسبانيا يوضح الهويه الجديدة الخاصة باللعب المباشر والكرات المباشرة لا فكرة التدوير فقط، وهو ما حدث حتـى امام كرواتيا فى هـدف ألفارو موراتا الاول.
الهدف هو نفسه تقريبًا (فى الصُّورَةُ أعلاه)، براعة كبيرة مـن إيمريك لابورت فى التمرير بين الخطوط، وتمركز عبقري مـن داني أولمو وتحرك أكثر مـن ممتاز مـن فيران توريس.
3 تمريرات فقط كانـت كافية لتسجيل الهدف، وهو ما يوضح ان اللعب المباشر بات سمة كبيرة فى هذا المنتخـب.
عمق التشكيلة
قدمت إسبانيا مباراة احترافية مـن الدرجة الأولى، ولم تلعب بتقاعس، ورغم التغييرات العديدة التى أجراها المدرب دي لا فوينتي، تبين ميزة العمق الموجود فى تشكيله المنتخـب، حيـث تغيّر الأفراد لكن اثناء الأسلوب قائمًا فى التحركات والانتشار.
ولتوضيح مدى العمق المميز فى تشكيله منتخـب إسبانيا، يكفي القول إن أليخاندرو بيينا (افضل صانع للأهداف العام الماضي فى الدورى الإسباني بـ14 تمريرة حاسمة) لم يبدأ هذه المباراه رغم التغييرات.
إسبانيا أشركت جميع اللاعبـين ما عدا الحارس الثالث أليكس ريميرو، وهذا هو ما يوضح مدى العمق فى التشكيلة، ووجود صف ثاني بجودة كبيرة أيضًا.
ميزة إسبانيا لا ترتبط بالهجوم فقط، بل رد الفعل عندما كانـت ألبانيا تهاجم كان هائلًا وجميع اللاعبـين يعودون للدفاع والجميع يلعـب خلف الكرة.
أحيانًا تشعر ان هذا شيء غريب على إسبانيا، التى كانـت تحب ان تلعب كرة هجومية مفتوحة، لكن الانضباط سمة عملية، وتجب الإشارة الي حقيقة ان منتخـب “لاروخا” لم يستقبل اى هـدف اثناء مرحلة المجموعات فى بطوله دولية كبرى (منذ عَامٌ 1980).
